كبر ولم يعقل
عبارة ما أسوأها تخرج من أفواه كثير ممن يقترض بهم العقل و تحمل المسؤولية إنها عبارة ( يكبر و يعقل ) كم هي عبارة هدم ممن يفترض بهم البناء و لا أجد مبررا لها لا من عقل و لا من دين و لا من وطنية فكل خطئ يقوم به الناشئ متغاضى عنه لأنه ( يكبر و يعقل ) و كل ضياع لوقته مغفور له لأنه ( يكبر و يعقل ) و كل سؤ أدب و خلق معفي عنه لأنه ( يكبر و يعقل ) و كل صورة سلبية مظلمة يرسمها لنفسه و أسرته و وطنه معمي عنها لأنه ( يكبر و يعقل ) ولو أمعن قائلها فيما يقول لوجد أنه يهدر من أعمار من أمنه الله عليهم و من أخلاقهم و من نظرتهم للحياة و من حرصهم على تعليم و تطوير أنفسهم و من احترامهم لأنفسهم و للاخرين مالا يستطيع أن يعوضه في باقي أيام عمره على افتراض أنه أدرك العقل و الرشد . لعلي لا أبالغ أن من ينطق بهذه العبارة هو أعجز الناس و أكثر الناس خيانة للأمانة فإن كان الزمن هو المربي فما دور المربي المفترض , أم أن دوره تحول إلى منتج و الزمان متبني لهاؤلاء الأيتام فهو الأب الحقيقي أليس هو المربي و المعلم و مسعدنا بأجيال المستقبل .
و إن تعجب فعجب من نظرة هذه الفئة الغير قليلة لمن يجهد نفسه لتربية أبنائه فهو إم متندر بهم لأن الزمن حسب رأيه كفيل بما يجهدون به أنفسهم و إما ناظر إليهم كمن تمكنت منه الدهشة فاغرا فاه لا يلوي على شيئ و كأنه ينظر إلى من قدم إليه من عالم آخر فهم يقمون بعمل غريب لا تفسير له عنده و لا يفهمه إنهم باختصار .. يربون أبناءهم .
إنني أجزم و دون أي شك أن من ينطق بعبارة ( يكبر و يعقل ) هو نفسه ( كبر و لم يعقل )