في تجولي في المنتديات والصحف الالكترونية بعد ظاهرة مكائن الخياطة وقراءة ماكتب عنها
لفت نظري هذا المقال الذي للأسف لم يوفق صاحب المقال في صياغته وفي فكرته
حيث انه بالغ في التوصيف وايضا تطرق بطريقة غير مباشرة في ختام المقال الى من يخالفون المجتمع في الافكار والعادات
سؤالي للاعضاء بعد قراءة المقال؟
ماوجهة نظركم في المقال؟ وهل وفق في نقد مجتمعه؟
وهل ماقاله صحيح عن ظاهرة القطيع والعقل الجمعي في المجتمع السعودي؟
وهل بالفعل سيكون العكس عندما يفكر أحد منا خارج القطيع في مسائل الفكر والاجتماع؟
المقال/
مكينة لميس والقطيع!!
يسيطر على الشعب السعودي للأسف الشديد ثقافة القطيع أو العقل الجمعي بالتعاطي مع الأحداث والأفكار!, حيث أن العقل الجمعي يسيطر على الجماعة دون إرادة منهم ولا تفكير, فهو يحركهم كما يحرك راعي القطيع من الأنعام قطيعه!.وتتلخص تلك الثقافة ببساطة ((بمحاكاة وتقليد الناس بعضهم لبعض!)) سواء كان التقليد في المأكل أو في اللباس أو في الهوايات والرغبات الشخصية أو البحث عن الثراء السريع من خلال المشاريع التجارية والمساهمات أياً كان نشاطها, بحيث يعرف الفيلسوف الفرنسي "دوركايم"أحد مؤسسي علم الاجتماع .. العقل الجمعي بأنه (( شيء موجود خارج عقول الأفراد,وهو ليس مجموع عقولهم,ولا يشترط أن يكون موافقاً لعقل أحد منهم, ولا لمزاجه الخاص,وهو يؤثر في عقول جميع الأفراد من خارج كيانهم,وهم لا يملكون إلا أن يطيعوه, ولو على غير إرادة منهم, وهو دائم التغير, يحل اليوم ما كان قد حرمه بالأمس,أو يحرم ما كان قد حله دون ضابط ولا منطق معقول.))
وغالباً ما يتم استثمار هذا العقل الجمعي من قبل بعض المعارضين السياسيين وبعض القوى والحكومات بتوجيه ذلك العقل لوجهة معينة في التفكير دون بقية الوجهات بحيث يكون هذا التوجه يخدم مصالحها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية بهدف السيطرة والاستحواذ على تلك الشعوب.
ومن خلال معرفة بالمقصود بثقافة القطيع والعقل الجمعي ربما سيزول بعض الاستغراب والتساؤلات لدى بعض الناس الذي كان يتساءل بكيفية (انجراف)الأغلبية بدون وعي وتفكير إلى موضة ما, أو الإعجاب بشخصية من الشخصيات في مختلف المجالات أو متابعة برنامج أو مسلسل يعرض بالقنوات الفضائية .. ومن الأمثلة الواضحة التي تدل على سيطرة ثقافة القطيع لدينا (انسياق) أغلبية الناس لمتابعة المسلسل التركي " سنوات الضياع" والذي عزا البعض متابعته بوجود ممثلة جميلة في المسلسل اسمها "لميس" رغم أن تلك الممثلة قد عرض لها مسلسل على نفس القناة قبل ذلك ولم يحظى بالمتابعة والسبب يعود لثقافة القطيع لا لجمال لميس الذي لم يكتشف هذا الجمال إلا بعد مُضي عدد كبير من حلقات المسلسل!!, وشاعر المليون أيضاً أنموذجاً من نماذج ثقافة القطيع,حيث أصبح الشعب السعودي بين ليلة وضحاها متذوقاً للشعر الشعبي.. حيث نرى في هذه السنة تضائل حاسة التذوق الشعري لدى أفراد الشعب السعودي ولله الحمد!!.
في حين قد نتفهم ونهضم تقليد الناس لبعضهم البعض في الموضات الجديدة أو في بعض الهوايات والميول والرغبات الشخصية لعدم وجود آثار كبيرة مترتبة على هذا التقليد والمحاكاة, ولكن الغير مفهوم أن يكون التقليد والمحاكاة في المشاريع التجارية التي ستكون آثارها وخيمة على المستثمر في حال الخسارة المتوقع حدوثها بسبب فقد أهم شرط في المشروع التجاري وهو دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع !!, ومع ذلك سنغض الطرف و سنتفهم وسنهضم (انسياق) الناس خلف الثراء السريع من خلال تلك المشاريع التجارية كالأسهم والمساهمات العقارية وغيرها من المساهمات لسبب رسمية تلك المساهمات فهي تحت "غطاء حكومي" كما قيل لنا!!..إضافةً لمعرفة التاجر صاحب الشركة المساهمة ومعرفة المشتري,الذي في النهاية سيعيد لنا رؤوس أموالنا على الأقل وليس مكاسبنا التي ضخيناها في جيب الحرامي المسمى (قانونياً) تاجر!.
لكن الغير مفهوم ولا يمكن لأي معدة مهما كان حجمها أن تهضم ما حدث في الأيام الماضية بخصوص "مكائن الخياطة" الذي انساق الكبير قبل الصغير من ذلك القطيع في تصديق الإشاعة بغلاء ثمنها لاحتوائها الزئبق الأحمر!!.. ولنفترض (جدلاً) بوجود مادة الزئبق الأحمر الذي ربما كان في الماضي البعيد رخيصاً وأصبح باهظ الثمن حاضراً.. من هو التاجر الذي سيشتري مكينة أم أسد؟اسمه..عنوانه؟ أو ما اسم المصنع او الشركة التي ستشتري الزئبق الأحمر؟لا أحد يعرف من ذاك "القطيع" من سيشتري منه البضاعة!!. والذين أصبحوا بعد انسياقهم وتصديقهم للإشاعة في نظر ممن فكر (خارج) القطيع بأنهم أغبياء وسذج ومجانين ينقادون بكل بساطة كانقياد الغنم خلف المرياع! بينما أصبح الذي فكر ولم ينجرف خلف تلك الشائعة رزيناً وعاقلاً ووصف بالذئب بحيث لم تأكله ذئاب مكائن الخياطة!!
ختاما
ماذا عن الذي لا يتبع القطيع أو لا يؤجر عقله للعقل الجمعي في مجالات أخرى غير المجال التجاري؟ والذي ربما لا يطرقه البعض ليس لأنهم يفكرون خارج القطيع, بل ربما لبخلهم أو لخوفهم من تكبدهم لخسائر!.. بماذا سيوصف من ( يخرج) عن القطيع في المجال الفكري أو المجال الاجتماعي واقصد العادات والتقاليد وما مصيره ؟!.. هل سيوصف بالرزين والعاقل!.. وفي المقابل سيوصف القطيع بالغباء وبالسذاجة وبالجنون؟!أم أن الأمر سيختلف وسيكون العكس!!, وسيوصف ( الخارج) عن القطيع ,المستقل بتفكيره بالمريض النفسي أو بأن عقله "ملحوس" وغيرها من الصفات التي من بينها بالـتأكيد الأوصاف التي أُطلقت على قطيع مكائن الخياطة!.
أترك الإجابة لكم!!.
#فيصل المحيميد
العرض العادي
