العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > ســاحة الأسلام والشريعة

الملاحظات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 31-07-16, 09:23 am   رقم المشاركة : 1
ابراهيم عثمان
عضو






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ابراهيم عثمان غير متواجد حالياً
الدعوة المستجابة


[frame="11 10"]

سُئل الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه: يا إمام، كم بين السماء والأرض؟ فقال: دعوة مستجابة.
ليس الفرق بين السماء والأرض بالكيلومترات ولا بالأميال، ولا بسرعة الصوت أو الضوء أو غيرها، بل هناك ما هو أسرع من ذلك كله وهو الدعوة التي تخرج من قلب العبد المؤمن لله ربِّ العالمين. فإنه لا يكاد يحرك بها شفتيه إلا ويستجيب لها الله عزَّ وجلَّ:
( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ) (9الأنفال)، بمجرد الاستغاثة أجاب.
لم ينظر في الأمر ولم يؤجله إلى ميعاد، بل استجابة فورية بفاء الفورية، لأن الله عزَّ وجلَّ وعد بذلك عباده المؤمنين، وخاصة إذا كانت الدعوة تتعلق بأمر من أمور الدين. إذا كان الإنسان في ضيق بسبب إتباعه وصدقه لأمر الله، أو يتعرض للإيذاء أو الشدات لتطبيقه لأمر الله، أو يصبر أمام أعاصير المادة التي تريد أن تقتلع جذور الإيمان من قلوب المؤمنين، فهذا هو المثل
عندما ضاق بإبراهيم عليه السلام الميدان وفرَّ بأهله وبولده وذهب إلى مكان لا يصدق أي إنسان بالحياة فيه، لا زرع ولا ضرع، ولا وحش ولا طير، ولا خير فيها على الإطلاق لكن تجلت آية الكريم الخلاق لأنه هاجر بهم من أجل دين الله ولإحياء شعائر الله، دعا الله فقال واسمعوا وعوا إلى ما سمعناه من آيات الله قبل الصلاة:
(رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ) (37إبراهيم).
هاجر بهم من أجل أن يقيموا الصلاة، ويحيوا شعائر الله، لأنهم لم يتمكنوا من إقامتها بين القوم الكافرين. ودعا ماذا دعا؟ وماذا كانت إجابة المولى له؟
( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) (37إبراهيم) ،
وهذا ما نراه منذ زمانه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أفئدة الناس وقلوب الناس وأشواق الناس تزداد إلى زيارة هذه الأماكن، وتتمنى أن تطأ هذه المواطن. لماذا؟ هل يحصلون هناك أرزاق؟، هل يحصلون هناك على أوسمة أو نياشين؟، نعم.
لكن أرزاق ربانية وأوسمة ونياشين قرآنية وإلهية. لم يهاجروا طلباً للدنيا أو زينتها، وإنك ترى العجب عندما ترى الرجل الفقير يجمع القرش على القرش حتى يوفر نفقة الحج، فإذا توفرت لديه كانت هذه أكبر فرحة عنده في هذه الحياة، لا يضارعها فرحة بمنصب مهما كان عظمه، ولا بمولود مهما كان شأنه.
كيف يفرحون وهم من أموالهم ينفقون؟، ولأهلهم وأوطانهم يفارقون؟، ولبلاد لا يعرفونها يذهبون؟.
لأنها دعوة إبراهيم عليه السلام التي استجاب لها الله، وجعل هذا المكان قبلة لجميع خلق الله، من لم يذهب إليه للحج يتجه إليه وهو في مكانه في الصلاة، ولا تستوفى الصلاة إلا إذا اتجه إلى البيت الذي بناه إبراهيم عليه السلام استجابة لدعوته عزَّ وجلَّ.
والشق الثاني من الدعوة:
( وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) (37إبراهيم)،
وهذا أمر والحمد لله رأيناه جميعاً، فليس عندهم أنهار ولا أمطار ولا غابات ولا أشجار، لكن الله أنبع لهم من الأرض أرزاقاً بغير عمل منهم، فتأتي الشركات الأجنبية ويعمل فيها أهل أمريكا وأوروبا الذين لا يتحملون حرارة الصيف، يأتون وهم المترفون يعيشون في الصحراء متحملين حرارتها وشظف العيش، بها ليحفروا آبار البترول ويستخرجونها، وبنو إبراهيم والذين سكنوا في الأرض التي دعا فيها إبراهيم جلوس مستريحين لا يتعبون ولا يكدون، ولكنهم يقفون على المواني يحاسبون، فكل شحنة لهم منها نصيب بلا تعب ولا عناء.
ثم زاد الله عزَّ وجلَّ بعد ذلك في خير هذه الأرض فجعل خير أي بقعة في الكرة الأرضية من فواكهها ونباتها ومصنوعاتها ومشتهياتها يعرض في هذه الأماكن بأسعار أرخص من الأماكن التي تنتج فيها، لأن الله استجاب لإبراهيم عندما قال له
( وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) (37إبراهيم)،
وعندما خوفهم بعض الكافرين بأن البترول مآله إلى النفاذ إذا بهم يكتشفون جبالاً من الذهب في باطن الأرض، فتركوها كما هي للأيام الخالية، لأن الله عزَّ وجلَّ شملهم بدعوة إبراهيم فرزقهم من جميع أنواع الثمرات والخيرات، وتلك آية لنا جميعاً جماعة المؤمنين.
فيا أخي المؤمن يا من تشكو ضرِّك للمخلوقين، وتشكو مكابدة الحياة وعناء العمل لمن لا يملكون لك ضراً ولا نفعاً ولا حياة ولا نشوراً، ذلك هو الطريق؛ اصلح ما بينك وبين الله، ونفذ على نفسك وأهل بيتك ما يحبه الله ويرضاه، وخذ بهم وبأيديهم على كتاب الله وعلى سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم اطلب بعد ذلك ما شئت من مولاك، يواليك بالعطاء بلا سبب، لأن الله يرزق أحبابه بغير حساب، كما استجاب لإبراهيم في ذريته وأهله عليهم السلام:
( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) (2، 3الطلاق).


http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D...6%D8%AD%D9%89/

منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الحج وعيد الأضحى} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً




[/frame]






رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 11:05 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة