النسبية أمرٌ مثير للإهتمام، فما أراه أنا قد يختلف عن ماتراه أنت وإن أذنا بعض الأسئلة وحددنا الجواب ب ( جيد أو غير جيد ) لوجدنا إختلافاً كبيراً وهذا أمرٌ مسلم به، فمن الممكن أن ننظر لعداد الوقود في السيارة ويكون في منتصفة فأسأل شخص عن رأيه فيقول إن معدل الوقود جيد وآخر ربما يقول غير جيد أوغير مريح وطبعاً الجواب يعطينا إنطباعاً كبير عن الشخص وتفكيره وخلفيته الثقافية والشخصية ومقدار قدراته الفكرية .
ماذكرته أعلاه كان مجرد فكرة على نظرية كبيره .
فمقاييس الوصف على سبيل المثال هي نسبيه أيا كان الموصوف وكذلك تقدير الوقت وتقدير الطعم وغيره.
ولكن هناك نقطه أو خط فاصل وهمي يرسمه المجتمع أو مجموعه أشخاص ليكون مقياساً معيناً ، ليقيدوا فيه إطلاق التفكير والتخمين ليصنعوا عُرفاً أو إتفاقاً عاماً.
مادعاني لطرح هذه الفكرة هو وقوفي ذات مره عند جهاز الصرف الآلي ، فمكينة الصرف الآلي وضعت للإستخدام العمومي ولايوجد تقييد زمني لمدة إستخدامها ولكن هي تقاس بالعرف والذوق العام .وقس على ذلك إستخدام الهواتف العموميه واستخدام دورات المياة العموميه ...إلخ
الوقت :الساعة 10 صباحاً
المكان: بجانب إلة الصرف الألي.
أثناء وقوفي عند مكينة الصراف فقد كنت متوقفاً وأنتظر شخصاً ( اتفقت معه على اللقاء عند الساعة 10 والربع ) وفي أثناء ذلك قدم شخص إلى جهاز الصراف الآلي وبدأ بالعمل وبعده مباشرة أتى شاب ووقف خلفه، ذلك الشاب أخذ بالتأفف وترفع قدم والإتكاء على أخرى خلال دقيقتين ، وبعدها بدأ بالنظر للساعة ورفع صوت " التأفف" ليسمعه الشخص الذي يعمل على آلة الصرف حتى اضطر ليقول : “ انتظر " دقائق بس!؟
أرجوكم لاحظو كلمة دقائق
أتى رجل ثالث( متوسط في العمر) ووقف خلفهما ولنسمه "ب"
الشاب غضب ورحل بعد مرور خمس دقائق من الإنتظار
تقدم الرجل"ب" ليكون هو التالي خلف الرجل الأول ومرت عشر دقائق وذاك الرجل يجري إتصالاته وكأنه تائه وغير آبه حتى بادره الرجل"ب" قائلاً: إن كانت أمورك غير مرتبه فرتبها واحضر مره أخرى؟!
يبدو أن هذا الكلام أثار غضبه فقال: أنا من أتيت أول، ثواني بس!؟
هذا الرد جعل الرجل "ب" ينتظر لدقيقة ثم ذهب !؟
وبعدها بثلاث دقائق إنتهى الرجل من إستخدام آلة الصرف الآلي.
كل هذا وأنا أنتظر شخصاً عند تلك الآلة نفسها وأنظر لساعتي لأسباب تتعلق بي وبهم.
لم أتمالك نفسي حتى ذهبت للرجل الذي أساء فهم الذوق العام بنظري!؟
وقلت له بعد السلام: أن هذه الآلة شيء عام ويستخدمها المئات يومياً فيجب أن نُقدر أننا يجب أن لانطيل البقاء فيها إن كان هناك من ينتظرنا!؟
فقال لي: أنا من أتيت أولاً ويحق لي أن أستخدمها كيفما شئت ومن قال أنني تأخرت فلم أستخدمها إلا 5 دقائق على الأكثر؟!
لم أغضب لإنه قدح شعله هذه الفكرة في بالي، فلقد تفاوتت نظرتهم للوقت كثيراً، فالأول عد الدقيقتين ونصف إهانه له أو ربما تأخراً لايطاق .
والرجل "ب" استغرب ردة فعل الأول ومغادرته بصمت وانتظر لحدود الثمان دقائق وانهار صبره وتكلم بغضب يدل على وصل حدود الصبر اللامعقول بنظره وتفاجأ برد محبط لايرقى لما كان يتوقع فانتظر دقيقة كانت للتفكير النهائي وذهب
الرجل الذي كان السبب ، تحدث مرتين ،فقال للشاب في المره الأولى كلمة " دقائق" وهي نسبيه فهذا الرجل كان يقصد فيها 10 دقائق كما تبين لي في لنهاية، مع انني توقعت أن تكون ثلاث قائق على الأكثر
وفي المره الثانيه قال للرجل الثاني ، كلمة" ثواني" والتي تبين لي أنه كان يقصد ثلاث دقائق تقريباً؟!؟
انتظرت بعد هذا الحدث 7 دقائق وأصبحت عقارب الساعة تشير إلى( العاشرة والنصف ) وأتي الشخص الذي كنت أنتظره، وعندما وصل قلت له: لماذا تأخرت؟ منذ نصف ساعة وأنا أنتظر!؟
فقال لي لم أتأخر إلا 5 دقائق!؟
هو مخطأ في تأخره ولكن مارأيكم هل كلانا مخطأ بتقاذف التهم!؟
العرض الشجري