لا يزال الناس يستقبحون ماهم عليه ويستحسنون ماعليه الأمم الغالبة في هذا الزمان فيقلدونهم في كثير من شؤونهم ..وهذه طبيعة الثقافة المهزومة...يستغني عنها ويستبدلها الأشد انهزاما...ويستبدلونها بدافع استحسان غيرها...
في كل يوم أكتشف كم كان ابن خلدون عبقريا وفذا في دراساته للظواهر والسلوكيات الانسانية ومؤثراتها ....
يقول مالك بن نبي أحد اكثر المفكرين عبقرية في التاريخ المعاصرمامعناه أن العرب يستوردون الحضارة بالمال وهم على قناعة تامة بأنهم يمارسون شكلاً حضارياً..بينما في حقيقة الامر ان الحضارة لايمكن استيرادها فهي نتاج مكونات محلية وإن استيراد مخرجاتها وإحلالها محل المخرج المحلي هو شكل من التخلف بلباس جميل انيق ..وبالتالي فإن لبس القبعات في حفلات التخرج في عيون النخب هو شكل تخلفي ..بينما يراه البعض شكل حضاري متمدن مستحسن ثم تكون الغلبة للاكثر عددا وهم الغير نخب...وهكذا تفرض قيم الامم الغالبة نفسها كصانع للنموذج الثقافي الجديد للامم المهزومة وتتوارى نخبها لأنهم يحملون قيم مهزومة......