عمليات أقل خطرا وأكثر جمالا
19/02/2003 نهى سلامة
كل يبحث عن الجمال بطريقته ورؤيته.. إلا أن الجمال الحسي أصبح ملكًا متوجًا في عالم اليوم.. ونزولا على رغبة من يبحث عنه يتنافس الأطباء في إضافة كل جديد إلى عالم التجميل.
عمليات التجميل Plastic Surgery هي عمليات جراحية متخصصة في تقويم عيوب الوجه والجسم الناتجة عن عيوب خلقة، أو نتيجة الحوادث أو الحروق أو الأمراض. ويدخل تحتها أيضًا تحسين صورة الشخص وزيادة ثقته بنفسه من خلال عمليات معينة مثل شد الوجه وعمليات تقويم شكل الأنف وتكبير الثدي أو شفط الدهون. وكلمة Plastic تنحدر من الكلمة اليونانية Plastikos وهي بمعنى "تشكيل". وقد استخدمت جراحات التجميل قديما لغلق جرح غائر أو استبدال أنسجة مفقودة بسبب الحوادث أو مرض السرطان. وكانت هذه العمليات عادة تتم عن طريق تكوين نسيج جلدي لإعادة الشكل إلى طبيعته قدر المستطاع. وهناك دلائل تثبت أن عمليات تجميل الوجه بدأت منذ أكثر من 4 آلاف عام، أما الأطباء في الهند القديمة فكانوا يستخدمون ما يسمى بتطعيم الجلد في عمليات بناء الأعضاء منذ عام 800 ق.م، بل إن بعض النقوش وأجزاء من المومياوات تشير إلى ممارسة قدماء المصريين لعمليات التجميل؛ فبالمتحف المصري قدَمٌ لمومياء كان قد تم تركيب إصبع خشبية لصاحبتها بدلاً من إصبع مقطوعة؛ لتعد بذلك أولى عمليات التجميل.
*التجميل.. أنواع : وكبقية فروع الطب لم تتقدم هذه الجراحات لمئات من السنين حتى مجيء القرن الـ19 و20؛ حيث شهدا تقدمًا ملحوظًا في عالم الطب في أوروبا وأمريكا. كما دفعت الحرب العالمية الأولى أطباء إنجلترا وفرنسا وألمانيا وروسيا والنمسا إلى نقلة جديدة في عالم طب التجميل في محاولات إنقاذ جروح الجنود في المعارك.
وتنقسم عمليات التجميل إلى:
- جراحات تجميلية Cosmetic Surgery: وهي التي تستخدم لتغيير شكل أعضاء طبيعية في الجسم من أجل تحسين شكل الشخص وزيادة ثقته بنفسه. وهي إما أن تكون جراحية مثل عمليات الأنف وشفط الدهون وتكبير الثدي وشد الوجه، أو غير جراحية مثل الحقن بالبوتكس والكولاجين والمواد الكيماوية الأخرى التي تزيل التجاعيد.
- جراحات الإصلاح أو إعادة البناء Reconstructive Surgery: وهي التي تستخدم لتغيير شكل أعضاء غير طبيعية في الجسم كانت نتيجة عيوب خلقية أو عيوب في النمو أو إصابات حوادث أو أمراض أو أورام، وهي عادة ما تستخدم لتحسين الأداء الوظيفي للعضو زيادة على الشكل الخارجي له.
والجراحة التجميلية مكلفة إلى حد ما، وعادة لا تدخل ضمن التأمين الصحي في معظم الدول، أما جراحات إعادة البناء؛ فهي أقل كلفة، وعادة تدخل تحت مظلة التأمين الصحي، وتختلف بشدة بحسب حجم العملية وقانون الدولة.
بالأرقام.. عالم مجنون بالتجميل ، وطبقا لإحصائيات الجمعية العالمية لأطباء التجميل ISAPS لعام 2001، التي تم رصدها من قبل 850 عضوًا في 30 بلدًا احتلت الولايات المتحدة المركز الأول في عدد عمليات التجميل بنسبة 21%، واحتلت البرازيل المرتبة الثانية بنسبة 14%، ثم المكسيك بنسبة 8%.
احتلت بريطانيا المرتبة الثالثة في عام 2000، ولكنها لم تستجب لإحصائيات عام 2001. وجاءت أستراليا في المرتبة الرابعة بنسبة 6.28%، وفرنسا في الخامسة بنسبة 5.65%.
أما بالنسبة للدول العربية التي اشتركت في الإحصاء فقد احتلت الأردن المرتبة 22 بنسبة 0.47%، ومصر المرتبة 24 بنسبة 0.33%، وأخيرًا الإمارات في المرتبة الـ 26 بنسبة 0.27%.
كما أظهرت الإحصائيات أن النساء اللواتي أجرين عمليات التجميل كن الأكثر -كما هو المتوقع- وذلك بنسبة 87.35% من مرضى عمليات التجميل، بينما أظهرت كل من اليابان وفنلندا وكوريا نسبة تصل إلى 25% لعمليات التجميل للرجال، ما يقرب من 63% من المرضى بين سن 21 إلى 50 سنة.
تحتل عملية الحقن بمادة الكولاجين collagen injection المركز الأول في عمليات التجميل عامة بنسبة 12.09%، ثم عملية شفط الدهون lipoplasty بنسبة 12.07%، ثم تكبير الثدي Breast augmentation بنسبة 10.08%، في حين تأتي عملية تصغير الثدي في المركز التاسع حول العالم.
في عالم الرجال يختلف إلى حد ما ترتيب تلك العمليات؛ حيث تحتل عملية تنقيح الندبات scar revision المركز الأول، يليها عمليات الأنف Rhinoplasty، ثم شفط الدهون Lipopasty.
عمليات التجميل.. في الميزان /
وفي محاولة لتسليط الضوء على بعض أهم عمليات التجميل اخترنا العمليات ذات المراكز المتقدمة في الإجراء على مستوى العالم. وأولاها الحقن بمادة الكولاجين Collagen Injection، وهي عملية غير جراحية يتم فيها ضخ بعض المواد مباشرة تحت العضلات التى تتحكم في التجاعيد؛ لتجعل الجلد يبدو أكثر شبابا ورطوبة ومرونة.
الحقن بالبوتكس /
يُعتبر الحقن بالكولاجين عملية حديثة نسبيًّا؛ فقد بدأ تطبيقها في عام 1981، ويحتاج المريض إلى إعادة إجراء العملية من حين لآخر، يشبهها في ذلك عملية الحقن بالبوتكس Botox Injection التي تستخدم الآن في أكثر من 95% من المرضى لعلاج التجاعيد حول العيون وخطوط الجبين، أو التجاعيد التى تتكون حول زاويتي العينين الخارجيتين والفم.
يقضي البوتكس على التجاعيد دون آثار جانبية مهمة تذكر إذا تم حقنه بطريقة سليمة؛ حيث يحدث شللا بالعضلات المتقلصة التي تسبب ظهور التجاعيد، إلا أن المريض يحتاج إلى تكرار الحقن كل 3 إلى 6 أشهر.
أما علميات شفط الدهون Lipoplasty فهي عملية تُزال فيها بعض الدهون من مناطق بعينها في الجسم مثل الرجلين والرقبة والبطن والخدود والفخذ والركبة… إلخ، ويلجأ إليها الأطباء بسبب عدم استجابة هذه المناطق للرجيم، وهي من أكثر الجراحات تطوراً في السنوات الماضية، وتتم العملية من خلال حقن أنبوبة ضيقة في طبقات الدهون الموجودة تحت الجلد من أجل تكسير الخلايا الدهنية، ثم تشفط بجهاز شفط قوي.
ومن أهم مضاعفات تلك الجراحة حدوث تجلطات في الدم قد تسبب انسداداً في مجرى الدم إلى القلب أو الرئة، كما قد تؤدي تلك العملية إلى حدوث ضعف في الدورة الدموية عامة، وقد تؤدي إلى حدوث صدمة إذا شفطت كمية كبيرة من الدهن ولم ينقل للمريض دم أو بلازما.
وبالنسبة لعملية تكبير الثدي Breast Augmentation التي تحتل المركز الثالث وتنتشر بشكل كبير خاصة في البلاد الغربية؛ فإنها عملية جراحية يتم فيها تحسين شكل أو حجم الثدي؛ إما لتحسين وضعه بعد الحمل، أو لاتزان الحجم بين الثديين، أو لزراعته من جديد بعد عملية استئصال، أو لمجرد إعطاء شكل أحسن وثقة بالنفس.
ويتم خلال هذه العملية التي تجرى تحت تأثير تخدير موضعي أو كلي عمل قطع يكون غالبًا تحت الثدي، ومن خلاله يتم رفع الغدة اللبنية ليوضع تحتها بالون من السليكون مملوء إما بجل السيليكون silicone gel، أو محلول ملحي saline.
وتعد أهم مشاكل تلك الجراحة التي تم التغلب عليها حديثاً.. حدوث تصدعات في غلاف السليكون الخارجي؛ ما يؤدي إلى تسرب جل السليكون إلى داخل جسم المريضة، لكن مع جعل غلاف السليكون الخارجي مكونًا من 3 طبقات أصبح من النادر حدوث تلك التصدعات، كما أن جعل المادة المملوء بها البالون محلولا ملحيا أصبح التسرب إذا حدث لا يسبب خطرا يذكر على المريضة.
والآثار الجانبية لعمليات تكبير الثدي التي قد تحدث أحيانًا، ولا تزال تجرى عليها الدراسات هي الإصابة بأمراض المناعة ضد الجسم نفسه، لكن لا يوجد أي دليل على أن عملية تكبير الثدي قد تؤدي لأي نوع من أنواع السرطان. وهناك جمعيات عديدة تشجع على هذه العملية بقوة، وخاصة لهؤلاء اللاتي استأصلن ثديهن بسبب السرطان، وتكافح من أجل دخولها تحت مظلة التأمين الصحي.
تنقيح الندبات /
تنقيح الندبات scar revision التي تأتى في المركز الأول ضمن عمليات الرجال، لا يستطيع فيها الطبيب إزالة الندبات كلية، إلا أن العملية تحسن ولا شك من الأمر. عادة ما تكون هذه الندبات ناتجة عن حوادث أو عمليات جراحية أخرى، ويتحكم في مدى جودة النتيجة حجم وعمق الجرح، ولون وسُمك الجلد واتجاهه، زيادة على الدم الواصل إلى هذه المنطقة.
العملية المسماة بـRhinoplasty هي عملية تختص بشكل الأنف، ومن خلالها يستطيع الطبيب تقليل أو زيادة حجم الأنف بحسب الحالة أو تغير الزاوية بين الأنف والشفاه العلوية، وتضييق أو توسيع فتحة الأنف وغيرها من حالات تعديل شكل الأنف. عادة ما تحسن هذه العمليات من الأداء الوظيفي للأنف، إضافة إلى التأثير الإيجابي في الحالة النفسية للمريض.
العرض العادي
