--------------------------------------------------------------------------------
مراحل الحب يصورها لنا الشاعر الكبير المعاصر عمر أبو ريشة في أعذب وأرق تصوير وخيال شعري عاطفي يسدل الستار عن مراحل الحب وما فيها من لذة وقيد وملل وتهرب ومن ثم الاعتراف بإنتهاء العلاقة لتضميد جرحه ...
بداية كل علاقة حب هي النظرة فكان موعده على كرسي الطائرة حينها قال :
وثـبت تـستقربُ الـنجم مجالا وتـهادت تـسحب الذيل اختيــــالا
وحـيـالي غـادةٌ تـلعبُ فـــــي شـعرها المائجِ غُـنجـــــاً ودلالا
طـلـعةٌ ريـّا وشـيءٌ بـاهـــــرٌ أجـمالٌ؟ جـلَّ ان يُـسْمَى جمــالا
ومن بعد النظرة الابتسامة وهي أول قطرة ماء لعطشان أتعبته خيالات السراب ...
فـتـبسمتُ لـهـا فـابـتسمت وأجـالت فـيَّ ألحاظاً كســـــالى
وبعد الابتسامة وترطب لسانه بقطرة الماء يحين له الكلام ليستمتع ويكتشف طلاسم المحبوبة وفكرها ...
وتـجـاذبنا الأحـاديـث فـمــــا انـخفضت حِسا ولا سَفّت خيــالا
كـل حـرفٍ زَلَّ عَـن مِرْشَفِها نَـثَرَ الـطيبَ يـمـــــيناً وشِـــمالا
ولكن الحب لايرحم إذا تمكن منك وها أنت تعترف ياشاعرنا بأن من أحببته قد أحكم قيدك وقيدك أتعبك ...
لم أزل اسحب قيدي متعبا وجراحي لم تزل تشتم قيــدي
أنا اقبلت عليه راضيـــــا بعدما غيبت في عينيك رشدي
بدأت ياشاعرنا تذكر التعب والجراح أين وصفك السابق لمحبوبتك وشعرها ولفظها أم أن الرزايا قد تخطت وحان كشفها وها أنت تعترف لنا بما افصحت به حبيبتك لك من كللها ومللها من حبك وحلوه القليل ومره الوافر :
قالت مللتك إذهب لست نادمـــــة على فراقك إن الحب ليس لنـــــــا
سقيتك المر من كأسي شفيت بها حقدي عليك فمالي عن شقاك غنى
شاعرنا بعدما أشتعل الرأس شيب وهرب الحبيب ومثل وأختصر علاقتكما بالشقى ماذا تقول له :
ربي ضاقت ملاعبي في الدروب المقيدة
أنا عمر مخضــــب وأمــــــــاني مشردة
ونشيد خنقت في كبريــــــــــــــائي تنهده
ربي مازلت ضاربا في زمــــــاني تمردا
بسمـــــاتي سخية وجــــــراحي مضمده