كلما .. ولجت من باب المقبرة .. و شاهدت تلك الحجارة المحيطة بالقبور .. أقف صامتاً , كصمت من يرقد تحتها ..
في كل مرة يراودني شعور ، بأن أكسر الحاجز الترابي , الذي يفصل بيني و بينك .. فأطمئن عليك ، و أبدل مرقدك بوسائد من الديباج ، و أفرش لحدك ببساط من العشب الأخضر ، و أنيره لك بقنديل يجلي ظلمته .. و أسليك بقصص من أحب طيفك و لم يملئ عينه منك ، وأروي لك أخباره التي سترفع رأسك ..
و لكنك حتماً .. لن تشعر به .. مع أنه يقف بجوارك !
و عندما أستفيق من سكرتي تلك .. التي كم تمنيت أن لا أصحو منها .. أتيقن أني أطلب المستحيل .. كمن يريد أن يعيد دورة الزمن .. و يقلب الماضي بمكان المستقبل ..
أحسد قلبي في تلك اللحظة .. فقد سبقني اليك .. فهو يلهج بالدعاء لك .. و الترحم عليك .. و هذا ما أظنك بأمس الحاجة اليه ..
رحمك الله .. يا أبي ..