جالست نفسي أقلب الفكريمينا،وشمالا، وذُهلت عندماشاهدت التعامل الطوباوي هو السائد بين الناس،والذي يعيد إلى الذاكرة عصر الثلاثينات للقرن الماضي وليس بعصرغُـلّـبت فيه المصالح ، لكن ذُهولي سرعان ماذاب وسط مخرّجات العـقول النامية في أوساط بيئة عبث بهاسرطان العواطف الأمر الذي دفع الإنسان إلى قصرإهتمامه في الحياةعلى أمورقذفته في وسط القطيع يستوي في ذلك مع الأنعـام التي ظرب الله سبحان بها المثل بعدم الأدراك( كمثل الحماري يحمل أسفارا) بهذا التهميش تم وأدالعقل، أوعلى الأقل تغييبه عن طريق حواجز نفسيةمن نتاج دعاوى أنزلت منزلة النصوص، أو أفكارٍتفضّلت بها الذهنية الأسفجية، وأكسبتها الأجيال قداسة كما يقول: الإمام أبو زهرة. على هذه الخلفية اشتعل لهيب العداء للعقل تحت تبريرات ماكان لهاأن تجد ذلك الصدى المدوي لولاالربط بينها، وبين ماعتبرسببا رئساً، ومن ثم إخفاء الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
ردة الفعل على الغلو بمثله
لما ظهرالمتكلمون، والمعتزلةغلو في إعمال العقل وتوسيع مساحته حتى امتد، وخرج عن حدوده ، لكن بدلاً من إعادة وظيفة العقل الحقيقية وفق الضوابط العلمية التي حدّدتها النصوص الشرعية أقول بدلا من ذلك تم الغلوفي تدشين الحملةالمضادة بشن الهجوم الذي لاهوادة فيه على العقل ,وأنه سبب كل زندقة، وظلال عن المنهج القويم مع أن النصوص القرأنية على العكس تحث على التفكير، وإعمال العقل لكنه الإنسان إذا تغلّبت عليه فكرة فبالضرورة ستتجاوز عقله، وتمنع من وصول أي فكرة تناقضها،وهذا مهّد للطغيان العاطفي, الذي تحول فيما بعدإلى مقياس بين الحق،والباطل، ومن أبرز مقايـيسه تحويله كلمة( مفكّرـــــ عقلاني) مسبة..!!!!!!
الناس أعداء لماجهلوه
من طبيعة النفس البشرية أنها تنفرمن المجهول،وتعاديه ولاتحاول اكتشاف كنهـه لأنه يحتاج إلى إعمال فكربينما تقبل على المعلوم أوالموروث على علاّته ولايحتاج سوىاسترجاعه من الذاكرة بدون عناءالمشقة،والاستقصاء، ولذلك نعى القرآن على من رفضوا قبول الدين الجديد وفرّوا إلى القديم الموروث عن الأسلاف،ومن المنطقي أن افترش التقليد أمر ميسورتجيده البهائم (وإذا قيل لهم أتبعوا ماأنزل الله قالو:بل نتبع ماألفينا عليه آباءنا...) ولونزلناأيضاً لوجدنامثلا المتخصص بالهندسة سيرحب بعلم الطب إذاكان يجهله لاأظن ذلك والعكس صحيح، فكل فن جهله الإنسان فهوعدوه.
التخلف في عصر عولمة الثقافة
كنتيجةطبيعيةلتك التراكمات طغت العواطف على العقول، و أثمرت التعصب للرجال،ولو أدى ذلك لذبح الحقائق من الوريد إلى الوريد،دعك من التسويل الذي يتردد بين الفينة،والأخرى مفاده أن مجرد معرفة مصدر المعلومةكافٍ لاإنقاذها من مشرحة النقد. وهذا الزعم كان أشهروسيلة انتشرمن خلالهاالظلم،والتقـول على المخالفين معاكسين منهجية ( ولايجرمنكم شنآن قوم على ألاتعدلوا اعدلواهو أقرب للتقوى) وقد يستحيل تطبيق هذا المبدأالذي أمرت به الآية عند بعضنالالشئ سوى التربية على أن العدل مع المخالف يعني موافقته. على هذا الأساس كثرت إساءة الظنون،وسرعة إطلاق الأحكام,و سيطرةالأوهام سيطرة جعلت التسليم بالإشاعات، أمر مفروغ منه. في ظل هذه الأوضاع الفكرية المأساوية استطاع أعداؤنا أن يغزونـنا في عقر دارنا ــ ليس بسبب ضعفنا ــ لتركيزهم على مخاطبة العقل عبر الاقناع، والحوار .
للجميع فائق تحيّاتي...
العرض العادي
