ســلام الله عليكم,, موصولاً بالرحمة والبركات ,,,
ويعود أبا زيتونة،، مُمسكاً بيدي،، يطوف بي أرجاء المعمورة،،
فـ مررنا على منزلٌ صغير،، أقام فيه صاحبه وليمة قهوة،،!! لأقوامٍ فارغين حد الإرهاق،، غير قادر على وليمة عشاء،، تلفها الأكابر والوجهاء،،! لكن الدخول إلى هذا المنزل يحتاج إلى أحبال صوتية عالية التركيز،، وأفواه مُندلقة لحرية الحرف الساخر،، مع قليلاً من إهتزازات الثقة النفسية،،!
سألتُ أبا زيتونة: ما بال هؤلاء ينزفون صخب ،،؟
أجاب: إن الحياة مواقف تكشف من البشر نماذج، والعقول كمظلات الطيارين،، لا تنفع حتى تفتح
أخذني الصمت هُنيهةً،، ففهم صاحبي أن نستكمل المسير ....
ونحن كذلك،، إذ يتراءى بصري بعيداً،، على طيورٌ ترقص طرباً،، أجنحتها تُخادع الهواء،، أوالهواء يخدعها،، معها مزاميرٌ سوداء،، وأصواتٌ جوفاء،،! وفي أقصى المنصة.. يتربع كبيرهم مبتسمًا مستبشرًا،، يكسوه رضى النفس.. على دنائة الهدف.. المهم أن يكون كمًا.. لا أن يكون كيفًا،،
هُنا تسمّرتُ استفهم: ما هذا المشهد الغريب ,,؟
فأجاب أبا زيتونة مٌلمحاً: إذا كان رب البيت للدف ضاربُ ,’, فشيمة أهل الدار كلهم الرقصُ
واصلنا المسير،، وفي الطريق.. وجدنا أُناس يرمون بالحجر شجرة عتيقة،، يتباهون فيمن أقوى ضرباً،، وكأن الأيدي مُتشبعة بالغل والإنتقام ..!
تلقائياً، سألتُ صاحبي: أو لو كانوا أطفال، لكان أقرب للاستيعاب ،،؟
قال مُقهقهاً: بل هي من أطعمتهم،، وكستهم،، ووضعتْ لهم وجود وأرقام،، حينما جاؤها صغار!... ولولاها ,, لما تعارفوا وتحابوا..! سرقوا ثمرها,, وهربوا حتى بألقابهم ,,!!!
واستمرينا ,,, مشياً على خطوات الأثر.. نشرب الماء.. ونأكل الخبز مرشوشاً بالسمسم،، فقلت: بالمناسبة يا أبا زيتونة،، مارأيك فيما يقوله أنيس منصور.. بأحد هلوساته الورقية،، بعدما اتخذ من نهر النيل حبراً له: إن عقل المرأة في حجم السمسمة ،،؟؟ ... فجاء رأيه مباشرة: وإنه لصادق في هذا لاريب،، لكن نسي أن يقول: وعقل الكثير من الرجال،، نصف هذه السمسمة!!
بعد هذا الرد الأخير،,,، طلبتُ الرجوع،، فقد حان وقت الهجوع،,,,، بعد أن أوصاني صديقي أن أتلو قبل النوم قول الله تعالى: [,, ولا تنسوا الفضل بينكم ,,]
* وداعًا أبا زيتونة،، أراك لاحقاً