هذا ما جرى مناقشته بين أبي سعد وصديقه العزيز رياض :
(تنبيه هذه الشخصيات والمناقشة وهمية من اجتهادي)
قال أبو سعد : هل تحب الكتابة يا رياض ؟
رياض : نعم ! ولم تسأل ؟
أبو سعد : لقد قرأت لك بعض المواضيع فعرفت أنك تحب الكتابة
رياض : أين قرأت مواضيعي ؟
أبو سعد : في الإنترنت في أحد المنتديات الجميلة
رياض : أي منتدى فأنا أكتب في أكثر من زاوية ؟
أبو سعد : رأيتك تكتب في منتدى الفنانين وهو فعلا منتدى الفنانين
رياض : وما رأيك في ما قرأت ؟
أبو سعد : هل تريد أن أصدقك القول وأن أكون معك صريحا ً وأن أكون لك ناصحا ً ؟
رياض : طبعا ً طبعا ً ؛ فأنت أعز أصدقائي وأنا مهتم لرأيك
أبو سعد : بصراحة كتاباتك طيبة , ومواضيعها حساسة ؛ ولكن ......
رياض : ولكن ماذا ولكن ماذا ؟
أبو سعد : هدئ من روعك يا رجل ولا تعجل , أراك بدأت تتوتر وتتنرفز !!
رياض : لا لم أتنرفز , ولكن أخبرني بسرعة
أبو سعد : سوف أخبرك ولكن لا تنسى أني أحد أعز أصحابك , ولا أريد سوى أن أنبهك على أخطائك كما أحب منك أن تصحح أخطائي ؛ فالمسلم مرآة أخيه ؛ حسنا ً
رياض : حسنا حسنا ً , هدأت الآن فقل ما عندك .
أبو سعد : لاحظت في بعض كتاباتك التي تختلف فيها الآراء والأفهام ؛ أنك لا تقبل الرأي الأخر المخالف لرأيك , وتحاول رده بشتى الطرق , وكأنك في معركة ........
(فتدخل رياض قائلا ً ) : ولكني على صواب دائما ً ؟
أبو سعد : لا , لا يا رياض , فليس هناك أحد معصوم سوى الرسول صلى الله عليه وسلم , وأما باقي البشر فيخطؤون ويصيبون , والله سبحانه وتعالى جعل الأفهام مختلفة وليست متفقة , وهذا من حكمته سبحانه , ليتبادل الناس الآراء والأفكار ويتسفيد بعضهم من بعض , وكل ذلك تحت قاعدة كلية لا يخرجون منها جميعا ً ؛ ألا وهي قاعدة الشرع الكريم , فهم رغم اختلافهم لا يخرجون من قاعدة الشرع وضوابطه ؛ هل فهمت هذه النقطة جيدا ً ؟
رياض : نعم ؛ الآن فهمتك , فأنا عندما أطرح موضوعاً ما , ينبغي أن أتوقع أن هناك من سيخالفني الرأي , وبهذه الطريقة أحافظ على هدوء أعصابي , وأحاول أن أتوقع ما سيقوله ذلك الشخص , حتى أستفيد منه أو أحاول الرد على مخالفته باسلوب علمي .
أبو سعد : صدقت صدقت , الآن بدأت تفهم ما أريد جيدا ً
رياض : ولكن هناك من يحاول فقط التشغيب علي ؛ ويقول : موضوعك هذا ليس فيه فائدة , وليس فيه مستندات تدل على قولك هذا , وكأنه يستهزئ بي ! فما العمل مع هؤلاء ؟
أبو سعد : انظر يا رياض ؛ عندما تكتب موضوعا ً ما تعبر فيه عن رأيك في جماعة ما أو دين ما أو جهة ما أو منهج ما أو حتى شخص ما , فيجب عليك أن تبرهن على كلامك بالأدلة والبراهين التي تثبت دعوى كلامك , و انتبه أن تلقى الكلام في الأشخاص والجهات جزافا ً من غير برهان ؛ لأنك حينها ستكون مجرد طاعن مشكك حاقد , يريد أن يخرج مافي صدره من الغل أو الحسد ربما , وكما يقال : على قدر الألم يأتي الصراح
رياض : إذاً ماذا أفعل ؟
أبو سعد : يجب أن تبرهن كلامك بالإحصائيات الصحيحة , والأدلة النقلية والعقلية , حتى تكون موضوعيا ً
رياض : الأن فهمتك جيدا ً ؛ ولكني أحيانا ً أستند إلى واقعة أو قصة حصلت أو حادثة معينه في كلامي ؟
أبو سعد : هذه نقطة أخرى ؛ انتبه أن تعمم حادثة واحدة على جميع الفئات المماثلة ؛ بمعنى أنك حين ترى قصة معينه تمس شرف عائلة معينه , فليس معنى ذلك أن كل العائلة ليست شريفة , ولا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح , ولا تكن كالذي لا يرى من الثوب إلا النقطة السوداء .
رياض : لماذا لا أقوم بتعميمها ما دامت أنها تنتسب إلى تلك الجهة ؟
أبو سعد : لأن من حكمت الله أن خلق الخير والشر , وكل إنسان وكل جهة فيها الخير وفيها الشر , وكل جهة وكل إنسان بمفرده غير معصوم , فعندما أرى فعلا ً خطئا ً من جهة ما أو من إنسان ما ؛ لا يصح أن أعمم هذا الخطأ عليه , وأنسف جميع الخير الذي فيه , وجميع الأعمال الطيبة التي يقدمها ,
وهذا الكلام أيضا ما يقوله علماء الأحصاء , فلا يصح أن تعمم حالة شاذة على جميع المجتمع
رياض : نورك الله كما نورتني يا أبا سعد , هل عندك المزيد ؟
أبو سعد : لا لم يتبقى عندي الكثير , ولكن انتبه من عدة أمور :
أولا : لتكن نيتك حسنة وطيبة في كتابة موضوعك , ولا تكتب شيئا ً يكون وزرا ً عليك يوم القيامة وحجة عليك .
ثانيا : إذا بين لك أحد ما خطأك ؛ فقل أخطأت واستغفر الله , ولا تأخذك العزة بالإثم .
ثالثا ً : احترم عقول الناس وبين لهم احترامك بكتاباتك ؛ قدم لهم شيئا ً رفيع المستوى لكي يشعروا بأنك تحترم عقولهم
رابعا ً: إياك أن تعتمد على الشائعات والخزعبلات , وبئس المطية : يقول الناس!!
خامسا ً : عندما يدور موضوعك حول انتقاد شخص أو جهة معينه , حاول أن تتريث في حكمك قدر المستطاع وكن موضوعيا ً .
رياض : جزاك الله خيرا ً يا صديقي العزيز أبا سعد ونفعني الله بك
أبو سعد : كما قلت لك المسلم مرآة أخيه , فإذا رأيت شيئا ً مني فلا تنسني من نصحك
========================================== أنتهت المناقشة
وانتم كذلك أحبتي إذا رأيتم مني شيئا ً فأرجوكم بينوا لي أخطائي ,
فقد كتبت هذه المناقشة على عجل , فأرجو منكم تنبيهي إلى مافيه نفع لي
ورحم الله عمر بن الخطاب ورضي عنه حينما قال :
رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي
والسلام عليكم
محبكم : رياض