![]() |
كتاب مذكراتي اللندنية الأكثر مبيعا في العالم العربي
حصل كتابي الأول "مذكراتي اللندنية" والذي خرج منذ عشرة أيام فقط من دار النشر على لقب الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم العربي. الكتاب يحكي سيرة ذاتية دارت أحداثها في لندن، ويتكون من 250 صفحة و 46 فصلاً ويحتوي على 30 صورة. يعود الفضل بعد الله في حصده للمرتبة الأولى، هو للقراء السابقين الذين كانوا يتابعون فصوله التي كانت تنزل كحلقات متسلسلة في أحد المواقع على النت، وكانوا على علم بموعد نزول الكتاب، مما أدى لقيام دار النشر بإعادة طبعة من أول أسبوع يتوفر حالياً أون لاين، وسيتوفر في المكتبات بعد إجازة العيد بمشيئة الله رابط الكتاب http://www.neelwafurat.com/itempage....7&search=books مذكراتي اللندنية http://www.neelwafurat.com/images/lb...208/208320.gif |
|
جميل , يعطيك العافيه , .
سنقرأه و نوافيك بآرائنا , . ~ |
ماشاءلله الله يوفقك ..
أن شاءالله بشتريه |
شكرا للجميع على التهنئة، وبناء على الطلب سوف أرفق بعض الفصول ولكن لنسخ غير منقحة فيها أخطاء كثيرة،، لأن الاتفاق مع دار النشر على عدم نشر أي جزء من النسخة النهائية إلا بالتفاهم الثنائي
تـــقـــديــــم محبكم نديم الهوى. قبل الرحيل إلى لندن بعد ما أتممت عملية التسجيل، تم تحويلنا إلى المستشفى العسكري بالرياض لعمل الفحوصات اللازمة، ولما استلمت أوراقي وطلب مني الضابط الذهاب للمستشفى، سألته، وكان من أهل الجنوب، بلهجت أهل الشرقية التي كنت متأثر بها كثيرا (ما عندكم باااااااااص يودينا للمستشفى؟)، كانت لهجة غريبة عليه ويبدو أنه لم يعهدها من قبل،، فهي لهجة دمامية قريبة من لهجة أهل البديع في البحرين،،، الأمر الذي أدهشه وجعله ينظر نحوي شذراً،، ثم صرخ بأعلى صوته (أفلللللللللح) أي أقلب وجهك،،،، الناس يا بابا تتسابق تكمل التسجيل وحضرتك تبي باااص،،،، لا وش رأيك أرسل معاك سواق العائلة يوديك،، بلاش مقاضي للبيت اليوم،،،يا عسكري خذ ذا البلية وانطله برا,,هيهيهيه!!. لكن لحسن الحظ لقيت في الصالة بعض أقراني الذين درست معهم المرحة الابتدائية في مدينة الطائف، وكانوا مثلي يقصدون التسجيل في الكلية، وشاءت الأقدار أن نجتمع سوياً بعد سنوات عديدة من الفراق في الرياض. ذهبت معهم للمستشفى العسكري وعملنا الفحوص الطبية الضرورية،،، وأتذكر إنهم اكتشفوا سرطان في الرئة لأحد الأشخاص المتقديمن للتسجيل معنا. كان على فكرة معانا واحد "دبوس" متنكر ومسوي نفسه يسجل معانا ويرافقنا بكل عمليات التسجيل، بس كان واضح جداً بانه دبوس، لأن عمره في الأربعينات ويعاني من الهزال ونحن يا دوب 17 سنة، وبعدين ما كان يعرف يعبي الأوراق زي العالم. بعدما قبلت مبدئياً في الكلية،،، سافرت مع زوج أختي إلى مكة المكرمة خلال العشر الأواخر من رمضان لمقابلة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز لطلب تحويل أخي للعلاج إلى لندن عن طريق الملحقية العسكرية. دخل أبو نسب للمختصر الخاص بسمو الأمير وعاد بأقل من دقيقة واحدة، قسألته"عسى ما شر، شكلك ما قدرت تعرض الموضوع"، فابتسم وقال لي "أبشرك طويل العمر وافق على التحويل للعلاج في لندن" ؟؟؟، رديت باستغراب شديد،،، كذا بكل بساطة،،، وافق في أقل من 40 ثانية، ما يمديه قرأ "المعروض" ،،،،،،، لكن هذا الذي حصل في الواقع. ولكن لو تعلمون أن تلك الأربعين ثانية كانت تعني لي رحلة إلى لندن الثمانينات طالت لسنتين رافقت فيها أخي للعلاج، وتهت خلالها في شوارع لندن السبع توهات،،، عشتها وحيداً في معظم الأوقات،،وقابلت خلالها بشراً لم أعهدهم من قبل،، ومررت بتجارب وحكايات بعضها كان أقرب للخيال، وهو الأمر الذي غير مجرى حياتي لاحقاً،،،، وكذلك للأبد. في الدمام، بدأنا التجهيزات لسفر أخي، وكان أخي الذي يصغرني هو الذي سوف يتبرع بجزء من نخاع عظمة لأخي العليل، حيث أن هذه هي الطريقة المتبعة في علاج مرضى سرطان الدم، وعرفنا ذلك بعد أن قام جميع أفراد الأسرة بعمل الفحوصات الطبية لدى الدكتور السوداني الأنيق عز الدين إبراهيم في المستشفى التعليمي في الخبر والذي كان دوماُ يضع نحو ستة أقلام مختلفة الألوان في جكيته الطبي الأبيض. سافر أخي المريض، مع أخي الصغير المتبرع وكذلك أخي الأكبر ووالدي إلى لندن، وبقيت أنا مع الأسرة في انتظار الإنضمام للكلية الحربية. بعد حوالي شهر اتصل بنا أبي من لندن وقال يا نديم (اسمي المستعار طوال الرحلة)، يجب عليك الإستعداد لمرافقة أخيك في لندن في القريب العاجل، فقد علمنا من الطبيب المعالج الدكتور "قولدمان" أن عملية العلاج ستتطلب الكثير من الوقت ويجب أن يكون لديه مرافق طوال الرحلة، ولأن أخي المتبرع يتعين عليه العودة سريعاً لأن لديه إختبار دور ثاني، أما أبي وأخي فسيعودان لوجود الكثير من الإرتباطات والعمل في السعودية. وعندما سألت أبي وماذا عن الكلية الحربية،، هل أتراجع عن الإنضمام لها؟؟ ، رد علي وقال، "إنس موضوع الكلية،،أخيك أهم الآن،،،وسوف أعوضك عنها خيراً منها!!". نسيت أمر الكلية بكل بساطة بالرغم من أنه كان حلما بالنسبة لي أن أرى النجوم تتلألأ على كتفي كبقية أقراني في أيام الصبى تلك،،فجهزت أوراق السفر الضرورية والتأشيرة بسرعة وأنتظرت على أحر من جمر لندن التي كنت دوماً أسمع عنها منذ كنت غراً،، وأكثر ما عرفت عنها هو ما شاهدته في مسلسل قديم كانت تدور أحداثة في شوارع لندن الخلفية واسمه "الأتوبيس ذي الطابقين double decker ". وقبل السفر مباشرة ذهبنا للتخييم في شاطئ "الهاف مون" كرحلة وداعية قبل لندن، وكان من زملائي في تلك الرحلة ، راشد الماجد الذي أصبح لاحقاً مطرباً مشهوراً في عالم الطرب، ونبيل وسعد الشعيبي ومحمد وليد، وكلهم فنانين على مستوى كبير، بل أن نبيل الشعيبي (الشعيبي وليس نبيل شعيل) كان صوته أجمل من صوت راشد الماجد بكثير، فقد كان صوته حزين ترق له القلوب وفيه بحة رقيقة، خاصة إذا أشدى بأغنية كلها شجن على نغمات عوده الجريح ( يا حبيبي أهواك وروحي فداك،،، ودي أسأل والله أسأل على حبيبي إلي راح، راح وخلاني وحيد راح وخلاني حزين) كنت نائماً في آخر يوم من الرحلة داخل الخيمة وحبات الرمال تملأ إذناي والجو حار ورطب بالرغم من وجود تكييف في الخيمة، وفجأة أتى موظف عند أخي اسمه عم "حسين الشربيني"، مصري في مثابة والدي يوقضني من النوم" قوم يا نديم، قوم يا عم أنت مسافر الليلة دي لندن، قوم أمال. قمت وذهبت من فوري إلى سوق "عيال بن ناصر" في الدمام، القريب من سوق الأرزاق، وسوق الحب واشتريت بناطيل ماركة أبو رفسة وجاكيت طويل من مخلفات الحرب العالمية الثانية أو الأولى، لست متأكداً ورجعت للبيت وأخذت جل ملابس أخي الكبير إلي كان يدرس في أمريكا والمتواجد حالياً في بريطانيا. عند المساء دعاني كل من "رشود ونبيل" وصديق آخر اسمه "ناشر" لتناول "وليمة سندوتشات" في "بوفية عزيز" شربت خلالها ثلاثة أكواب منجا لأول مرة وكأني جمل يقوم بتعبئة سنامة استعداداً لرحلة يقطع فيها البراري والققار، وكادت أن تنفجر بطني من ذلك عندما وصلت المطار لأني كنت ضعيفاً جداً ووزني لم يزد يوما عن 58 كيلوغراماً. عند المساء ذهبت لمطار الظهران القديم وكانت رحلتي على طيران "برتش كاليدونيا"، وهي خطوط اندثرت منذ زمن، فركبت في الطائرة وماني عارف منين يودي على فين!!،،، فجلست بين مسافر ياباني وآخر انجليزي حمر عطر، كانت لغتي الانجليزية تفشل في تلك الأيام، لذلك لم أتحرك من كرسيي طوال الرحلة الميمونة،، فلم أجرأ على أن أستأذن من جاري خشية أن أخطء في كلمة اكسكيوزمي مثلاً،، بالرغم من أني رددتها سراً في قلبي مرات ومرات وتأكدت بأني أجيدها ولا عيب فيها. بعد العشاء أتت المضيفة بعصير، فأخترت سفن آب في كأس بلاستيكي أبيض، لكني اكتشفت انه خمراً من رائحته النفاثة، وتورطت كيف أناديها لإرجاعه،،، كنت خجلان مرة من فتح أي حوار، بس عندما هدأت الأمور وذهب الجميع في سبات عميق،، قمت بسكب الشراب على تحت المقعد فأنتشرت الرائحة في جميع أنحاء الطائرة حتى وصلنا لندن. عند تعبئة نماذج الهجرة التي تسلم عند الوصول، سألت الياباني الجالس بجانبي عن طريقة تعبئتها، لكني أكتشفت أنه أهبل ولا يفهم كلمة انجليزي واحدة، حتى أني حسبت أنه أصقه، ما يفهم لا يس ولا نو،،، لذا طلبت المساعدة من مورد الخدين البريطاني، والذي يبدو أنه تورط وهو يحاول يائساً أن يفهمني طريقة تعبئتها،،، نصف ساعة بس عشان يفهمني تاريخ الميلاد!!!، لذا أتممت العملية بعد ذلك بشخابيط ما أنزل الله بها من سلطان،،خط شي كبيتل وشي سمول وأدعيت أن عنواني في السعودية هو شارع الأمير سعد،!!! أي سعد الله يرحم والديك، أصلا ما اعرف حتى اسم شارعنا ولا عمري طالعت اللوحات الي معلقة فيه!! إذا فيه أصلاً لوحات،،،،، لا ،،وبعد كتبت كلمة أمير بالانجليزية Shari alamerr saaaaaad ولما اقتربنا من موظفي الهجرة، أصطفيت في طابور قصير، طلع المسار خاص بالبريطانيين فقط، ولما وصلت عند موظف الجمارك فهمت منه على غفلة إني في مكان غلط، وأشرلي على طابور أخر مزدحم، رحت له،،،وبعدين رجعت مرة ثانية وقلت له"آر يو شور"، مسوي نفسي فاهم، فصرخ علي قدام الله وخلقه مع صباح الله خير صرخة مدوية حملتني لآخر السرا في المكان المخصص للمنبوذين، قصدي الي غير البريطانيين. طلعت بعد جهد خرافي لصالة الوصول في مطار "قيت ويك"، وهو المطار الثاني بعد هيثرو في لندن، وسمعت واحد يناديني نديم نديم، وتوالى صدى الأصوات لأرى أبي ومعه شابين جزائريين ، سلمت على أبي وعرفني على الشابين نسيم، وعبد الرحمن. واتجهنا لمحطة القطار نحو وسط لندن. كنت مذهولاً مما أرى أمامي،، فلأول مرة أرى الناس بشكل لم أنسه طوال حياتي، كأنني كنت في السعودية أشاهد تلفاز أبيض وأسود طوال عمري الفائت،،، لكن الآن بدأت أشاهد تلفاز ألوان 1000 بوصة وعليها بوسة، أول مرة أشاهد البوليس الأنجليزي في ملابسه التقليديه أمامي بطوله الفارع الذي لم أعهده،، وكذلك أندهشت بشدة من أناقة النساء ورشاقتهن،، وبدون عبايات وإلي مايشتري يتفرج ،،، وصرت أبحلق في خلق الله وأتسائل عن سر الإبتسامة التي لا تكاد تفارقهم أبداً،،، خصوصا عندما يتفاجأون بنظراتي المتفرسة والمسترسلة. ركنبا القطار المتجه لمحطة فكتوريا بوسط لندن، وجلست أمامي صبية بريطانية في العشرينات من عمرها، ذات شعر أشقر وخدود حمراء وعيون زرقاء، وعلى ما يبدو أن الصدمة الثقافية بدأت أعراضها لدي دون أن تأخذ حتى دور الحضانة،،، فبادلتها النظرات المشفوحة بقوة، فابتسمت لي ابتسامة رقيقة،، فقلت في نفسي شكلها حبتك يا ولد!!،، أخ لو الوالد يروح ياخذ له كوفي ،،كان أشبك معاها وتصير ماي قير فريند،، بس والله كنت معذور بسبب ما عانيت من قحط وفقر وحرمان عاطفي مزمن. ، فأنا أجزم الآن أن البنت الإنجليزية كانت تبتسم اندهاشا من ملابسي غير المتناسقة أبداً أبداً. فنعالي وانتم الكرامة نجدية تصدر ضجيجاً عالياً على أي سطح خشن،، وفحيحاً فوق الفرش، وبنطولني كحلي نايلون من سوق الخميس بالقطيف ، على جكيت بلوفر رمادي من عصر هتلر، بلوزه من سوق عيال بن ناصر ، ثنتين بخمستعش ريال. بس كان والله العالم يشفع لي تلك الأيام وسامتي ورشاقتي، بالرغم من رداءة ردائي. دنيا جديدة بعد أن جلست مع أخي وأطمأننت علي تجولت في الشقة الجميلة الصغيرة المساحة مقارنة في بيوتنا في السعودية وعرفت أن أخي الكبير اشتراها بحوالي 45 ألف جنيه من صاحبها العراقي، وكان سعر الجنيه 4.30 ريال فقط،. وقد قام أخي ببيعها لاحقا في العام 2000 ب 770 ألف جنيه. ثم ذهبت للغرفة المجاورة ونمت حتى العصر، لأصحو على جلبة ثلة جزائريين مطاوعة يرحبون في ويتحمدون علي بالسلامة، فقد كان أخي المريض من منظري ورواد صحوة الثمانينات الميلادية في السعودية، ورغم صغر سنه وقلة خبرته كما يبدو لي الآن، إلا أنه كان يقرأ ويحفظ ويفكر بطريقة تختلف عن الكثير من أقرانه. أذكر قبل سفره إلى لندن للعلاج أنه كان من النشطين في دعم الجهاد في أفغانستان وكان يجمع التبرعات الهائلة ويجتمع مع (أمراء حرب كما كان يطلق عليهم) مستحيل تصدقوني لو ذكرت أسمائهم الآن، ولن أذكرهم أبدا، لأن في تلك الأيام كانوا مدعومين من كل الجهات والآن أصبحوا غير مرغوب فيهم. تبادلت معهم الحديث على عجل، وبصراحة لم أطق التعامل معهم أبداً، فأنا قادم إلى لندن لمرافقة أخي والعناية به حتى يشفى بإذن الله، وأريد أن أرى لندن التي أسمع عنها دوماً منذ نعومة أظافري ، أريد أن أتمتع برؤية الطبيعة الغناء والريف الإنجليزي الذي شاهدته في كثير من الأفلام والقصص والأسواق الجميلة والعريقة والمقاهي اللندنية. بسنا ياعمي مطاوعة،، شبعت من المطاوعة الي كانوا مخلين بيتنا "مزار شريف"،لكنهم الغريبة ما قدروا يسيطرون على عقلي، لهم رغم تقديري لمستواهم العملمي والثقافي فأكثرهم كانوا في كلية الطب، وأذكر أنه كان عندي أيامها سيارة جيب من نوع زوزوكي وكان أخوي يستخدمها كثير لتوصيلهم لكلية الطب في جامعة الملك فيصل لمدة تزيد عن سنة لأنهم كانوا مفلسين، ولو جمع ما في جيوبهم عن بكرة أبيهم وضرب المبلغ بأربعة أضعاف لما وصل لعشرة ريالات. كنت بدوري دوماً أصيبهم بالضيق والضجر عندما أتأخر عليهم في التوصيل، لكنهم لم يستطيعوا أن ينتقموا مني لأنهم كانوا محتاجين لخدماتي وإلا انقطعت بهم السبل. الآن ما شاء الله، كلهم أطباء مستشارين ورؤساء أقسام ويعدون من الطبقة العليا في المجتمع، وحتى الطواعة بعضهم لحسها. عندما رأني الإخوة الجزائريين في الشقة بدأوا بتفحصي جيداً،،، بس شكلهم ما استبشروا خيراً،،، فقد حسبوني من رفاقهم، لكنهم شافوا شخص ثاني ما راق لهم. لذا تركتهم وطلعت بعد ما لبست بالطو هتلر وتجولت وسط شارع الكوينزواي لأتنفس الصعداء، فأجواء لندن جميلة في شهر أغسطس العليل، والناس حلوة ومحلات القهوة المتراصة على الرصيف يرتادها زبائن كلاس جلهم أوربيين وقليل من العرب، لأنه في تلك الأيام ما كان كل العرب يجون زي الحين. تقدمت لأخر الشارع حتى وصلت لحديقة "كنجنستون" التي تقع في الطرف الجنوبي من الشارع، وتعتبر امتداد للهايدبارك من ناحية الغرب وتسكن فيها الليدي ديانا، وتشارلز ولي العهد البريطاني، يعني صرت باختصار جار الليدي ديانا بعد ما كنت بالأمس فقط جار "عبد الله بن غرم الله بن يعن الله وأولاده" في السعودية. دخلت الحديقة ولأول مرة في حياتي أشاهد بالعين المجردة التلال الخضراء اليانعنة على مدى البصر،،، وأشجار باسقة تتهادى شامخة وسط هواء لندن العليل،،، وأسراب الحمام تقف على عاتقي ولا تهرب مني والبط والأوز يقترب مني وأنا أجلس على المقعد أنظر نحو البحيرة الدائرية في وسط الحديقة،،، ولم أجد أثراً للنخيل الذي تركته خلفي في "شارع أبو مية" في الدمام، الذي يسقى بماء مالح ليل نهار ولسنوات عديدة لكن لم يتعد طوله متر ونصف ولونها أشهب مغبر. أنا أول مرة أطلع برا السعودية، وحسيت أني فعلاً بحلم وردي لا أريده أن ينقطع أبداً. رجعت مدهوشاً نحو شارع الكوينز واي وجلست على قهوة عربية في بجوار "مكتبة رمضان" وجلس بجواري زول سوداني وبادرني بالتحية متسائلاً،،، أنت عربي؟؟؟ أجبت نعم،،، وقعدنا نسولف وكان أثنائها يكرع البيرة بشراهة، فقلت له بلقافة ليه تشرب خمر يازول، قال هذا مهو خمر، هذا بيرة خفيفة، رديت باصرار،، له كلها حرام، قال حتى بعض السعوديين يشربون اش معنى بتنصحني أنا، رديت له بكل براءة، يا أخي أنا كل السودانيين إلي شفتهم بحياتي كانوا دايم أول ناس في المسجد، بس أول مرة أشوف سوداني يشرب خمر. أنا قلت الكلمة هذي وشكل السوداني أنضرب بشحنة 200 ألف فولت تغير وجه وبكى المسكين، قال يا أخي والله أنا في قلبي مسجد ومئذنة بس ظروف هروبي من السودان خلتني أصير كذا...وطلب الحساب وغادر على عجل بعد أن رمقني بنظرة كأنه يقول "طلعت لي من وين يا النكبة"،،، ثم طلبت كعك وقهوة وكأني لم افعل شيء....فهل سأكون مصلح إجتماعي في لندن من أولها،،،،،،،،،،،،،للننتظر ونرى بقية الفصول. سأكون لوحدي وفي اليوم التالي رافقت أبي في زيارة للسفير السعودي في بريطانيا،" ناصر المنقور"، رحمه الله الذي كان صديقا قديم للوالد، عندما كان الوالد في يوم من الأيام يعمل في مجال المقاولات وكان السفير رئيسا لشركة اسمنت اليمامة. قابلنا السفير بود شديد وطلب مني الاتصال به في وقت أو بمدير مكتبه إن احتجت للمساعدة. وفجأة بدأ يتحدث معي باللغة الإنجليزية، ولما أحس أنه قاعد يؤذن في مالطا، قال شوف يا ابني أنت جاي مرافق لأخيك، وهذا عمل نبيل، لكن بيكون عندك وقت فراغ طويل ولازم تتعلم اللغة الإنجليزية عشان تستفيد من وجودك هنا، وما انتظر ردي ونادى سائق سوري وقال تأخذ أبو نديم توصله سكنه وتروح لمدرسة اسمها "لينك سكول أوف انقلش “Link School of English وتسجل فيها نديم وتغطي مصاريف الدراسة من المحاسبة. شكرناه على مبادرته الطيبة، وأصلا كنت حاط في بالي أسجل في أي معهد عندما تستقر أموري، لكن سبقنا رحمة الله بطيبته وببعد نظره. بعد مرور بضعة أيام عرفنا إن العلاج سيستمر لأشهر طويلة، وبما أن أخي المريض كان سلفيا متشدداً ولا يأكل طعام"أهل الكتاب" رغم وجود فتوى بذلك وآية كريمة تحلل أكلهم، بس وش نقول عاد. عشان كذا بدأ أبوي يعلمني فن الطبخ، فبدأ معي خطوة خطوة، كيف أولاً أطلب من الجزار تقطيع الخروف حسب الأكلة إلي بعملها، مثلا، المشوي بالفرن يعمل قطع مستديرة مثل الإستيك، الريش كيف تكون، وعلمني الكبسات والمشخول وعلمني كيف أسوي أكله اسمها منتو، كان أخوي يحبها، وهي عجين وسطه لحم تم تحميسه وتطبخ على البخار. احتجنا لعمله أن نشتري قدر خاص، فركبنا الأندرقراوند من الكوينز واي إلى منطقة أسواق شعبية غالبية البائعين فيها من اليهود وفيهم الكثير من اليهود العرب وتسمى ليفربول ستريت. رحنا هناك وكان السوق فعلا شعبي وعربيات فيها تقليد للماركات وأسعار رخيصة جدا وتكثر فيها المطاعم الشعبية مثل الفش آند شبس الأكلة الشعبية الأولى للإنجليز. والفش آند شبس للمعلومية أصبحت الأكلة الشعبية للبريطانين منذ العام 1888م. والسبب لأنه في تلك السنة تقريبا بدأ تسيير القطار البخاري بين معظم المدن فأصبح من الممكن نقل السمك من الشواطئ إلى المدن الداخلية خلال ساعات بسيطة قبل أن يتلف السمك، وبذلك ازدهرت مطاعم الفش آن شبس. كانوا في السابق يلفونها بورق الجرائد وتؤكل باليد، الآن تلف في أوراق أو صحون مع شوك بلاستيكية. اشترينا في النهاية القد الذي يوجد في وسطه شبك معلق، عشان نضع تحت الشبك ماء وفوق نضع العجينة وداخلها اللحم المحموس، وبكذا تنضج الأكلة بالبخار ونحصل على أكلة منتو. يا سلام،،، أخرتها طباخ في لندن. جاكولين في البداية ومع عدم معرفتي الجيدة بشوارع لندن ومحلاتها الجميلة، فضلت كثيراً الجلوس على نافذة الشقة المنيفة في الدور الثاني، فأقوم طوال النهار بفتح النافذة لينعشني تيار الهواء البارد في شهر أغسطس، حيث يحلو لي القراءة، واختلاس النظرات من وقت لآخر مراقباً المارة الذين لا ينقطعون في هذا الشارع الذي لا يهدأ ليلاً نهارا. واكتشفت في الجهة المقابلة من عمارتنا في شقة مواجهة لنا تماما امرأة جميلة وبرونزية اللون تروح وتجيئ في شقتها المشرعة الستائر في ملابس منزلية بحتة، وفي بعض الأحيان تنزل للتريض مع كلبها الصغير من نوع بودل، وترمقني بنظرات وابتسامات غاية في الروعة، فلونها البرونزي مع أسنانها البيضاء كأنها قطاف الثلج منظراً لم أكن متعوداً عليه البتة، فما زلت بالرغم مرور بضعة أسابيع على وجودي في لندن أعاني شيئاً ما من الصدمة الثقافية خاصة من ناحية الجنس اللطيف. بيد أنه في أحد الأيام وقد كنت عائداً لتوي من المدرسة، صادفتني تلك المرأة البرونزية الفاتنة أسفل العمارة، فبادرتني بتحية باللغة العربية وقالت "شو ما بدك تبطل قراية عى الشباك، عامل حالك عبد الحليم حافظ"،،،،،،، يا ساتر طلعت عربية،،،،، فابتسمت لها وبصوت سعودي مصلوخ ومتهدج،،،، قلت لها "جنابك عربية"، قالت "يا عيب الشوم ولو عربية أبا عن جد، أنا اسمي جاكولين من لبنان"، تشرفنا يا ستي،، أنا نديم الهوى، من مدينة العمال في الدمام، شارع أبو مية،قصدي من السعودية. |
محمد رضا كما أن لندن جميلة وتتنوع فيها مباهج الحياة، إلا أنها تعج بالنصابين والأفاقين وبعضهم حرام والله يكونون فيها، فهم يشوهون ديكور لندن الجميل ويسيئون للذوق العام. في أحد الأيام وأنا أتناول إفطار الصباح مع صديق يمني شمالي اسمه قاسم يدرس الطيران الحربي "أيام اليمن يمنين ونص" في محل شاورما بالكوينز واي الموجود بجانب محل التزلج على الثلج، وجلس بركن غير قصي عنا رجل بطيني ضخم يلبس ثوبا بني اللون وشبشب حمام وأنتم الكرامة، شكله كأنه طفل ضاع من أمه فكبر في مكانه ومع الزمن انتفخ حتى شاب شعره. أثناء تناول الشاورما الساخنة الملفوفة بالخبز العربي الحار والطازج ذي العبق الشهي والمحشو بمخلل الفلفل التفاحي اللون، لاحظت وأنا أتحدث مع قاسم عن فوز المنتخب السعودي لأول مرة بكأس آسيا، أن ذلك الشخص الغريب الشكل والأطوار والشبيه بشدة بالممثل الراحل محمد رضا مشغولا باستراق السمع منا ويرقب كل كلمة نتفوه بها، بل أنه عيناه جحظتا عندما قلت بأن شريط فيدو مباراة كأس آسيا والتي فاز فيها منتخبنا عام 84 سوف يصلني غدا من السعودية مع شحنة الطائرة العسكرية التي تأتي تباعاً للملحقية العسكرية في لندن. لم يكن هنالك قنوات فضائية ولا انترنت وكان المتداول في تلك الأيام الغابرة المغبرة هي أشرطة الفيديو من نوعي jvc و vhs، لذا لم يعد مسترق السمع يكتفي بالتلصص بل قفز من منضدته وهو يرفع طرف ثوبه تماما مثل الفنان محمد رضا، ودخل بكل ما أوتي من دفاشة معنا في الحديث وبدأ بتعريف نفسه أخوكم محمد رضا السكرتير الثاني في السفارة السعودية، منورين والله، مبروك فوز المنتخب، أنا وأنا وأنا ...وأخذ يعدد مناقبه وبطولاته التي خاضها في الأحلام لما صدع رأسي. وفي نهاية المطاف سأل عن شريط الفيديو وقال ممكن نشوفه سوا، قلت ممكن جدا، بس أنا أحتاج أن أشتري جهاز فيديو أولا لكي نتفرج عليه، رد قال أنا عندي فيدو، قلت حلو، أتيت بالشريط لاحقا حسب الاتفاق وأخذه مني وقال خلاص تجون في الليل الساعة 8 نتفرج. جات الساعة ثمان وطرقنا عليه باب شقته، كان يسكن العمارة التي فيها محل الشاورما فوق الاسكيتنق، لكن للأسف لم نجد إجابة، وراح اليوم الأول والثاني وما لقينا الأخ، أخيرا رأيته في المطعم وقلت وين يا عمي اختفيت، رد علي بكلام ما له علاقة بموضوعنا أبدا " أنت شفت أحد أطيب مني؟، آذيتك بشيء؟، وأضاف أنا خطيبتي في جدة ردت لي الساعة إلي أرسلتها في البريد هدية لها، وأظهر لي الساعة من جيبه حسبتها شباصة شعر من أبو ريالين،"، والله خلاني أنسى موضوع شريط الفيديو وقلت يا أخي هذي ساعة واحد يرسلها من لندن لخطيبته، المفروض تروح بوند ستريت، وإلا هارودز وتأخذ شيء مميز، وش ذي، نعن أبوك لو جدتي شرتها من سوق الصورايخ في جدة كان ما ركبتها سيارتي، هو ما صدق إنه ضيعني بالكلام، وقال خلاص بسمع نصيحتك وأروح اشتري لها ساعة الآن من بوند ستريت، مع السلامة. لكني استدركت إنه ما رد لي الشريط، وتأكدت انه أفاك أثيم، قلت كلمة واحدة بترد الشريط وإلا لا يا محمد يا رضا، قال "أصله علق في الجهاز والجهاز عند المصلح" ما خليته يكمل، وتركته يذلف وهو رافع ثوبه كأنه كرته ، بس عرفت وش دواه هالخرتيت. في اليوم الثاني رحت للسفارة السعودية وقابلت السفير وقلت له على حكاية السكرتير الثاني وكيف شلح علينا شريط مباراة المنتخب، وأنه لم يعيد الشريط، تعجب السفير كيف من الممكن لسكرتير السفارة أن ينزل لهذا المستوى من التعامل مع الناس، لكن بحنكته وخبرته قال لي لا تنبس بشفة واتبعني نذهب لمكتبه، دلفنا لمكتب السكرتير الثاني المزعوم ورأيت إنسان يختلف تماما عن محمد رضا المأفون، رأيت إنسان محترم ومهذب اسمه سليمان المتروك، وقدمه السفير لي وقال، هذا الأستاذ سليمان سكرتير السفارة الثاني وهذا نديم ولد أبو نديم، تعارفنا وتبادلنا المجاملات ثم ما لبثنا أن عدنا لمكتب السفير، وقال لي بابتسامة تعلوها الشفقة علي، أكيد ليس الشخص الذي تبحث عنه، قلت طبعا وش جاب الثرى للثريا، هذا شكله محترم هذاك أصالا استغربت يكون سكرتير ثاني أو سكرتير في مدرسة، سألني ما عرفت اسمه أو أي شي يدل عليه، قلت اسمه محمد رضا، رد اش قلت، محمد رضا، الله لا يعطيه العافية، روح يا ابني انزل تحت في القبو وناده لي، نزلت وتحت الدرج لقيت محمد رضا لابس طاقية لها أذنين وفي أعلى الأذنين كرة صوف منتفة كي تقيه من قسوة البرد في القبو، وسرعان ما حاول الهروب مني عندما لمحني قادم إليه واتجه نحو حمام صغير يصنعه الانجليز عادة تحت الدرج أو يستخدم أحيانا كمخزن، تبسمت من شكله وهو يحاول الفرار وقلت تعال يا سكرتير الغفلة وكلم السفير يبيك ضروري، طلع ويقول أنت وش سويت، شكلك خربت بيتي، في ستين داهية المنتخب والشريط دخل على السفير الذي قال له باختصار جملتين فقط، نقلناك للعمل في غينيا بيساو بعد شهر جهز حالك، بس لا تنس ترجع الشريط لنديم قبل ما تسافر،،، ورجع الشريط لي في نفس اليوم مساءً، وأصبح محمد رضا يلطم ويولول ودعاني للعشاء في مطعم إيراني في أيرلز كورت وهي منطقة يسكن بها ويملكها الكثير من أخواننا من دولة قطر، وطلب مني أن اشفع له عند السفير، كسر خاطري الصراحة ما كنت ناوي أسبب له أي أذية بس هو السبب. رحت للسفير بعد يومين وقلت له سامحه عشان خاطري، رد علي إلي سواه انتحال شخصية مهمة في السفارة وأنا ماني رايح أنقلة أنا عندي عجز في الموظفين، بس خليه يخاف شوي عشان يتوب، رحت بسرعة بشرته، وهو ما صدق راح لكبينة تلفون لندن الحمراء واتصل على أمه الست فتو وقال يا ماما باركيلي، ماني رايح أكون سفير في غنيا، أنا بكمل سكرتير أول في السفارة في لندن!!!!!. |
كثرت فحو هذة الكتب في الآونة الآخير والتى اتمنى أنها لا تلقن بمسمى كتاب ....فهي في فهرس المنشورات تسمى "نكت " لمايجمع من الحياة او مذكرات ,, ومثلة ما اصدر سابقا ..."مذكرات طالب ثانوي" http://admins.20at.com/do3a2/kashkol.jpg و~ ارانتوس في خيمة بدوي .. وجميل أن ينتشر هذا النوع الذى يدل على رجوع العرب للقراءة بعد هبوطها,, ودّ يسقي من غدير المسك +http://aljsad.net/images/smilies/soso.gif |
أحداث مشووقة
وعبارات جذابة انيقة بسيطة شكرآ |
شيء حلو
ودي الف رواية مثل هاري بوتر الاكثر مبيع بالعالم يعطيك العافية |
شفاء داء ودواء وفي يوم من أيام أغسطس الجميلة كنت جالساً بجوار النافذة لا أستطيع أن أتمتع جيداً بالتنزه في الحدائق أو الأسواق أو رؤية السياح الذين أصبحوا في ذروتهم في شوارع لندن في هذا الوقت من السنة، وذلك بسبب الصداع الذي نكد علي عيشتي وسرق أجمل الأوقات مني. لكن فجأة دق الهاتف، فتناولته لأسمع صوت شفاء تتحدث من "دار الحي"،،، فرحبت بها وأخبرتها بالقصة والآلام التي الرهيبة التي أعاني منها بالرغم من تناولي المسكنات القوية،،،،،،فردت علي بكلمة سحرية سرت بسببها قشعريرة في جسمي عندما قالت "وا عني يا نديم" وش صار فيك يا حياتي..،،، ليته فيني ولا فيك،،،،،،،،،،،،،. كلمة "واعني" أي فديتك بروحي،،،،كانت والله بلسماً شافياً أفرزت في جسمي مادة "الأدريانيل" التي تولد للإنسان الشعور بالمتعة والثقة وتزيل الشعور بكل الآلام، فلم أعد أحس بأية آلام بعدها بالمرة. فقلت لها" بأن لك يا شفاء والله من اسمك نصيب،،،فما بقي بي من آلام قد تلاشت تماماً عندما سمعت صوتك"،،،،ردت بسعادة،،، إذن انتظر المفاجأة،،، فأنا قادمة إلى لندن بعد يومين،، وستراني صوتاً وصورة ،،، وليس صوتاً فقط ،،،فأنا قادمة في رحلتي الصيفية لمدة شهرين،،،،لنرى ماذا سيحل بك يا نديم"،،،،،،،،،رددت سوف يغمى علي بلا شك مرة أخرى،،،وضربتة في الرأس وأخرى في القلب توجع يا شفاء،،،،،،،،،،،،،لكني على كل حال في انتظارك على أحر من الجمر مهما يكن الأمر،،، وذلك في مطار هيثرو بعد يومين،،،،،،،إلى اللقاء،، ذهبت من فوري لوكالة عربية في لندن اسمها نفرتيتي تنظم رحلات في ادجوررود وحجزت رحلة لثلاثة أيام من موعد وصول شفاء لمدينة بلاك بول الترفيهية وحجز غرفتين منفصلتين في فندق إمبريال هوتيل IMPERIAL HOTEL BLACKPOOL. استقبلتها في المطار في الصباح الباكر،،، وقدمت لها باقة ورود بيضاء ،،،واستقلينا التاكسي حتى ادجوررود ووضعنا الحقائب في شقتها ،،،لكن للأسف فالحافلة المتجه إلى بلاك بول قد غادرت لندن إلى بلاك بول منذ أن كنت في المطار،،، فاستقلينا القطار من محطة يوستن حتى بلاك بول ووصلنا إلى الفندق قبل أن تصل الحافلة بنحو ساعة ووجدنا أسمائنا ضمن الحجوزات في غرفتين متقابلتين،،،،،،،،،. كان الجو منعشاَ وصيفياً جميلاً في بلاك بول،،،،المدينة الشاطئية التي تقع في الشمال الغربي مقابلة للبحر الأيرلندي أو بداية المحيط الأطلسي،،،،وتتميز بوجود الملاهي والألعاب على طول الشاطئ الذهبي الجميل،،،،،،،،،،،،، ذهبنا من فورنا إلى الملاهي الرئيسية في بلاك بول وهي نسخة مصغرة عن والت ديزني،،،ولم أركب الألعاب الخطرة لعدم ثقتي بشفاء إصابتي تماماً بعكس شفاء التي كانت تسرح وتمرح في كل لعبة وهي تضحك علي بأني لا أستطيع أن أجاريها اللعب،،،،والحمد لله أنها لم تستطع أن تستفزني لأنها عندما عادت من لعبة قطار الموت،،،، عادت وهي تبكي من الخوف،،،، وكحلها البدوي يملأ وجنتيها وشعرها منكوش وقد طارت "شيلتها" في السماء،،،،نحو أيرلندا الشمالية،،،خخخ،،، ولو أني طاوعتها وركبت معها لطار الشاش الأبيض الذي يلف رأسي،،،،لكني كنت متأكداً بأن الشاش لو طار فهو لن يطير لوحده،،،بل سيحلق في السماء بحثاً عن شيلتها ليعانقها ويطير بها بعيداً في غياهب بحر الظلمات،،،،،. أخذنا راحة قصيرة بعد ذلك عندما حل وقت الغداء في مطعم وسط الهواء الطلق وطلبنا فش آند شبس ونحن نراقب أحد المحلات التي تعمل قوارير فيها رمال ملونة وأخرى لعمل ساعات رملية جميلة تنقلب بعد مرور ساعة كاملة،،لتبدأ بالانسكاب لساعة أخرى،،، ومكتوب عليها ساعات "بلاك بول الرملية" عشرة جنيهات للواحدة،،،،،،،،،،،،،،،،انتهينا من الغداء وخرجنا نحو الشاطئ الرملي الجميل وبدأت لي شفاء بروح معنوية عالية فتخلصت من حذائها وجرت حافية كسندريلا على الرمال الذهبية وأنا أنظر بافتتان لقدميها الجميلتين التي تزينها نقوش الحناء الغاية في الروعة والأنوثة،،،،فدنوت منها وأخذت كيساً فارغاً وجمعت فيه الرمل الذي وطئتها بقدميها وهي ترقبني بحيرة،،،،،،،،،وقالت نديم "ما بك" هل تريد أن تسحرني،،،لن تستفيد شيئاً فقد تمكنت من روحي بدون سحر،،،،،،،،،،،رديت عليها ،،لو كان الأمر بيدي لسحرتك سحر تفريق،،،،لأني في هواك أصبحت كالغريق،،،،وأخذت الرمل الذي فيه أثرها وعدت معها إلى صاحب الساعات الرملية وطلبت منه أن يعمل لي ساعة تحمل الرمال الذي وطئتها قدميها،،،،فأبتسم الثعلب الإنجليزي بمكر،،، وقال سوف يكلفك ذلك خمسون جنيهاً يا سيدي،،،،تعال في الغد وستكون الساعة جاهزة بين يديك،،،،،،،،،،قلت له بل اصنعها الآن أمامي كي يطمئن قلبي أنك لن تغير "الرمال التي وطئتها شفاء" وخذ مئة جنيه،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الساعة لا زالت تتقلب في مكان آمن في "مغارات تورا بورا" منذ سنوات عدة عندما ذهبت للجهاد في أفغانستان ولم أتخلى عنها وكنت أتمنى أن تدفن معي،،،،،،،،،،،،،ولم تهتز يوما من قنابل زنتها 20 طناً،،، وعدت من دونها والله وقاني من اسباب المنية ndeemo9999@ho |
الساعة الآن 12:44 am. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة