في بيئتنا الصحراوية... تقلنا الشمس بحرقة بالغة..
ويخنقنا الغبار.. حتى لانستطيع أن نتفس....
حتى البرد... حينما يأتي يجمد فينا كل شيء...!!!
ربما لأجل ذلك... (تجمدت) شتاء... و(ساحت) صيفا.. عوطفنا..!!
فأصبحنا نستثقل الكلمة الطيبة والحلوة..
بل هناك من عدها كارثة حينما تقال في مكان عام..!!
أصبحت كلمات مثل : ياعمري.. ياحياتي.. يابعد قلبي.. ياحبي.. يا.... يا....... الخ
مفردات نادرة.. سماعها يثير الانتباه والاستغراب على الفور..!!!
حتى هنا... في بعض الردود والحوارات..
هناك من يستكثر التلطف في الكلمات.. بل أن كلمة من مثل (عزيزي.. عزيزتي)..
قد يراها البعض في غير محلها...
ويراها البعض الآخر استدراجا... لأنثى لو قيلت لها.. كما جائتني قبل مدة رسالة (ناصحة) بهذا الشأن..!!!
والغريب أن مرسلتها أنثى..!!
هل وصل جفافنا في لغة المشاعر العاطفية.. إلى أن نستغربها حينما تظهر..!!؟
أحد الشباب المتزوحين حديثا يقول جلست مدة طويلة وأنا أرغب أن اسمع من زوجتي كلمة من هذه الكلمات..!!
وكان العذر.. أنها (تستحي..!!!!)
شاب آخر يقول أنه خطب فتاة.. وللتعارف بدأ يحادثها بالمسن... ويقول حاولت بشتى الطرق والتلميح أن أجعلها تكتب كلمة ياعمري...!!
يقول حتى اني عند عودتي من العمرة قلت لها قولي لي (ياعمري).. لاني معتمر
ورغم التلميح... لم تفعل..!!!!!!!
وأجزم بوجود هذا الجفاف والجفاء العاطفي..
بل أن بعض المتزوجات إذا سمعت زوجها يتغزل بها أو يقول مثل هذه الكلمات..
ارتفع ضغطها...!! خوفا منه أنه يريد (شيئا ما) ... أو أنه يمارس هذه اللغة مع غيرها..!!!
أحد الزملاء كان يبادرنا عندما يحل عليه موعد الاجتماع الأسبوعي بدعوة برسالة جوال
يبدأها ب(حبيبي) ... ويضمنها كلاما معسولا.. في البداية كنا نقلب عيوننا باسم المرسل
خوفا من أن يكون الرقم خطأ..!!!
ولليوم يعتبر اسلوبه مثار تعليق من الزملاء....!!!
اذكر أني حينما كنت أدرس في المرحلة الابتدائية.... قلت لطالب في الخامس الابتدائي
كان يسألني عن أمر ما (حبيبي...) مما جعل الفصل يعج بالضحك... ووجه الطالب صار أحمر..!!!
ألهذه الدرجة تمثل هذه الكلمة غرابة بيننا...؟؟
ثم ألا يسمعها الطالب من أهله..؟؟
بعض الآ شخاص.. في الواقع... في النت.. في المسن.. يستكثر كلمات بسيطة
ربما لأن فهمه صور له أنها لاتقال إلا في غرف النوم.. وتحت الأضواء الخافتة..
فهل هذا الجفاء.. والجفاف في اظهار المشاعر لدينا
سببها التربية.. من الاسرة..؟
أو لأن عوامل الجو هي من يؤثر فينا كما يقال..؟
أم هي التربية الدينية التي صورت كل شيء.. حرام وخطأ...!؟
أم اشياء أخرى...!!؟؟؟؟