بسم الله الرحمن الرحيم
الصفحة التالية,
كان عنوانها يتماشى مع هدف موضوعي هذا,
وهو وصل الماضي مع الحاضر أولاً والنظر للحياة والطبيعة تبعاً للحالة النفسية والمتغيرات الحياتية!
وبما أنني كنت أعمى حتى وصلت لمرحلة المراهقة!!
فلم أكن أرى شيئاً سوى البشر !!
ونسيت أن هناك أعظم وأكبر وأجمل!
لننطلق لتلك الصفحة التي اتشحت بالسواد الكئيب .
بسم الله الرحمن الرحيم,
كنت أسير بأمان الله عائداً من الجامعة !
وفي طريقي استوقفني شاب وشابة تبدو في سيماهما اللطافة .... وضعت حقيبتي على الأرض لإنها أثقلت علي 
فقلت ماذا؟
فقالا دقيقة واحدة..
سألتني, وقالت أأنت من أحد دول الإتحاد الأوربي قلت لا أنا عربي.
قالت إذا سمحت أريد أن أعرفك بنا فنحن نعمل في مجال إجتماعي بحيث نقيم مسابقات وحفل عشاء وتعارف بين الطلاب الأجانب ... وهي خدمة إجتماعية تطوعية.
ولكن قبل ذلك نود أن نسألك بعض الأسئلة.
قلت تفضلوا.
سألاني: عن اسمي وعمري وتخصصي الدقيق واجبتهم.
وكان كل شيء طبيعي حتى جاءت الأسئلة الأساسية!
بادراني بأسئلة عن الدين, وعن محبتي للمسيح وإيماني به, وحول إيماني بالبعث, وحول الجنة والنار. وهنا إستنتج أنها جماعة تنصيرية يقودها شبان متطوعين !!َ
فقالت لي إذا سمحت هل تتوقع إن إستمرينا على ديننا إلى أين سنذهب الجنة أم النار؟
قلت: النار !! ولكن الله غفور رحيم!
فضحكا وقالت حسناً نتشرف بك اليوم في الثامنة مساءً سوف يكون هناك عشاء مجاني ولقاء تعارفي جميل ومليء باللهو والمتعة.
قلت وهل إذا حضرت سوف تجيبون دعوتي بعدها!
فضحكا وقالا لانعرف ..!! سنرى!
تجاهلت الموعد ولم أذهب وحالياً وأنا أتسائل لماذا لم أذهب لأشبع فضولي ... فهل أصابني الجبن والخوف!!
أم ماذا.!
لنعد للمذكرة أو الماضي,
لا أعلم سر إعتزازي بذاتي حينها حتى أنني أحسست نفسي كالجبل الشامخ الذي يقف رافعاً هامته للسحاب المحيط به ومقاوماً للرياح والأعاصير وعوامل التعرية الأخرى .
وعند تفكيري بالجبل حينها بحثت عن الجبل فأنا لاأعرفه!!!
قرأت عنه وعن دوره في توازن الأرض, وعن قوته وصلابته وعن تكوينة وعن مايحمل!
فهالني مارأيت حيث ثبت لي أنني كنت أقول كلمة جبل فارغة(بدون أي معنى داخلي)!!
تخيلت السحب التي جالت في بالي وأنا أحسب أنها سقف فقط!
الغازات في الأعلى, كيفية تكون السحب والمطر والرعد والبرق وووإلخ,
قرأت عن الرياح وعن قوتها وقدرتها على أن تجعل الجبل هباءً منثوراً بالصبر والتحمل
ياإلهي كم هالني كم مالاأعرف حينها عن نفسي وعن أعدائي!!؟
أحسست أنني كنت سخيفاً!!
فالجبل يجب أن يعرف نفسه ويكتشفها ويتبحر فيها, ومن ثم يعرف الآخرين ويفهمهم ليستطيع حينها أن يواجههم أو يؤاخيهم أو يحذر منهم!
كانت صفحة سوداء لإنني كنت لاأعرف نفسي ولا أعرف من حولي!!؟
فلم أكن جبلاً !
آمل أنني أوصلت ماأريد واعذروني لإن آلة الزمن التي صنعتها ليست بجودة ماصنع وفكر إينشتاين!!
تصبحون على خير 