أيها الأحبة :
في كتاب زاد المعاد في الجزء : الرابع وفي الصفحة :225
قال ابن القيم رحمه الله تعالى بعد كلام طويل ومفيد :
وأنت إذا تأملت هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وجدته أكمل هدي حافظ للصحة والقوى ، ونافع في المعاش والمعاد .ولا ريب أن الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن ، وإذابة أخلاطه وفضلاته ما هو من أنفع شئ له سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان ، وسعادة الدنيا والآخرة ، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة ، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة ، ومن أنشط شئ للبدن والروح والقلب ، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة : عليك ليل طويل ، فارقد ، فإن هو استيقظ ، فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ ، انحلت عقدة ثانية ، فإن صلى انحلت عقده كلها ، فأصبح نشيطاً طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) . انتهى كلامه رحمه الله
فأنت انظر رحمك الله إلى حال نفسك مع صلاة الفجر التي ضيعها كثير من المسلمين فترى المساجد خالية إلا من النزر القليل القليل ، اسأل نفسك هل أنت ممن يفك هذه العقد أم ممن يتركها معقودة فتراه طول يومه خبيث النفس كسلان الغضب بين جبينه واحذر من بول الشيطان في أذنك فنبيك عليه الصلاة والسلام ذكر عنده رجل نام حتى أشرقت الشمس فقال عليه الصلاة والسلام : ( ذك رجل بال الشيطان في أذنه ) فلا بد أن تؤمن أخي الحبيب بأن أذنك مرحاض للشيطان إن كنت ممن ينام عن صلاة الفجر أسأل الله العفو والعافية ، وبالله التوفيق .