[align=center]
ملك العود , وملك النوتة , وملك الكلمة أبو حمد , يعرفه الصغار قبل الكبار إما بالسماع وإما بقراءة اسمه على جدران المنازل , ولم ينل من الشهرة الشعبية الفنية سواه , فمنذ وفاته – عفا الله عنه – منذ أربعة عقود وهو آسر قلوب الشباب حتى اليوم , فيه سر عجيب في الإصرار على سماعه والنـزوع إلى حمل أشرطته .
تعرَّضت أغانيه للسرقة من مطربي جيلنا كما ألحانه , حتى الأناشيد الإسلامية لم تغض الطرف عن تلك السرقة , فكأن أصحابها يشاركون في تخليد ألحانه في نفوس الأجيال , فقاموا جاهدين عليها بخيلهم ورجلهم ينشدون ما استحسنوه من ألحان ملك العود والطرب الشعبي .
في بداياته لم يتورع عن الحشمة في بعض أغانيه , بل كان كمن يطلب المخالفة كيما يشتهر , من مثل : ( قبل أمس وسط السوق , يا ليت سوق الذهب ) فكان أن منعت تلك الأغاني , وطُرد من بيت أهله , وراح يسكن عند صديق له , لقد تألم من مجتمع لا يرضا بفنه أن يعانق هامات السحب .
حين يُذكر الغناء يُذكر زرياب تلميذ أسحق الموصلي في العصر العباسي الذي زاد وترًا خامسًا على أوتار العود , وهو الجواب حسب السلم الموسيقي , فقد كان فنانًا مبدعًا حيث استقدمه الحكم بن هشام إلى الأندلس وتوفي فيها .
الشباب اليوم كثير منهم لا يرى في ملك الفن أبي حمد بديلاً , فهو الأثير عندهم , وهو صاحب الحظوة بلا منازع , لذلك نجد تمسكهم به ناشئ عن قدمه أولاً , وعن جميل طربه وبراعة ضربه على العود ثانيًا , أما صوته فلم يكن لهم فيه حاجة , وإنما الطرب للطرب ولا شيء غيره .
لقد كان لتلك الكوكبة ممن عاصروا أبا حمد عدة تأثيرات في بداية الفن الشعبي في بلادنا , فكان فريد الأطرش في مصر هو أستاذهم , فكان الإعلام لاسيما التلفاز والأسطوانات الغنائية لها كثير تأثير في ميلهم نحو الغناء وصناعته .[/align]