الحمودي ببرودة أعصاب يقول : "هذا رزق من الله لهم"
يا لِجمال هذه الكلمة , شيء جميل أن تخرج هذه الكلمات من مسئول يتربع على كرسي
إدارة جامعة القصيم , فهي تدل على عقيدة صافية , يختص بها أهل المناصب في قصيم
الخير , وهذه العقيدة تميزهم عن غيرهم ممن يقطنون خارج دائري بريدة , فالذي خارج
الدائري - وعذراً على الاستطراد – لا يمتلكون العصا السحرية التي يمتلكها من يسكن
داخل الدائري , وهي العلم بالشريعة ومدركاتها وحلالها وحرامها , والله المستعان .
ولكن لتقاطع الجهل بالعدل والعدل بالجهل لم تكن تلك الكلمات في مكانها الصحيح ,
.... كيف ؟؟؟
لعلي أروي إلى مسامعكم , أحداثاً تبين معدن الرجال , وما سمعته قد أحزنني تارة
وأبكاني تارة وأضحكني تارة ولن أكون أنانياً في العيش مع تلك المشاعر ,
وسأُشرِككُم معي فيها, وهي معاناة لبضعة عشر طالباً من طلاب جامعة القصيم , وقد
دارت لهم حوادث غريبة مع الجامعة ؛ التي كانت آخر أحداثها لقاء مع مدير الجامعة ,
ودار بين الطلاب والحمودي -وهو مدير الجامعة- حوار حول مشكلة طلبوا منه التدخل
لحلها , ولن أكون الخصم والحكم فيها , وأترك لكل من يهمه الأمر الفصل في ذلك؟
هم 13 طالب , بلغتني بعض أسمائهم , وسأذكرها لاحقا , المهم .. خرجت نتائج الطلاب
لهذا العام 1426 - 1427 ونجح من نجح , ورسب من رسب , وحمل 13طالب في المستوى الثامن
من قسم الشريعة , وكذا طلاب من كليات أخرى , ال13 طالب أصابهم الهم , وهذا أمر
طبيعي , فهذه النتيجة ثمرة امتحان , وعند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان , قاموا
بمحاولات عدة لتفادي هذا الحمل كما يسمونه , وذهبوا إلى مدرس المادة , وكان أكثر
هؤلاء الطلاب احتياجا,ً طالب بقي عليه 9درجات ويتجاوز ليس المادة فقط ؛ بل الجامعة
الغابرة إن صح التعبير ؛ ولكن دون جدوى , ويا شيخ ... ويا عدل ... يا بدل ... ما
فيه فائدة.
وبعد مدرس المادة , سعوا إلى تقديم الاختبار, وذهبوا إلى وكيل شئون الطلاب بفرع
الجامعة ؛ د. الخليل : هذا الخليل تارةً يقول النظام لا يسمح , وأنه أي طالب يصاب
بحمل بأي مادة , لا يمكنه الاختبار إلا في بداية الترم (الفصل) التالي .
وتارةً يقول النظام أنهُ يُنظر مدرس المادة .
وتارةً يقول النظام يستثني حسب رؤى مجلس الكلية .
وتارةً يقول النظام معكم , وتارة النظام ضدكم .
والطلاب بأسى ... تقبلوا الوضع بعد معرفتهم أن النظام لا يسمح بما يطلبونه , وهو
تقديم الامتحان , حتى يتسنى لهم الالتحاق بالركب .
هنا تأتي الطامة الكبرى التي قصمت ظهر البعير ,,, وهي الموافقة لطلاب آخرين وطلاب
من كلية اللغة العربية بتقديم اختباراتهم بعد أسبوع واحد فقط من نهاية الاختبارات
الأصلية .
س:ما سبب الموافقة على تقديم الاختبار التكميلي لطلاب اللغة العربية وغيرها مع
الرفض التام لطلاب كلية الشريعة ؟
لنرى ماذا فعل النظام , ألا لعنة الله على النظام , وأرباب النظام إذا كان يؤول إلى
الظلم وعدم المساواة.
وبعد الخليل إلى الشاوي , وما أدراك ما الشاوي : فالشاوي في اللغة : هو راعي الغنم
.
وفي الاصطلاح : هو راعي جامعة الإمام سابقا وفرع جامعة القصيم حالياً عبدالعزيز
الشاوي, يمتلك منصب وكيل كلية الشريعة , صاحب سيارة جاكورا مع سائق , صاحب جامع
البشر إن صح التعبير , مكتبهُ أشبه بمكتب خادم الحرمين . فالله أكبر . كبرو أيه
الإخوة.
لعل هذا تعريف الشاوي , ولعله أن يكون جامعاً لمواصفاته , مانعاً من دخول غيره فيه.
يَهُمُنا هنا أن نعرف ماذا قال ذاك الشاوي حينما قابله أولئك الطلاب المغبونيين
لنستمع لمقاله .
يقول : وضعكم مزري ومحرج للكلية -يقصد الطلاب- , ولا جدوى من المرافعات ,,, والى
أخره.
حينما أعطى المايك لأحد الطلاب , ليتحدث بعد عنا كلمته , قال الطالب : يا شيخ –
استطراد :لابد أن تقول لهم يا شيخ حتى تتجاوز العقبات وهذا روتين موروث عندهم– نحن
قد حملنا بمادة النحو , وهذا أخر مستوى لنا في هذه الجامعة , فليس من المنطق أن
نتأخر حتى بداية السنة الجديدة ؛ لكي نمتحن مادة واحدة في أول أسبوع أو ثاني أسبوع
, وليس من العدل أن يُقدم اختبار زملائنا في كلية اللغة العربية وغيرها ونمنع نحن
من ذلك .
فأجاب الشاوي , ويا لهذا الشاوي , شوى الله ؟؟؟؟؟؟؟ , وانظروا إلى الدرر
المتلئلة يقول : أنتم لا تعلمون أيها الطلاب ما يدور خلف الكواليس !! وماذا يدور
خلف الكواليس أيها الشاوي المحنك : يقول لا نستطيع أن نختبركم ؛ لأن زملائكم من
مختلف مدن المملكة قد ذهبوا لقضاء العطلة , ومن الصعب تجميعهم . فاستبشر أحد الطلاب
خيراً حينما سمع هذه الخزعبلات وقال له: حُضورهم مقدور عليه , ونحن على اتصال معهم
, وسيحضرون عند أي لحظة , الآن الشاوي في ورطة , ولكنه يمتاز بالمكر الغبي فقال:
ولكن هناك امرأة منتسبة تحمل الجنسية البريطانية وقد سافرت إلى بريطانيا فكيف العمل
, الطالب بغضب يرد فيقول : تذكرتها على حسابي مع إقامتها في أي فندق تريد , مع
العلم أن وجود مثل هذا الاحتمال صعب .
الشاوي باللغة العامية : هي على كيفك , وبعد نقاش طويل قال الطالب مستفسراً: طيب يا
شيخ! كيف زملائنا طلاب اللغة العربية وغيرها يختبرون ونحن نُمنع من الاختبار ؟
ألجربٍ أصابنا أم لهوسٍ أصاب الإدارة !!
قال الشاوي -صاحب الجاكورا حتى لايغضب- : وضع طلاب كلية اللغة وغيرها مختلف !!
ولماذا مختلف ونحن وإياهم تحت إدارة شئون طلاب واحدة ونظام واحد , -الشاوي أريد
جواباً شافياً- .
يقول الشاوي : إن مُدرسي كلية اللغة العربية , أغلبهم من مصر, وهم مرتبطون بأسفار
والى آخره , وهنا الشاوي يزعُم أنه نظراً لظروف أخواننا المصريين , يقدم الاختبار
–شغل ثانوية- !!
أمغفلٌ هذا الشاوي! أخواننا المصريون لا يضرهم رسب أحد أم أكمل , فالأمر سيان لأن
النظام يقول : إن المُكمل يختبر مع بداية الفصل التالي للإكمال , فالتي هذه حاله من
المدرسين , سيرحل حينما ينتهي من تسليم الدرجات , لا وأنظر إلى ما قال الشاوي :
وأيضاً مشايخكم قد توجهوا إلى العمرة والى الحج والى الصدقة والى الاعتكاف والى
البر والى الإحسان والى الإيمان ... والى آخره.
وأنا هنا اسأل سؤال؟؟؟!!!: ما الهدف من إقامة الجامعة ؟ وتجهيزها بإدارة وهيئة
تدريس ؟ أليس من أجل إخراج أجيال تنعم بالعلم والمعرفة , وهذا الهدف لا يتعارض مع
تقديم امتحان أو تأخيره , خصوصاً أن المادة ليست أصلا في كلية الشريعة , وأضف إلى
ذلك ؛ أن مدرس هذه المادة , أبدى استعداده وموافقته لاختبارٍ مقدم , ويبقى الفيصل
هنا النظام , الذي جير لطلاب كلية اللغة وغيرها وصرف لنا كاشاً .
وكل ذلك الجهد من المحاولات وبلا فائدة.
بعد كل تلك المقابلات , تم اتخاذ قرار من قبل الطلاب المكملين , وهو ترشيح ثلاثة
منهم للدخول على مدير جامعة القصيم , وفعلاً تمت المقابلة , ولنرى ما جرى ويحدثني
أحدهم يقول:
بعد أن أُذن لنا بالدخول على المدير , ودخلنا , كان الحمودي منشغلاً بتوقيع بعض
الأوراق , القينا السلام فرده بمثل ما ألقينا ولم يرفع رأسه -ليس هذا المهم- ,
ونحن واقفون , قام أحدنا بتسليم الخطاب قرأه بسرعة البرق وبلا مبالغة , ثم شرح عليه
, ووضعه جانباً كي يأخذ مجراه الرسمي , ثم قال لنا: خلاص الموضوع أحلته لوكيل
الجامعة , فهو متخصص بشؤون الطلاب ومشاكلهم –يعني مع السلامة- لم يرق هذا الجواب
لبعضنا , قلنا له يا سعادة الدكتور: هل تعلم مشكلتنا قال : نعم أعلم , أنتم
13طالباً صح , قلنا صحيح , وعندكم إكمال في مادة واحدة وهي النحو صح , قلنا صحيح ,
وتريدون تقديم الاختبار حتى يتسنى لكم أن تلحقوا بزملائكم الناجحين صح , قلنا صحيح
, قال ومُنعتم من ذلك -أي التقديم- صح , قلنا نعم .
فاندهشت من إحاطته بالمشكلة جلها , فقاطع الدكتور حبل أفكاري: وقال والنظام لا يسمح
لكم بتقديم الامتحان , انتابني الخجل لما نحن فيه من وضع محرج , فمن المفترض على
الطالب الجامعي ؛ أن يعرف النظام قبل أن يتجرأ ويدخل على مدير جامعة , على الأقل
يكون علمه في حدود مشكلته , وأيضاً لا ننسى أنه يجب على الطالب أن يعلم ما يجب عليه
دون ما يجب له !!
المهم ... أحدنا تابع الحمودي بجرائه قائلاً يا دكتور خالد !!
كيف النظام يطبق علينا طلاب الشريعة ويعفى منه طلاب اللغة العربية وغيرها , ونحن
نعرف زملاء لنا في هذه الكليات سوف يختبرون الأسبوع القادم !!!
فأجاب , وماذا أجاب!!!
وقبل أن أذكر لكم ماذا أجابنا , أود أن ألفت انتباهكم إلى أن جوابه هذا هو خلاصة
هذا المقال , أو هذه القصة التي دارت أحداثها بين مبنيان من مباني العلم والمعرفة ,
أو بالأصح مبنيان من مباني (الجهل في المعرفة)
لا أطيل ... أجاب قائلاً : عجباً !!!
-ولسان حالنا يقول ما العجب ياترى وكيف اكتشفه-
والكلام موصول للحمودي :" هذا رزق من الله لهم "
-ولسان حالنا يقول وما الدليل على أنه رزق لهم من الله-
وكأنه شعر بذلك الحِس فساق الدليل!! ويا له من دليل! فقد دحض به حجتنا وقمع به
الفتنه !!!
قال:" كمثل الغني والفقير هذا رزقه الله وهذا ابتلاه بالفقر " دُرر تُكتب
بماء الذهب .
أولا تؤيدونني بذلك !!!
ولكن !! هذا رزق من الله من باب وظلم من باب !
رزق للطالب الذي تم له تقديم الامتحان وهذا بينه وبين الله رزق , فالطالب لا يلحقه
إثم فيه .
وظلم من إدارة الجامعة , حيث أعطتهم هذه الفرصة وحرمت أقرانهم منها .
يقول أحد هؤلاء الطلاب وقد اكتوى بنار الغبينة : لو وُضع الحمودي في مثل هذا الموقف
, في حياته لما كان هذا رأيه في المشكلة ولنفرض مثلاً , أننا ملكنا أرضاً بإحيائها
, وجاء الحمودي إلى القاضي , ولنفرض أبو جوفان , رئيس محاكم بريدة -وهذا مثل وليس حقيقة-
وقال الحمودي : أنا مظلوم وأريد حقي ...
فيقول أبو جوفان: وما حقك الذي تزعم .
فيقول : أرضي سرقها طلاب الشريعة , ومعي وثيقة تلك الأرض .
فيقول أبو جوفان : هذا رزق لهم من الله . وحاشا أبو جوفان أن يقولها .
حينها سيكتوي بمثل ما اكتوينا به .
ولكن سيعلم حينها , أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب , حتى لو كان المظلوم
كافراً , كما أعلم أنا وزملائي أيضاً , أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
,,, فإني داع فأمن :
اللهم أذقه كأساً شربناه ...
اللهم انتقم لنا يا حي يا قيوم ...
اللهم يا حي يا قيوم أخرس لسانه الذي نطق بتلك الكلمات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وكتبه الفيصل.
أسماء الطلاب المنكوبين :
وليد العتيبي .
عبدالله المطرودي.
عبدالله الرشيدي.
محمد العجلان.
عبد العزيز المزيني.
عبدالله الجعيثن.
صالح الحربي. وغيرهم.