أنت بإنسان آخر.
أؤمن تماماً بأن كل نفس بشرية هي شيء لايتكرر وهذا ليس بمستحيل، فإذا كانت الشفرة الجينية شفرةٌ لاتتكرر وهي عنوان دائم للنفس والإنسان، فبالتأكيد أن الإنسان هو شيء لن يتكرر، بروحة وشكله وردة فعله ووو إلخ.
ولكن مارأيك بتلك الفكرة؟
حقيقة لم يمر في حياتي شخصية أقول أنني لو فعلت كذا وقومت كذا وأنقصت من كذا أصبحت تلك الشخصية هي أنا!
ورغم أن الناس تجتهد بالتشبيه شكلاً أو خطف صفة وفتح مجال مقارنة سطحي ربما يتشارك فيه أي إثنان.
ولكنني لطالما تمنيت أن أقابل نسختي " الغير موجودة "
أريد أن أقابل تلك الشخصية لكي أتكلم معها، وأشاهد تحركاتها وأتكلم وأرى تعاملها وردة فعلها، كم هي مغامرة جميلة، ياترى هل سوف أكرهها أم أحبها ، وهل إذا كرهتها أصبحت أكره نفسي !؟
أحياناً أقول لو كانت تلك النسخة أنثى، وعرفتها، هل من الجيد أن أعرف ردة فعلها قبل أن تكون، وأن أستشف كذبها، وتصنعها، وأن تكون حياتنا كعلبه زجاجية، ترى مابداخها بدون أن تحفزك الرغبة لفتحها، فلو كانت العلبة من خشب لفتحتها وبدأت أتحسس مابداخلها وأنظر حتى وإن كان ما بداخلهالايستهويني.
وهنا عرفت أن الحياة قد تكون رمادية، وغير محفزة!
وصلت في نهاية التفكير إلى أن الحياة يجب أن تكون كصندوق العجائب " لأصحاب الخدع " فهو شعور رائع أن تبدأ من الصفر في كل شيء حتى في التعرف على إنسان آخر.
لذلك أحمد الله أنه لايوجد " هنري " أو " هنريه " آخرى!!؟
مارأيكم كم نسخة منكم تحبون!؟
أم أنتم مثلي؟