جلست على الكرسي وانطلقت الحافله على بركه الله .. في الباص ثلاجات
الشاي والقهوه وفطائر الارياف ..
كان الوجوم والتهيب يملاء اعين الشباب ... بسبب الخوف من الحج .. لان الناس
اذا حجوا يذكرون اخوف مافي الحج واغرب ما فيه ... ولاشك ان طبيعة الانسان الهلع
اذا مسه الشر جزوع ويحب الحديث عن الغرائب والاعاجيب .. ويكثر من الانتفاد والتخوف
والتأفف .. ودائما ما كنت اسأل الحجاج
هل توقعت الحج هكذا ..؟؟؟
فيقول لي لا والله ... كنت اتوقعه اشد من هذا ... والله انه يسير وسوف احج كل سنه
قلت له هذا بسبب دعاية السؤ من بعض الحجاج (( هداهم الله )) فهم يهولون الامور
ويكبرون الاشياء ويذكرون المخاوف والمساؤي والغرائب ..
كنت اردد في نفسي (( ابو عمر انت خرجت من اجل نفع هولاء الشباب )) لابد ن التعرف
عليهم وبناء جسور العلاقات معهم ونفعهم والاحسان اليهم ..
احد الاخوه اخضر معه تمر طيب (( صقعي محشو باللوز ))
وجدتها فرصه مناسبه للتعرف على الشباب ...
اخذت معي هذا التمر وتحاملت على نفسي .. وقتمت بدور (( النادل )) او (( المضيف )) احمل العصاء في يد والتمر في يد اخرى ..
واقوم بتوزيع التمر مع ابتسامة مشرقه .. وسؤال عن الاسم ودعاء طيب ..
وكان من قناعتي الراسخه (( ان قلوب الشباب كالزبد )) تستطيع ان تدخل عليها
وبسرعه من باب الاحسان والاكرام .. وكنت اقول (( ان قلوب الشباب مثل قلوب
الطيور لا تعرف المتابعه والشرافه والتدقيق في امور ))
يكفيهم ان تتبسم في وجوهمم وتعطيهم جوهم وسوف تدخل قلوبهم بدون
تأشيرة دخول ,,,
الشأن العام للشباب هو هذا ... لكن يوجد بعض النفسيات من الشباب
وهم لايمثلون القاعده العامه ..
امثله
بعض الشباب اعطيته من التمر وكان منقبضا الوجه مقطب الجبين يتطاير
من عينيه شرر العدوان .. ورغم الابتسامه والسلام الا انه مستمر على شد عضلات
وجهه الى اخر درجه
قلت في نفسي هذا هو الكده والحل معه (( ان تدخل عليك بالمعاشره وتكون
علاقتك معه بالتدريج ))
الثاني شاب متأفف يضهر الضجر من كل شي .. ويتضايق من القرصه وتزعجه
النسمه ولديه ميانه اكثر من اللازم .. ولا يعرف حدود الاب ..
قلت في نفسي هذا هو (( الوطب )) الذي لا يتحمل وكثير الانتقاد ويتعكر
مزاجه من ادني حدث ..
والحل (( لا تعطيه وجه وتعامل معه تعامل رسمي ))
الثالث المستهتر المعربج الذي يكثر التعليق والطنز والعياره واضحاك زملائه
ويريد ان يصعد في اعين اصدقائه بالتعليق على المشرفين وعدم الاهتمام بهم
قلت في نفسي هذا هو (( العيار )) والحل معه ان تطير عينك في وجهه و تصفعه
بكلامه قويه حتى يعرف حدود الادب واللياقه ولا يسقط مكانتك عند الناس
بقية الشباب طيبون متعانون يغلبهم الحياء وحسن الخلق والتعامل الكريم
وبعد ان سرنا في الطريق خمسين كليو تعطلت احدى الحافلات ونحن في
الطريق ونزلت كل الحمله من اجل هذا الباص ...
سوف اكمل ان شاء الله