[align=center]وُلِدْتُ مِنْ رَحِمْ الجُنُونِ [/align][align=center]
لأَصْرَخَ آَهَاتِي وَ أَبْكِي هَمَسَاتِي
لأَرْشُقَ حِمِمَ حُبِّي
لأُلَطِّخَ الكَوْنَ بِأَلْوَانِ عِشْقِي
لا أَعْلَمُ يَا سَيِّدِي مَنْ أَكُون
وَ لا أَعْلَمُ لِمَ يَحْتَوِينِي الجُنُون ؟!
*
*
*
تَنْهَضُ نَفْسِي مِنْ تَابُوتِهَا المَدْفُون
فَعِنْدَمَا تَهَشَّمَتْ أَضْلُعِي وَ فُرِشَتْ كَالرَّمَادِ عَلَى سَطْحِ الرُّوحِ
خَرَجْتُ بِتِلْكَ اللَّحَظَات [ نَوْبَات ] مِنْ جُنُون
رَتَّلْتُ [ تَعْوِيذَة ] لِتَعُود
اسْتَدْعَيْتُ المَشَاعِرَ كَشُهُود
اسْتَحْلَفْتُهَا أَنْ تَبْقَى .. قَدَّمْتُ لَهَا الوُرُود
وَ لَكِنَّهَا أَصَرَتْ عَلَى [ التَّعَرِّي ] مِنَ القُيُودِ
وَ الانْطِلاقِ إِلَى اللا حُدُود
*
*
*
هَكَذَا أَنَا أُفَضِّلُ أَنْ أَتَغَشَّى بِجُنُونِ الغَطَارِف الأَوَائِل
وَ أَنْ أَتَشَبَّثَ بِتَلابِيبَ عِشْقِهِمْ
يَنْضَحُ وَعَاءُ قَلْبِي حُبَّاً سَرْمَدِيَّاً
فَيَتَصَبَّبُ سَلْسَبِيلاً دَهَّاقَاً يَسْقِي مُقْتَسِمَ الرُّوحِ
فَيَثْمُلَ وَ لا يَبْغِي عَنْهُ حِوَلاً
هَكَذَا أَنَا
أَنْبُذُ عُقُولَ القَرْن الوَاحِد وَ العِشْرِين الـ/ تُكَرِّسُ ابْتِذَالَ العَوَاطِف
وَ الإسْفَافِ بِهَا إِلَى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ الامْتِهَانِ
هَكَذَا أَنَا أَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْ عَالَمِي البَغِيض
وَ أَتَنَسَّكُ مِحْرَابَ الطُّهرِ / الفِطْرَة الأُولَى قَدْرَ الإِمْكَانِ
دُونَ أَنْ أَتَّسِخَ بِقَاذُورَاتِ التَّصَنُعِ وَ الزَّيْفِ
*
*
*
شُكْرَاً أَيُّهَا القِمْقَام
لِهَكذَا طَرْحٍ أَبْيِضٍ فِي زَمَنٍ يُقَدِّسُ لُغَةَ التَّلَوُنِ
طَرْحٌ هُوَ كَالزُّلالِ
عَذْبٌ .. سَائِغٌ للشَّارِبيَن
وَ لَكَ جَدَائِلُ نُورٍ [/align]