كلام الشيخ \ على الطنطاوي رحمه الله عن زوجته
ولازم نستفيد منه ويستفيد كل الأزواج
يقول
لم أسمع زوجاً يقول إنه مستريح سعيد ، وإن كان في حقيقته سعيداً مستريحاً ، لأن الإنسان خلق كفورا ً، لايدرك حقائق النعم إلا بعد زوالها ، ولأنه ركب من الطمع ، فلا يزال كلما أوتي نعمة يطمع في أكثر منها ، فلا يقنع بها ولا يعرف لذاتها ، لذلك يشكو الأزواج أبداً نساءهم ، ولا يشكر أحدهم المرأة إلا إذا ماتت ، وانقطع حبله منها وأمله فيها ،هنالك يذكر حسناتها ، ويعرف فضائلها .
أما أنا فإني أقول من الآن – تحدثاً بنعم الله وإقراراً بفضله - :
إني سعيد في زواجي وإني مستريح وقد أعانني على هذه السعادة أمور يقدر عليها كل راغب في الزواج ، طالب للسعادة فيه ، فلينتفع بتجاربي من لم يجرب مثلها ، وليسمع وصف الطريق من سالكه من لم يسلك بعد هذا الطريق .
اولا :
أني اخترتها من طبقة مثل طبقتنا ، ، وهذا الركن الوثيق في صرح السعادة الزوجية ، ومنأجله شرط فقهاء الحنفية ( وهم فلاسفة الشرع الإسلامي ) الكفاءة بين الزوجين .
ثانيا :
أني انتقيتها متعلمة ،
ثالثا :
أني لم أبتغ الجمال وأجعله هو الشرط اللازم الكافي كما يقول علماء الرياضيات ، لعلمي أن الجمال ظل زائل لا يذهب جمال الجميلة ، ولكن يذهب شعورك به ، وانتباهك إليه ،
رابعا :
إن صلتي بأهل المرأة لم يجاوز إلى الآن ، بعد مرور قرن من الزمان ، الصلة الرسمية ، الود والاحترام المتبادل ، وزيارة اهلها ، ولم أجد من أهلها من يجد الأزواج من الأحماء من التدخل في شؤونهم ، وفرض الرأي عليهم ، ولقد كنا نرضى ونسخط كما يرضى كل زوجين ويسخطان ، فما تدخل أحد منهم يوماً في رضانا ولاسخطنا ولقد نظرت إلى اليوم في أكثر من عشرين ألف قضية خلاف زوجي ، وصارت لي خبرة أستطيع أن أؤكد القول معها بأنه لو ترك الزوجان المختلفان ، ولم يدخل بينهما أحد منالأهل ولا من أولاد الحلال ، لانتهت بالمصالحة ثلاثة أرباع قضايا الزواج .
خامسا :
أننا لم نجعل بداية أيامنا عسلاً كما يصنع أكثر الأزواج ،ثم يكون باقي العمر حنظلاً مراً ؛ وسماً زعافاً ، بل أريتها من أول يوم أسوأ ماعندي ، حتى إذا قبلت مضطرة به ، وصبرت محتسبة عليه ، عدت أريها من حسن خلقي ، فصرنا كلما زادت حياتنا الزوجية يوماً زادت سعادتنا قيراطاً .
سادسا :
أنها لم تدخل جهازاً وقد اشترطت هذا ، لأني رأيت أن الجهاز من أوسع أبواب الخلاف بين الأزواج ، فإما أن يستعمله الرجل ويستأثر به فيذوب قلبها خوفاً عليه ، أو أن يسرقه ويخفيه ، أو أن تأخذه بحجز احتياطي في دعوى صورية فتثير بذلك الرجل .
سابعا :
أني تركت ما لقيصر لقيصر ، فلم أدخل في شؤونها من ترتيب الدار وتربية الأولاد ، وتركت هي لي ما هو لي ، من الإشراف والتوجيه ، ، ومشاركتها الرأي في طريقة كنس الدار ، وأسلوب تقطيع الباذنجان، ونمط تفصيل الثوب .
ثامنا :
أني لا أكتمها أمراً ولا تكتمني ، ولا أكذب عليها ولا تكذبني ، أخبرها بحقيقة وضعي المالي ،وآخذها إلى كل مكان أذهب إليه أو أخبرها به ، وتخبرني بكل مكان تذهب هي إليه ،وتعود أولادنا الصدق والصراحة ، واستنكار الكذب والاشمئزاز منه .، وهم زوجتي هي إراحتي وإسعادي .
إن كنت أكتب ، أو كنت نائماً أسكتت الأولاد ، وسكنت الدار ، وأبعدتعني كل منغص أو مزعج .
تحب من أحب ، وتعادي من أعادي ، وإن كان حرص النساء على إرضاء الناس فقد كان حرصها على إرضائي ،
إنها النموذج الكامل للمرأة الشرقية ، التي لا تعرف في دنياها إلا زوجها وبيتها ،
ما أروع هذه الاشياء حتى نتعلم منها .. وفعلا يجب ان نستفيد من الكلام هذا حتى تكون حياتنا الزوجية كلها حب وسعادة
عادل