بعد خلوص الشباب من تجوالهم ومشاركتهم في عدد من فعاليات وبرامج مهرجان بريدة 33 تستقبلهم في نهاية المطاف خيمة مقهى الحوار، التي تتوسط مقر الفعاليات الشبابية غرب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية ببريدة، بجلسات شعبية، تفوح منها رائحة القهوة، ويعطرها عبق الماضي، ليتناولوا من قبل المختصين والتربويين جرعات حية وقيمة من آداب الحوار، وثقافة الاختلاف.
الأستاذ أحمد بن سليمان السعيد مشرف مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بمنطقة القصيم، والمشرف العام على مقهى الحوار، الذي يشارك فيه المركز خلال فعاليات مهرجان بريدة 33 بين أن المركز وانطلاقاً من قيمته التربوية والتعليمية، واستناداً لما تخصص به من نشر لآداب الحوار، ونشر ثقافة الاختلاف، فإنه يسعى من خلال المقهى الحواري إلى تعزيز مثل تلك الثقافات التي تزيد من ترابط المجتمع، وتجمع بين أطرافه بمختلف ميولهم وتياراتهم وأفكارهم، وتسعى لترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوبًا للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا فيما يصب في قناة المصلحة الوطنية، التي تكرس مفاصل التعايش السلمي، وتزرع لثقافة أخوية ووطنية متينة، تقف سداً منيعاً أمام مثيري النعرات والخلافات الفكرية والمذهبية وغيرها، فإن المركز يضطلع بتلك المهام، من خلال تخصيصه لمقهى حواري يستقطب من خلاله زوار المهرجان من الشباب وغيرهم في أسلوب مبسط ومحبب، يتحلق من خلاله الحضور حول أباريق الشاي والقهوة، في جلسات نقاش تسودها المحبة والتوافق.
ويضيف السعيد أن المقهى ومن خلال اليومين السابقين للمهرجان قد بدأ بتحقيق رسالته التي من خلالها شارك في المهرجان، مثنياً على الحضور المتواصل والكثيف الذي يحظى به، نتيجة لما يجده الزائر والمرتاد من أجواء جاذبة ومشبعة للرغبات والنقاشات التي تجول في الخواطر كثيراً.
وبين السعيد أن المقهى قد وضع برنامجاً متكاملاً سيحيي به لياليه خلال المهرجان الممتد حتى تاريخ 9/8/1433هـ الشهر القادم، متضمناً الكثير من المواضيع والأفكار وورش العمل التي تدور حول قضايا الشباب، وتهتم بكل ما يخصهم من مشاكل وهموم وتطلعات، على المستوى التعليمي أو الفكري أو الاجتماعي والخدمي.