نظرات فى بحث سبعون فائدة من حديث ( لأعطين الراية)
صاحب البحث أو الدرس هو سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان وفى مستهل الدرس ذكر نصوص الحديث فقال :
"أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم وعبد الرحمن بن يعقوب كليهما عن أبي حازم سلمة بن دينار ـ واللفظ لعبد العزيز ـ قال : أخبرني سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل : هو يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية . فقال علي : يا رسول الله ، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا . فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وأخرجه مسلم أيضا من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه وفيه ) قال عمر بن الخطاب ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك قال فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس قال قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ( ورواه مسلم أيضا من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مختصرا ."
الأحديث فيه أخطاء متعددة :
أولها العلم بالغيب المنسوب للنبى(ص) فى معرفته أن الفتح غدا وهو ما يتناقض مع أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه:
" ولا أعلم الغيب "
وقال:
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء "
ثانيها معجزة شفاء العين المريضة بالبصق فيها وهو ما يخالف منع الله الآيات المرئية عن الناس لتكذيب السابقين بها كما قال تعالى :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثالثها القتال حتى إسلام القوم وهو ما يناقض عدم إكراه الناس على الإسلام كما قال تعالى :
" لا إكراه فى الدين"
الرواية الأولى بالدعوة أولا تتعارض مع اكراههم على الإسلام بالقتال فى الرواية الثانية
وتحدث العلوان عن فوائد الحديث من وجهة نظره فقال:
فوائد الحديث :
1- فيه حرص الصحابة على تبليغ هذا الدين .
2- فيه عقد الإمام لألوية الجهاد .
3- فيه أن الأمر المشترك لا تشبه فيه فالألوية والرايات كانت معروفة من قبل .
4- فيه أن الإمارة خاصة بالرجال دون النساء .
5- التبشير بالفتح علم من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام .
وهذه الفائدة معارضة لعدم علم النبى(ص) بالغيب ثم قال :
6- فيه إثبات صفة المحبة لله والرد على الجهمية .
7- فيه أن الله تعالى يحب ويحب .
8- فيه إثبات الأخذ بالأسباب وذلك من قوله يفتح الله على يديه .
والفائدة ليست فائدة فالنصر مرتبط بكل المجاهدين وليس بشخص من خلال نصرهم لله كما قال " إن تنصروا الله ينصركم "
9- فيه حرص الصحابة على الخير والبحث عما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
10- إبهام الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل هو من رحمته بالمؤمنين فقد حصل بذلك من تمنيهم لذلك الفضل العظيم والتطلع إليه من زيادة الإيمان ما الله تعالى به عليم .
11- فيه الرد على المرجئة وأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان ."
لا يوجد فى الروايات ىشىء عن الإيمان ثم قال :
"12- فيه جواز السهر والسمر في أمور الخير ومصالح المسلمين ."
والخطأ هنا انهم لم يسمروا وإنما انشغلوا بمن هو الرجل فأضاعوا وقتهم ولم يستعدوا للحرب والرسول(ص) لا يقول مثل هذه ألقوال الغامضة فيجعل القوم منشغلين عن الجهاد ثم قال :
"13- فيه مسارعة الصحابة إلى الخيرات وذلك في قوله ) فلما أصبحوا غدوا( .
14- فيه أن الرجاء إنما يكون في الأمور المتوقعة الحدوث وذلك بخلاف التمني .
15- فيه الرد على الصوفية ومن شاكلهم ممن يدعون أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب المطلق في حياته وبعد مماته وذلك من قوله : ) أين علي ؟ ( .
والقول يناقض علمه بالغيب وهو فتح البلد على يد الرجل غدا وهو لا يعلم شىء ثم قال :
16- فيه أن المحبة النافعة هي محبة الله ورسوله ومن والاهما .
17- فيه الرد على اليهود والنصارى في قولهم ) نحن أبناء الله وأحباؤه "
لا يوجد شىء عن ذلك فى الروايات ثم قال :
18- فيه معنى قوله تعالى ) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم( إذ حصل الفضل لمن لم يحضره وامتنع ممن تعرض له .
19- فيه وجوب الإيمان بالقضاء والقدر وعظيم إيمان الصحابة بالقدر وكمال استسلامهم له "
لا ذكر للقضاء كما قال ثم قال :
20- فيه الرد على القدرية القائلين بخلق أفعال العباد "
لا ذكر لأفعال العباد وعدم خلقها فكل شىء مخلوق كما قال تعالى " الله خالق كل شىء"
ثم قال":
21- فيه الرد على النواصب الذين يناصبون عليا رضي الله عنه العداء .
22- فيه الرد على الخوارج الذين يكفرون عليا ويفسقونه .
23- فيه أن محبة علي رضي الله عنه من الإيمان .
24- فيه الرد على الروافض الذين يزعمون تخصصهم في محبة علي رضي الله عنه .
25- فيه الرد على غلاة الرافضة الذين يؤلهون عليا وذلك من قوله ( رجلا )"
وكل هذه الأمور لم تكن موجودة أيام الحديث الذى لم يحدث حتى تكون رد على هذا كله ثم قال :
26- فيه جواز الشكوى وذكر المرض ما لم يكن ثمة تسخط على أقدار الله جل وعلا .
27- فيه بركة بصاق النبي صلى الله عليه وسلم ."
هذا من ضمن ما يضحك علينا الأمم فالبصاق هو قمامة من فضلات الجسم تضر ولا تنفع ولو كان هذا الرجل فلن يجعل أحد يبصق فى عينه للشفاء وإنما سيذهل للطبيب
ثم قال :
28- فيه أن دعا الأنبياء مستجاب غالبا .
29- فيه أن الأمام يبعث من هو الأصلح والأفضل للمهمة ولا يراعي في ذلك القرابة ولا الوجاهة ولا النسب وليس معنى ذلك أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان بل لأن المقام اقتضى رجلا كعلي رضي الله عنه .
30- فيه فضيلة عمر رضي الله عنه وعلو همته ."
الكلام فى الفائدتين من ضمن الخبل فالروايات لا تدل على تفضيل ولا همة أحد ثم قال:
31- فيه جواز طلب الإمامة في الدين .
32- فيه شجاعة علي وحرصه على الجهاد في سبيل الله .
33- فيه معنى قوله تعالى ) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ( وأن الجهاد ماض إلى قيام الساعة .
34- فيه جواز ذكر محاسن الشخص عند أمن الفتنة وسلامته من الكبر والعجب .
35- فيه طهارة الريق ."
لا وجود للريق وإنما المذكور البصاق
ثم قال :
36- فيه وضع الإمام المحفزات لشحذ الهمم إلى معالي الأمور ومكارم الأخلاق .
37- جواز الرقية بالنفث وأنها لا تنافي التوكل وذلك على القول بأن نفثه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كان رقية والراجح أن ذلك من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ."
لا ذكر للنفث فى الروايات ولا للرقيةو ثم قال :
38- فيه الأمر بالرفق وعدم العجلة والطيش والتأني في الأمور ودراستها قبل الإقدام عليها .
39- فيه أن الدعوة إلى الإسلام تأتي أولا وقبل كل شيء .
40- فيه فقه التدرج في الدعوة إلى الله من الأهم إلى المهم .
41- فيه أن الدعوة العامة لابد فيها من العلم والفقه والدراية والحنكة وحسن السياسة في التعامل مع الناس والأحداث فالجاهل بهذه الأمور يفسد ولا يصلح .
42- فيه قرن الدعوة إلى الشهادتين ببيان معناهما ومقتضياتهما ولا سيما في القرون المتأخرة حيث كثر الجهل بمعنى لا إله إلا الله وما تدل عليه من النفي والإثبات .
43- فيه فضل الهداية وعظيم أمرها .
44- فيه العمل على إقامة الحجة على العباد .
45- فيه دليل على وجوب بيان الحجة وتفهيمها للمدعو وإزالة ما يعرض من شبه وإشكالات وتساؤلات .
46- فيه أن الفضل المترتب على هداية الناس عام للرجال والنساء وإنما خرج الضمير مخرج الغالب .
لا ذكر للنساء فى الروايات وإنما المذكور رجلا ثم قال :
47- فيه أنه لا مقارنة بين الدنيا والآخرة .
لا ذكر لهذه المقارنة ثم قال :
48- فيه أن حب الدنيا ليس بمذموم إذا كان العبد قائما بأمر الله فيها .
لا ذكر لحب الدنيا فى الروايات ثم قال :
49- فيه مشروعيه تقريب الأمر إلى الأفهام بالأمور الحسية المعلومة .
لا ذكر لتلمك الفائدة فى الإحساس فالدين معنوى وليس مجسد ثم قال :
50- فيه أن الهداية نوعان هداية الدلالة والإرشاد وهي دور الأنبياء والمرسلين والدعاة والمصلحين وهداية التوفيق والإلهام وهي خاصة بالله الواحد القهار .
والفائدة خطأ لأن الهداية من الله وليس من الخلق " إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء" ثم قال :
51- فيه جواز الحلف من غير استحلاف .
52- فيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على هداية العباد .
53- فيه أن هداية الناس أولى عند الشارع من قتالهم .
54- فيه الرد على من قال بأن المسلمين لا همة لهم سوى إراقة الدماء ، فإن الدعوة قبل القتال فإن كانوا قد بلغتهم الدعوة فيجوز حينئذ قتالهم ابتدآء فقد جاء هذا في الصحيحين حين أغار النبي صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون .
هذا من الخبل فلا وجود للدعوة عند الجهاد ورد العدوان وإلا كان هذا أدعى إلى قتل المسلمين أثناء الكلام ولذا يختار ألعداء فى الغالب يوم الجمعة أو ساعات الصلاة للهجوم على المسلمين والجهاد لا يكون إلا لرد العدوان وهو أمر لا يشبقه دعوة قبل الرد وإنما الدعوة بلغتهم من قبل زورفضوها وفى هذا قال تعالى :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
ثم قال:
55- فيه فضل الجهاد في سبيل الله والصبر عليه .
56- فيه أن من أحبه الله فلا يضره بعد ذلك من أبغضه أو غلا في حبه .
57- فيه وجوب بغض من أبغض عليا رضي الله عنه وأن حبه من الإيمان"
طبعا لم يذكر الله بغض على ولا لا حبه من الإيمان لأن الله بين وجود الغل وهو الكراهية بينم بعض المسلمين وانها لا تنزع إلا فى القيامة فقال " ونزعنا ما فى صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين" ثم قال :
58- فيه فقه علي رضي الله عنه وسعة علمه وذلك من قوله ( وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ) .
59- فيه أن الرجل ينسب لأبيه وإن كان كافرا .
60- فيه تأدب علي مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يناده باسمه ولا بقرابته منه .
61- فيه أن لله على عباده حقا عظيما لابد من أدائه والقيام به وإلا كان من أهل النار ألا وهو إفراده تعالى بالعبودية وإفراد نبيه صلى الله عليه وسلم بالاتباع .
62- فيه أن على العبد إذا جاءه الأمر من الله تعالى أو من رسوله صلى الله عليه وسلم ألا يتلكأ ولا يتردد بل يبادر إلى الامتثال والتطبيق والعمل "
قطعا الكلام يتعارض مع قوله تعالى " وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ" فعلى المريض ليس له الاستجابة لأنه مريض أباح الله ألا يستجيب لأمر القيادة وغيره
63- فيه إثبات البعث والجزاء والحساب .
64- فيه معنى اسم الله الحسيب .
65- فيه أن على العباد أن يقبلوا من الناس ظواهرهم وأن يكلوا سرائرهم إلى الله تعالى مالم يأت من القول أو العمل ما ينافي دين الإسلام .
66- جواز رفع الصوت عند أهل الفضل للحاجة .
67- فيه وجوب الاستفصال عند وجود الإشكال .
68- فيه معنى قوله تعالى( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .
69- فيه أنه لا اجتهاد مع وجود النص أو ما يقوم مقامه كحضور المشرع صلى الله عليه وسلم كما هو الحال هنا ."
والخطأ ان الرسول مشرع وهو ما يخالف أن الله هو المشرع كما قال تعالى :
"شرع لكم من الدين"
70- فيه أن أعظم أمر وأشرف عمل ينبغي للعبد أن يقوم به وأن يفرغ فيه وسعه هو الدعوة إلى الله والحرص على هداية العباد ."
قطعا الدعوة ليست ألأمر ألأعظم وإنما الجهاد كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين باموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
71- فيه الرد على التكفيريين الذين يشتغلون بإصدار الأحكام على العباد من التكفير والتفسيق دون دعوتهم إلى التوحيد والسنة وبيان حقيقة ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب .
72- فيه تفقد الصحابة بعضهم بعضا .
73- فيه أن النطق بالشهادتين لا يعصم دم العبد وماله إلا أن يأتي بحقها وإلا لم تنفعه عند الله تعالى.
74- فيه أن إقامة الحدود من شأن السلطان أو من ينوب عنه .
75- فيه حرمة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم إلا بالحق .
76- فيه طهارة قلوب الصحابة إذ لم يحسدوا عليا على ذلك بالاعتراض وتمني زوال النعمة والفضل عنه ."