تكلمت في احد المحافل عن حسن الخلق
وانه كف الاذي وبذل الندي وطلاقة الوجه
وحب الناس وحسن معاشرتهم والتودد اليهم
بعد ان انهيت حديثي مسكني احد الاخوه
المقيمين
قال لي كلام جميل وغير مطبق في ارض الواقع
وحصوصا البشاشه وحسن الكلام وحسن الاستبقال
للاخرين والمثل يقول ( لاقيني ولا تغديني )
ويقول الشاعر العربي
اضاحك ضيقي قبل انزال رحله --- ويخصب عندي والمحل جديب
وما خصب الاضياف ان تكثر القري --- ولكنما وجه الكريم خصيب
فجعل الكرم في وجه الكريم بالضحك والبشاشه وحسن الاستقبال
يقول اخي المقيم
انا سكنت في عدة مدن لكن ما وجت مثل مدينتكم ؟؟
قلت له ولماذا ؟؟؟
فقال عندكم بروده استقبال وجفاء وجه وقلة حفاوه وسلام
ولا مبالاة بالمشاعر وقلة ابتسام وكانها كبيره من الكبائر مع
تطاير شرر العين وانعقاد الجبهه احيانا او برودة الوجه كانه
( ليمونه معصوره ) ليس له اي مذاق نفسي يبعث على الانشراح
اسلم على بعض الناس فينظر الي شرار ويظن انني استهزي به
وبعض يفرح بالاستقبال الحسن وكانني اصب في جيوبه المال
( امهات خمسميه ) بسبب الحرمان العاطفي المنتشر فيكم
وتجد بعض شبابكم وشاباتكم يتوقون الى مثل هذا الكلام
بطرق منحرفه
رغم الديانه الظاهره وحب الخير فما السبب ؟؟
قلت له السبب اجتماعي ونفساني وديني
اما الاجتماعي فذكر ابن خلدون ان طبيعه الصحرواي الجفاء
والحذر والناس تعودت على الاستقبال البارد بزعم ترك النفاق
والثقل الزائد فصارت عادت الناس هو برودة الاستقبال
كانهم الشمس الحارقه والصحراء القاحله والعجاج الذي
تنعدم في الروؤيه ولذا علقت العلاقات البشريه وقلت
كما ان الدراسه تعلق لان عجاج الاخلاق مثل عجاج الجو
اما النفساني فقد ذكر علماء النفس ان الخجل سبب لقلة
التعبير عن مشاعر الحب والتعاطف وذكرو له ست مراحل
احدها انه لايحسن التعبير عن مشاعره بسبب كثرة خجله
والخجل هو خوف الانتقاد والفشيله من الناس ويعبر عنها
بلفظ ( وش يقولون عنك الناس واخزياه فشلتنا ... الخ )
الثاني انه لايكون على سجيته وطبيعته مما يجعله يتصرف
تصرف بارد لا حياة فيه ولا مشاعر ( خلك ذرب ولا تصير
خبل ما غير تهجك اثمك ) للاسف ثقافه عند البعض !!!
الثالث يكرهونه الناس لا عتقادهم انه بليد المشاعر او متكبر
متعالي متغطرس والحقيقه انه لايحسن ان يعبر عن مشاعره
الرابع يتأذي من كره الناس له لانه يعتقد انه ليس اي ذنب في ذالك
والسبب هو جفاء الظاهر وعدم احسانه استقبال الناس !!!
الخامس ينبذه الاخرون ويتركونه
السادس يضطر ان يعش وحيدا فريد رغم حبه للناس
مما يسبب له الضيق والكدر والالم
اما السبب الديني
فان الناس عندنا يفهمون الدين على انه شعائر لا تعامل
فتجدهم يحرصون على الصلاه والزكاه والصيام
وينتشر فيهم الحسد والبغي والاستهزاء والمعايير والطنز
ويقل فيهم حسن الخلق وبشاشه الوجه وحب الناس
ويعتقدن انه يجب عليك مصاحبة الناس على حذر
قال الشاعر النطبي
( تحصن ابسؤ الظن وابصر ابحالك --- واحذر جليسن عامي الراي يعميك )
وكل واحد يأخذ سكينه ليقتل اخاه مع الاسف
ولكن يا صديقي
هذا في بعض الناس لا في كلهم
ففي الناس حسن الاخلاق حسن المعشر
طيب الوجه ولو خلت لا نقلبت
العرض العادي
