العودة   منتدى بريدة > المنــــــــــــــــاسبات > منتدى رمضان

الملاحظات

منتدى رمضان منتدى خاص بشهر رمضان وكل مايتعلق بهذا الشهر من مواضيع

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-08-10, 06:33 pm   رقم المشاركة : 1
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً
<<< وقفات قرآنية في شهر القرآن .. اعداد .د/علي الحامد / الوقفة الثلاثون والاخيرة >>>


طلبت من اخي ..
د/ علي سليمان الحامد نقل دروسه هنا ليستفيد منها الجميع ... فوافقني مشكورا ..


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وقفات مع بعض الآيات التي وفقني الله تعالى للتأمل فيها أثناء صلاة التراويح , , وستكون بإذن الله على شكل حلقات يومية , أسأل الله الإعانة والتوفيق , وأن ينفع بها , وأن يجعله عملا خالصاً لوجهه الكريم :
الوقفة الأولى : استحقار الناس وازدراؤهم :
قال الله تعالى :
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} (13) سورة البقرة

وقفت ملياً أتأمل هذه الآية , فوجدتُ أن احتقار الناس وازدراءهم صفة من صفات المنافقين , وأن من يحتقر الناس بشيء عاد عليه , وكان هو أولى به من غيره , فالآية الكريمة تتحدث عن المنافقين الذين قال الله فيهم أول الآيات من سورة البقرة : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} (8) سورة البقرة .

فالمنافقون لما قيل لهم : " آمنوا كما آمن الناس ", كان ردهم فيه ازدراء واحتقار لغيرهم ممن خالفهم , فقالوا : " أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء " فجعلوا المؤمنين سفهاء , في قمة الاستهتار والسخرية , فجاء الرد الصاعق عليهم من السماء : " أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء "
في جملة مؤكدة بعدد من المؤكدات اللغوية : حرف الاستفتاح : ألا , ثم حرف التوكيد : إنّ , ثم الإتيان بضمير الفصل: هم , مما يفيد الحصر , فإذا قلت مثلا : إنك أنت الكريم , فمعناه : لا كريم إلا أنت , وكما قال تعالى : {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ } (14) سورة طـه
وقوله تعالى : {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (8) سورة آل عمران .
ثم يأتي العقاب الآخر , بأن هؤلاء هم السفهاء ولكن لا يشعرون ولا يعلمون بأنهم سفهاء , وأشد العقاب أن تكون معاقباً وأنت لا تشعر , وأعظم السخرية بك أن يراك الآخرون غبياً سفيها وأنت لا تعلم , وهذه حال المنافقين : سفهاء ولكن لا يعلمون .






رد مع اقتباس
قديم 12-08-10, 06:34 pm   رقم المشاركة : 2
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة الثانية : ثنائية اليهود والنصارى .

قال الله تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
(113) سورة البقرة
كلنا نعرف المعلومة التي تقول : آية صَدَقَ فيها اليهود والنصارى , وهي تعني هذا الآية الكريمة , فاليهود يقولون : إن النصارى ليسوا على شيئ في دينهم , والنصارى يقولون : إن اليهود ليسوا على شيء في دينهم .
وقد تأملت هذه الآية جيداً فوجدتُ أن هذه المعلومة يشوبها شيء من عدم الصواب , وذلك أن سياق الآية يدل على أن الله
تعالى قد ذمهم على هذا القول بقوله :
" وهم يتلون الكتاب " ثم عقب على ذلك بقوله : " كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم "
فمن قال مثل قولهم فهو من الذين لا يعلمون .
وقد رجعت إلى التفسير فوجدت مجاهداً رحمه الله يقول بهذا القول , ويفسر لنا هذه الآية تفسيراً يتضح فيه الإشكال .
قال مجاهد رحمه الله :
" قد كانت أوائل اليهود والنصارى على شيئ , ولكنهم ابتدعوا وتفرقوا " وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ " قال : بلى , قد كانت أوائل اليهود على شيء , ولكنهم ابتدعوا وتفرقوا "
تفسير ابن كثير : 1 / 206 .
فمجاهد رحمه الله , بيّن أن أصل دين اليهود والنصارى كان شيئاً , ولكنهم تفرقوا وابتدعوا في الدين .
وحينئذ فهم على صواب من جانب , وعلى خطأ من جانب آخر .
فهم على صواب حين ذكروا أن دين اليهود والنصرانية ليس على شيء , وخاصة بعد مجيء الإسلام , ويؤيده ما جاء في بعض الروايات أن الآية نزلت في نصارى نجران حين جاؤوا المدينة فاختصموا مع أحبار يهود المدينة فقالت كل طائفة مقولتها .
وهم على خطأ لأن أصل الديانتين على شيء , ولكن كل طائفة كفرت بالأخرى تكذيباً لما جاء في كتبهم المنزلة , ولهذا بين سبحانه أنه سيحكم بينهم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه
" فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ "
وحين تأملتُ الحزب الثاني من الجزء الأول وجدت هناك ثنائية بين اليهود والنصارى يتحدون بينهم إذا كانوا ضد الإسلام , ويختلفون إذا كانوا مع بعضهم .
من اتحادهم قوله تعالى :
{وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
(111) سورة البقرة , فجعلوا الجنة خاصة باليهود والنصارى , وبين سبحانه أن هذه أمنية من أمنياتهم .
والطائفتان حين يجعلون الجنة خاصة بهم فهو يخرجون المسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم منها ,,, ساء ما يحكمون .
وقال سبحانه :
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}
(120) سورة البقرة .

فبين سبحانه أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم , فجعلَ ملة اليهود والنصارى واحدة
( ملتهم )
بالإفراد , إما لأنهما متقاربتان في الضلال , وإما لأن اتباع إحدى الديانتين خروج عن الإسلام , ويكون بهذا تساويا في الحكم , بمعنى أنه لا فرق في الدين الإسلامي أن تكون يهودياً أو نصرانياً إذا أنت لم تكن مسلماً , فمِلَّةُ الكفر واحدة .

وقال تعالى :
{وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
(135) سورة البقرة
فبين سبحانه رغبة أهل الكتاب لإخراج المسلم عن دينه , بأن يكون يهودياً أو نصرانياً , لا فرق عندهم , المهم أن تخرج من دين الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام .

وهنا نجد الثنائية التي أشرت إليها في العنوان بين اليهود والنصارى , وكأنه لا خصم للمسلمين إلا هؤلاء , وهو ما يؤكده الواقع , فلا دين ولا أمة تحارب المسلمين حالياً إلا وتدين إما باليهودية أو النصرانية , ولهذا جاء التحذير الصريح منهم بقوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
(51) سورة المائدة .
ولهذا جاء التحذير من اتباع صراط اليهود والنصارى مكرراً في صلاة المسلم كل يوم يقرؤها في كل ركعة :
" غير المغضوب عليهم ولا الضالين "
. والمغضوب عليهم هم اليهود , والضالون هم النصارى كما هو معلوم في التفسير .

فاليهود والنصارى ما داموا ضد المسلمين فهم ملة واحدة , ينصر بعضهم بعضاً , ويجامل بعضهم بعضاً كقوله تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم }
(18) سورة المائدة .

أما حين يكونون متقابلين فهم أعداء فيما بينهم
: " وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ".
والله تعالى أعلم .







رد مع اقتباس
قديم 12-08-10, 07:03 pm   رقم المشاركة : 3
ămōяẻ
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية ămōяẻ





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ămōяẻ غير متواجد حالياً

جزاك الله خير







رد مع اقتباس
قديم 12-08-10, 07:04 pm   رقم المشاركة : 4
( قصة لم تكتمل )
حائليه بالزين مبليه
 
الصورة الرمزية ( قصة لم تكتمل )






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ( قصة لم تكتمل ) غير متواجد حالياً

ماشاء الله تبارك الله
الله يجزااااك خير







رد مع اقتباس
قديم 12-08-10, 07:10 pm   رقم المشاركة : 5
.. بآآنسك ..
عضوه قديره
 
الصورة الرمزية .. بآآنسك ..






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : .. بآآنسك .. غير متواجد حالياً

جزاك الله خير
وكثر ربي من امثالك






رد مع اقتباس
قديم 13-08-10, 05:01 am   رقم المشاركة : 6
ابونورة
مؤسس المنتدى
 
الصورة الرمزية ابونورة






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ابونورة غير متواجد حالياً

نفحــات إيمانيــة مفيـدة ومعبرة
والشكر كل الشكر للدكتــور/علي سليمان الحامد
على موافقتـه على نشـرها في منتدى بريدة
والشكر موصـول لك أخي أبو صـالح على جهدك وتعبك
في وضعها كموضوع جميـل ومنسق ومرتب في قسـم رمضــان المبارك







رد مع اقتباس
قديم 13-08-10, 05:24 am   رقم المشاركة : 7
سنّيه
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سنّيه






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : سنّيه غير متواجد حالياً

بارك الله فيما كتبت







رد مع اقتباس
قديم 13-08-10, 06:04 am   رقم المشاركة : 8
>ريانه<
عضوة قديرة
 
الصورة الرمزية >ريانه<






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : >ريانه< غير متواجد حالياً

جزاك الله الف خير







رد مع اقتباس
قديم 13-08-10, 06:01 pm   رقم المشاركة : 9
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

شكرا للجميع على الحظور هناء







رد مع اقتباس
قديم 13-08-10, 06:02 pm   رقم المشاركة : 10
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة الثالثة : الصوم والدعاء :
قال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} , والدعاء هو العبادة , وقد جعل الله تعالى الحديث عن الدعاء في ثنايا الحديث عن الصوم , مما يدل على صميم العلاقة بين الصوم والدعاء , وقد صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد " حديث حسن ذكره ابن حجر العسقلاني في الفتوحات الربانية , وأخرجه ابن ماجة في سننه , والمنذري في الترغيب والترهيب .
وجاء في حديث آخر : " ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حين يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم " أخرجه أحمد في مسنده , والترمذي , والمنذري في الترغيب والترهيب , وصححه أحمد شاكر رحمه الله , وحسّنه ابن حجر .
والحديث حول فضل الدعاء طويل , وقد كتبت فيه المصنفات , ولكني أشير إلى بعض النكت العظيمة في هذه الآية الكريمة
ومن ذلك :
1. أن الله تعالى صَدّر الآية بالظرف : إذا , وهو ظرف لما يُستقبل من الزمان , واسم شرط غير جازم , يفيد حتمية وقوع الشرط وجوابه , فالسؤال عن الله تعالى أمر واقع لا محالة من الأمة , والجواب الشافي الكافي هو في هذه الآية .
2. جعل الله تعالى السائلين عنه عباداً له , بل أضافهم إلى نفسه إضافة تشريف , وأي شرف أعظم من أن يسميك الله تعالى عبده كما قال سبحانه : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1) سورة الإسراء .
3. جاء جواب الشرط مصدراً بالفاء الرابطة الجوابَ بشرطِه تقوية وتمكيناً , وبعدها حرف التوكيد ( إن ) ( فإني قريبٌ )
4. جاء خبر ( إن ) لفظاً واحداً دالا على المعنى من جميع جوانبه : ( قريب ) , وأي شيء أعظم من قرب الله تعالى للعبد حين يدعوه .
5. الارتباط الوثيق بين القرب وبين استجابة الدعاء , فليس هناك فاصل بينهما , فالقرب يقتضي إجابة الدعاء مباشرة ( قريبٌ أجيبُ ) لا فواصل ولا وسائط , الإجابة فورية وسريعة .
6. ولكن يجيب مَنْ ؟ إنه يجيب دعوة الداعي بشرطين : الشرط الأول : أن يقوم بالدعاء , والشرط الثاني : أن يكون دعاؤه خالصاً لوجه الله , فلا يدعو إلا الله " دعوة الداعِ إذا دعانِ " فالشرط الأول : مأخوذ من : ( دعوة الداعِ ) والشرط الثاني : مأخوذ من ( إذا دعانِ ) , والجملة ( إذا دعانِ ) تستلزم الشرطين معاً , ولكنه أعادها ليبين عظمة الإخلاص في العمل والدعاء , فكأنه قال سبحانه : أجيب دعوة الداعي بشرط أن يدعوني أنا وحدي , ولا يدعو معي غيري . كما قال سبحانه : {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} (20) سورة الجن .
فالآية العظيمة تدل على أن إجابة الدعوة حاصلة بشرط وجود الدعوة بإخلاص , ولهذا روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله : " والله إني لا أحمل هَمَّ الإجابة , ولكن أحمل هَمَّ الدعاء " , وقد أخذ الفاروق رضي الله عنه هذا المعنى من هذه الآية حين فهم أن ربه تبارك وتعالى وعده بالإجابة بشرط أن يقوم بالدعاء مخلصا لله تعالى .
7. ثم ختمت الآية بأمر الله تعالى لعباده بأن يستجيبوا له فيدعوه ولا يستكبروا عن دعائه {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر , وأمرهم أن يؤمنوا بوعده وأنه سبحانه سيجيب دعواتهم , وفي ذلك رشدٌ لهم وفلاح الدارين " فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "

والله تعالى أعلم
.






رد مع اقتباس
قديم 14-08-10, 06:10 pm   رقم المشاركة : 11
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة الرابعة : مقارنة بين المسلم والكافر , وإعجاب المسلم بالكافر :
قال الله تعالى : {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (221) سورة البقرة
لن أتحدث عن تفسير الآية , فمعناها واضح , وهو تحريم زواج المسلم من الكافرة , وتحريم زواج الكافر من المسلمة , والكلام فيه تفصيل عند أهل العلم , ولكني أحب أن أشير إلى نقطتين لاحظتهما في هذه الآية :
الأولى : إثبات خيرية المؤمن على المشرك , وأنه لا مقارنة بين المؤمن والمشرك بالله في التفضيل , فالأول أفضل وأكمل , " وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ " " وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ " ومثل ذلك قوله سبحانه : {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ , مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} ( 35 , 36 ) سورة القلم , وكما قال تعالى : {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ} (18) سورة السجدة .
فإذا كان المؤمن والفاسق لا يستويان , فالفرق بين المؤمن والمشرك من باب أولى .
ولهذا نعلم أن تشدق كثير من الكتاب والناهجين منهج العقلنة والعصرنة بأن الإنسان أخو الإنسان وأنه لا فضل لأحد على أحد , فكلاهما في الإنسانية سواء - مخالفٌ لمنهج كتاب الله تعالى , بل جاء المعيار الحقيقي الذي تتفاضل به الإنسانية : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } (13) سورة الحجرات .
ولأن النص القرآني محكم عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , فقد جاء التعبير بلفظ الإيمان " ولعبد مؤمن " ولم يأتِ بلفظ الإسلام , لأن الإيمان يشمل الإسلام الظاهر , ويشمل الصدق الباطن الحامل على التقوى والأمانة والنزاهة , فالمسلم إذا بلغ منزلة الإيمان فهو أفضل عند الله تعالى , وأفضل للناس من الكافر المشرك بالله واليوم والآخر .
وأختم هذا بقوله تعالى في سورة البينة حين جعل المشركين شر البرية , وجعل المؤمنين خير البرية :
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ , إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} (6-7) سورة البينة .
الثانية : أن المسلم قد يُعجَبُ بالكافر , وهذا ليس فيه بأس للوهلة الأولى , بشرط ألا يحمله هذا الإعجاب على تفضيل الكافر على المسلم إلا بأمور دنيوية لا يتقنها إلا الكافر .
ومحل هذه الملاحظة قوله تعالى : " وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ " " وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ " والضمير يعود في الأولى على المشركة وفي الثانية على المشرك , حيث بينة الآية أن المشرك قد يُعجِبُ المسلم إما بشكله أو بعمله أو بأي شيء آخر .
ولم تنفِ الآية هذا الإعجاب , ولم تمنعه , وإنما منعت الزواج بين المسلم والكافر , وحينئذ فإعجاب المؤمن بالكافر إذا لم يحمله على مخالفة شرعية فليس محل نظر شرعي , بل جاء الشارع بإثباته وافتراضه .
فنرى هنا أن القرآن منع تقديم مصلحة الإعجاب على مصلحة مصاهرة المسلم مع المسلم , أما إذا لم يتصادم الإعجابُ مع ما هو أولى منه فلا بأس فيه , والله أعلم .







رد مع اقتباس
قديم 15-08-10, 12:58 pm   رقم المشاركة : 12
فديتك يابريده
عضو جديد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فديتك يابريده غير متواجد حالياً

[mark=#3300cc]الله يجزاك الف خير وسكنك فسيح جناته[/mark]







رد مع اقتباس
قديم 15-08-10, 04:16 pm   رقم المشاركة : 13
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

اقتباس:
 مشاهدة المشاركةالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة فديتك يابريده 
   [mark=#3300cc]الله يجزاك الف خير وسكنك فسيح جناته[/mark]

وياك الله يجزا الجميع الجنه






رد مع اقتباس
قديم 15-08-10, 04:17 pm   رقم المشاركة : 14
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة الخامسة : كرامة المسلم .
قال الله تعالى : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (262) سورة البقرة
تتحدث الآية الكريمة عن فضيلة الإنفاق في سبيل الله , وأن المنفق أجره على الله , وموعود بالأمن والطمأنينة عند الله بشرطين أساسيين :
الشرط الأول : ألا يُتْبِعَ نفقَتَه مَنّاً على الْمُنفَق عليه .
الشرط الثاني : ألا يُتْبِعَ نفقتَه أذىً يلحق المنفَقِ عليه .
قال تعالى : " ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى "
والْمَنُّ : أن يعتد على من أحسنَ إليه بإحسانه .
والأذى : أن يتطاولَ عليه بسببِ ما أنفقَ عليه .
والتنصيص على نفي هذين الخلقين الذميمين في حال الصدقة , وأن عدمهما شرط لقبولها فيه رفعة لكرامة المسلم أو الإنسان بشكل عام , فالشارع الحكيم يحث الناس على عدم المساس بكرامة الآخَر , ولو كان هذا الآخَرُ قد أخذ منك صدقة ما .
وأي جُرْحٍ لِلْكَرَامَةِ حين يتصدق عليك شخص ثم يمن بها عليك ويعيرك بها , أو يؤذيك بسببها , وقديما قالت العرب : إذا صنعتم صنيعةً فانسوها , وقال شاعرهم :
وإنَّ امرءاً أسدى إلَيَّ صنيعةً ,,, وذكّرنيها مرةً لَلَئيمُ
وقالت العربُ أيضاً : صِنْوانِ من منحَ سائلَهُ ومنّ , ومن منعَ نائله وضَنَّ .
أي أن من أعطى مع المَنّ , مثل الذي منع السائل وبخِل .
والصِّنْوان : مثنى صِنْو , وهو المِثل , أي أنهما متماثلان ليس بينهما فرق ,
والضنّ : البخل .
وفائدة الإتيان ب( ثم ) في قوله : ثم لا يُتبعون ما أنفقوا ... : التراخي في نفي المن والأذى مع طول الوقت , أي يدومون على تناسي الإحسان , وعلى ترك الاعتداد به والامتنان , ولا يمكن أن يعودوا إليهما في أي زمن وتحت أي ظرف . انظر : حاشية كشاف الزمخشري لأحمد بن المنير 1 / 311 .
وقد بين الله تعالى أن المن والأذى سبب لبطلان الصدقة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى } (264) سورة البقرة .
وقد جاءت السنة الكريمة بالوعيد الشديد على من أتبعَ نفقته مَنّاً يؤذي به كرامة أخيه المنفَقِ عليه .
قال صلى الله عليه وسلم : " ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُم الله يَومَ القِيامَةِ ولا يَنْظُر إِليهِمْ ولا يُزَكِّيهِم ولَهُم عَذَابٌ أليم : المنّانُ بِما أَعْطَى , والمسْبِلُ إِزَارَه , والمنفِقُ سِلْعَتَه بِالْحَلِفِ الكَاذِب " رواه مسلم .
فعل رأيتم حفظاً لكرامة الإنسان وكرامة المسلم أعظم من هذه الكرامة حين يشدد الشارع الحكيم على عدم الإساءة لمن أنفقتَ عليه بالامتنان والأذية ؟؟؟
بقيت مسألة واحدة , وهي أن الله تعالى قال في نفس السياق : {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} (263) سورة البقرة
فأتى هنا بذكر الأذى فقط , ولم يرد ذكرٌ للمَنّ , مع وروده في الآية التي قبلها وهي : {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (262) سورة البقرة , والآية التي بعدها وهي : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى } (264) سورة البقرة .
فلماذا جاء ذكر المن في الأولى والثالثة , ولم يرد في الثانية ؟؟
بحثتُ فلم أجد جواباً شافياً فاستعنتُ الله تعالى في إنعام النظر هنا , ولعل قارئاً يكون أوسع إدراكاً فيفيدنا بعلم أكثر .
قلتُ – والعلم عند الله - : أن الآية الأولى كانت الصدقة فيها عامة ( ما أنفقوا ) و ( ما ) موصولية تعم جميع الصدقات , فجاء الشرط هنا مستقصى بذكر المن والآذى , وفي الآية الثالثة كذلك جاء لفظ : الصدقات جمعاً , فناسب ذكر المحذور مفصلاً .
أما في الآية الثانية فجاء لفظ الصدقة مفرداً ( خير من صدقةٍ .. ) فأُتبعتْ باحترازٍ مفرد يناسب لفظها , وكان المفرد أحد لفظين ( المن والأذى ) , فاختير أعم اللفظين وهو الأذى , لأن الأذى يشمل المن وغيره من أنواع الأذى , فكلُّ مَنٍّ أذى وليس العكس .
أمرٌ ثانٍ : وهو أن الآية الأولى في سياق بيان الثواب للمنفق , وبيان الشرط الأساسي لقبول الصدقة وهو خلوها من المن والأذى فناسب أن يؤتى بالشرط مُفَصَّلاً , وفي الآية الثالثة جاءت الآية بسياق النهي والتحذير فانسب أيضاً أن يجيء النهي عما يبطل الصدقة مفصلا ( منا وأذى ) , أما في الآية الثانية فكانت مقارنة بين حالتين : قول معروف ومغفرة ,, وصدقة متبوعة بأذى , فلم يكن للتفصيل هنا مكان , فناسب الإتيان بلفظ عام يشمل الاثنين .
أمر آخر : وهو أن الآية الثانية فيها توازن في المعادلة – إن صح التعبير – فقد جاءت المقارنة بين شيئين مكونين من شيئين : قول معروف + مغفرة في مقابل : صدقة + أذى , فتمت المعادلة هنا , وجاءت الخيرية للأول .
ولو ذُكِرَ لفظ ( المنّ ) مع الثاني لكانت المعادلة : صدقة + مَنّ + أذى , وحينئذ يختل توازن المعادلة لأنها تصبح ثلاثة ف مقابل اثنين , ويختل النظم القرآني العظيم .
والله تعالى أعلم وأحكم , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .







رد مع اقتباس
قديم 16-08-10, 12:58 am   رقم المشاركة : 15
آبو بتال
مشرف عام
 
الصورة الرمزية آبو بتال





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : آبو بتال غير متواجد حالياً

جزاك الله خير
اللهم أجعلة في ميزان حسناتك
وفقك الله كل خير
تقبل مروري







رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 03:49 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة