...تحية طيبة أبعثها لمحرر الموضوع ولكل من شارك برأيه.
..سيدي الفاضل..
..
..بفلسفتي الخاصة والتي لم تستوحى من كتاب استطيع بإ ذن الله أن أوجز لك الوصاية من خلال اركان ثلاثة.
1ـ الوصاية الموروثة إجتماعيا..إما أن تكون من منطلق إقليمي عام..أو أن تنحصر بأطر التجمع أو ما يسمى بالعادة أو العرف(وبعيدا أن يكون له صلة دينية بحته) بل هي مُسلّمات ةقوانين القبيلة أو الجماعة.
* قوانينها:1ـ لاترتبط با الهوية أوالإعتقاد. 2ــ تتكرر فيها كلمات العيب أو الحياء أو( سلوم القوم) كما في التعبير البدوي. 3ــ ثابتة كثبوت الأهرام لاتتبدل ولا تتغير.4ــ مبنية على الظلم والتعسف وعدم مراعاة الحرية الشخصية.(أحيانا).
*مميزاتها 1ــ التنشئة على الكرم..لذلك أقر النبي صلى الله عليه وسلم بعض عادات العرب في الجاهلية فيما يخص تربية النفس على محاسن الأخلاق( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). 2ــ المحافظة على البيئة البدوية المتمثلة بكراهية التنازل في باب التغريب والمدنية المعاصرة(المشينة في بعض الصور والتصرفات).
2ــ الوصاية الآدمية.. وهي التي يظل الإنسان من خلالها (دمية) في يد الغير..أو بتعبير أصح (تجارة الرقيق) هنا يصح للمالك أن يفعل بمملوكه مايشاء ما لم يخرج عن قوانين الحرية الإنسانية ككل أيضا حتى في العبادة لا بد من إشتراط الحرية..ويلزم الحر ما لايلزم العبد..في الأركان والواجبات..!!( وهذا له تفاصيله الخاصة المستوحاة من القران والسنة)وبا العموم نذكرهنا الحكمة الخالدة لعمربن الخطاب والتي تكره مثل هذا الإستبداد التعسفي.. في قضية ولد عمرو بن العاص مع أحد أقباط مصر( متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).
* قوانينها 1ــ موت الحرية الشخصية . 2ــ العمل بمبدأ التسلط والجبروت. 3ــ ورقة للمزايدة عليهما إما ببيع أوشراء أو هدية.4ــ لاترتكز على مرجعية . 5ــ إستخدامها في نطاق الجنس والمال (غالبا)..لذا تأتي تجارت الرقيق كأحد الممنوعات في العالم المتحضر لتدخل ضمن أيقونة المخدرات وتجارة السلاح وغيرها.
3ــ الوصاية الدينية ( وإن كان لي تحفظ على هذا الوصف) إذ لا أرى كون الدين وصاية..بل هي أوامر وعبادات منطلقة من هوية دينية نبوية، وهي أبعد ما تكون عن الجبروتية أو الكهنوتية أو حتى عصابات رجال الدين أو الكنيسة كما في القرون الوسطى..سامح الله من قال في تعقيب سابق(ياعزيزى نحن مجتمع منغلق لانعرف من الحياة الا اتق الله) با العكس نحن أمة تعمل وتنتج وتجاهد في سبيل حرية الشخص..تلكم الحرية المنظبطة بضوابط الشرع ، بل هو دين الله..دين الفطرة الذي أبعد ما يكون عن قضية(موروث أو متبع) الفطرة في الإنسان يا أخي الفاضل لاتعني أنه يولد وهو محب للأكل أو الشرب أو الشهوة أو المال..لا بل هي فطرة الدين أولا..والتي ولد عليها فرعون وأبو جهل وكل كافر..لاكن اولئك إجتالتهم الشياطين فغيروا مبدأ الفطرة نحو الإنحراف.
..الدين عندنا بعيد عن الوصاية، لاكنه الإتباع وعدم التنازل .. قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك با الله من شيء ذلك الدين القيم..) هنا ربطها عليه السلام بانه من ذرية مؤمنة ترجع إلى دين قيم.
.. الحرية الشخصية في ديننا واسعة واشملة لكل شيء..لاكنها لاتخرج عن الوحيين..ثابتة لا تتغير ولاتتبدل(ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) وقال سبحانه(واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا..) أنظر كيف وصف الوسيلة للإنقاذ بــ ( الحبل) إنه الدليل على التمسك..وحبل الله هو القران والسنة.
..حسبنا الله ونعم الوكيل على نماذج شوّهة صورة الإسلام بغلوها وتشددها..بل سرعان ما انحلّت وبان عوارها..حيث لم تأخذ من الدين إلا بأطرافه..فمالت الى الطرف الأيسر فسقطت( إلا أن يتغمدها الله برحمته) اولئك شوهوا ظاهر الدين، وأصبحوا مضرب مثل للغلوا ونال في دين الله من نال بسببهم..
..أما نحن فنقول ونسأل لله الثبات..دينناعالم من الحرية...عالم من السعة والشمولية..ولن يشاذ الدين أحد إلا غلبه..!!!
..
..
..أعتذر عن الإطالة..
بعض(كلامي خطأ يحتمل الصواب..وربما صواب يحتمل الخطأ)الإمام الشافعي. رحم الله الجميع.