[align=center]تُصاب الفتاة غير المتزوجة _ عادة _ بنوع من الأسى حين يصل إليها خبر زواج فتاة , ويزداد الأسى حين تكون تلك الفتاة قريبة لها أو صديقة , ويزداد الأسى تفاقمًا حين تكون تلك الفتاة مساوية لها في الجمال , ويشدد حين تكون أقل منها جمالاً , حيث تجد عقلها الباطن ينطق لا إراديًّا قائلاً لها : ما الذي جعلها تتزوج وأنا لست بأقل منها جمالاً , بل إني أجمل منها ؟ !
كثير من حالات الأسى والحزن تنشأ عند الفتاة غير المتزوجة عن طريق هذه الحالة , حيث يصاحبها قلق ملازم لها حيال مصيرها , فهي تخشى من العنوسة حين يفوتها قطار الزواج , فهي تتذكر _ أبدًا _ بقاءها وحيدة بعد أن حُرمت من الخطيب المتقدم لها , فكأنها ترى نفسها أنها : ( بايرة ) .
مثل هذه الحالة تنعكس على نفسيتها فنراها دائمًا في سلوك مضطرب , وفي تعامل يميل إلى القسوة كثيرًا , فأيامها في تفكير متواصل في حياتها المستقبلية وما ستكون عليه , فليس أقسى وأخوف عليها من شبح العنوسة .
في مجتمعنا قلما تعرض الفتاة نفسها للزواج , وقلما نجدها تبحث عن زوج عن طريق الوسائط , وكأن في هذا عيبًا , وما علمت أن كثيرًا من النساء قد عرضن أنفسهن زمن الصحابة , ولكن فتاتنا يمنعها حياؤها عن عرض نفسها , وما علمت _ هنا _ بطلان مقولة : الحياء لا يأتي إلا بخير . [/align]