إذا كان المتحدث عاطل فاليكن السامع عاقل! منذ أسبوع مضى وجدته يطير فرحا والأمل يشع من عينيه: "وجدتني الوظيفة بعد ٦ سنوات من البحث عنها !! حقاً من صبر ظفر " هكذا كان يردد وهو يتراقص بجنون. كدت أن أشاركه جنونه لولا علامات التعجب التي ظهرت فجأة في كل أركان الحجرة حين قال: الراتب ٧٠٠ يورو كل أسبوع!!"..ثم صعقني مرّات أُ...خَر حين قال: " هناك شركة ما في مدينة ما في شارع في بولندا أرسلت لي عرض وظيفي يحوي إسمي الرباعي بوظيفة ناسخ!"، فكأنما كانت كلّ كلمة قالها تتحدى سابقتها في أن تُعقَل! بحثت عن إسم الشركة في محرك البحث Google ولم أجد سوى موقع للشركة مكتوب باللغة الإنجليزية وخيار آخر للغة الإسبانية، أما بقية المواضيع فكانت من منتديات سعودية أصحابها من الكوادر المعطلة والذين استفهموا كثيرا كيف وصلتهم ذات الرسالة بنفس المحتوى. شخصيّا، لم أجد إجابة منطقية في عرض كهذا، أو كيف وصلت تلك الشركة إلى الأسماء الرباعية الحقيقية رغم أن أغلب مستقبليّ تلك الرسائل قد سجلوا بريدهم الإلكتروني بأسماء وهمية. موقع الشركة يوضّح بأن مقر الشركة في بولندا, ومع ذلك لم يزوّد سوى باللغتين الإنجليزية والأسبانية مع العلم بأن اللغات الأقرب إلى اللغة البولندية هي الروسية والأوكرانية إذ أنها جميعا من اللغات السلافية. بحثت مرات ومرات، بمختلف محركات البحث، وبثلاث لغات أملا مني- في كل مرة- أن أجد من يناقش تلك الرسائل أو حتى يتحدث عن تلك الشركة المزعومة بطريقة أو بأخرى، وفي كل محرّك بحث لاتظهر لي سوى الصفحة اليتيمة للشركة وعدد من الكتابات السعودية تعود لأصحاب الكوادر المُعطّلة. منذ أسبوع مضى وأنا أبحث . قد أن أكون فشلت في إيجاد المصدر كما قد تكون هناك حقائق مغيّبة، ولكنني آمل أن تعلن جهة ما ضمانتها أو تخلي جهة رسمية مسئوليتها حتى لا تجعلنا البطالة لقمة سائغة أكثر مما نحن عليه، خصوصا بعد أن استوقفني تعليق في أحد المنتديات يقول "وهم ماحصلوا غيرنا يعني؟!".
" هـــــنـادي الرّاســـي "