[align=right]
يُعاودني السؤال: هل سنـتذكر ذكرياتنا الأولى, بعد مرور أكثر من منـتصف العمر ؟
(إن كانت لنا حياة)
ذاكرتنا مليئة بالأفلام المختـلفة,وفي المخ أكبر ارشيف يحملة الإنسان ..
سأذكر فيلماً وثائقياً مازالت ذاكرتي تحتفظ به في الارشيف الداخلي لأحد أطوار حياتي ؛;;
تلك الزاوية الحرجة والمحصـورة بين مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة!
كانت أسرتي سعيدة برحلة فوق حبات رمال الصحاري وبين غبارها المتصاعد إلى السماء, و الأطفـال أسعد.. بعلاقتهم المباشرة مع التراب, ومتعتهم بـ استخراج ما في باطن الأرض طيناً وجعله أنفاقاً وجبالاً تتمنى أن تكون شاهقة ,,
السماء قطنٌ أبيض ؛ الرمال دنانيـرٌ ذهبـية ؛ الهواء طفـلاً لعوباً ; الاطفال دمى تتراقص ..
لم املك زمام نفسي حينما رأيت الدراجة النارية فارغـة من ركاب خيمـتنا, لـِ أنكب هجوماً على المقعد, مسرورة بهذا الإنتصار الغاشم, ولم أعلم بأن القدر لي بالمرصاد !
كان المنظر مضحك وأنا اجوب بحور هذا الغبار بخصلات شعري المصبوغة بلون التراب والمنتـفشة بفعل الهواء نحو الأفق كـ جنــية عجوز خرجت للتو من كهفها راكبة عصاها السحري !
لا انسى مُتـعتي بحركات حراثة الأرض هبوطاً وصعوداً فوق التلال الصغـيرة, مُبدية عضلاتي القوية في اختراق بيوت الحشرات البريئات وتدميرها دهساً وقصفاَ خصوصاً بيوت النمل.. وليتني كنتُ اعلم أن لكل قوي أقوى منه, ولكل مُخرب ردع و عقوبة !
كانت عقوبتي قريبة من خطواتي حينما تعثرتُ إنقلاباً على الأرض فأمسى عالي الدراجة سافلها.. في هذا الموقف يجب علي أن أسمي بالله وأتعوذ من متقلبات الشيطان, ولكن ..! لهول السقوط وفجأته, قال لساني: ( سبحانك اللهم وبحمدك ... ) !!! بدل البسملة !!
كان سقوطي على امتداد نظر اخواني وخالي وابناء خالي مُصيـبة أخرى؛ فلم تنتهي بعد المدة المتذبذبة في ارتدائي الخمار..
يا لحزني الشديد :كان ألم الخجل اشد من ألم الجسد !!!!
ولى الشباب حمـيدة ايامهُ .:. لو كان ذلك يُشترى أو يرجعُ
were enjoyment picnic
مع اجمل الأمــــاني
[/align]