بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلة بسمة الغد :
دخلت المنتدى الكريم قبل أيام بعد انقطاع فقرأت مما قرأت موضوعك هذا , ولم يكن لدي وقت للكتابة حينها مما دعاني اليوم لجلبه بعد طيّه
بداية لا أكتمك أنه ساءني , إذ وجدت به ما حز في النفس
فرغم كون حديثك عاما ألا أن صيغة اللمز والغمز وتشويه الحال جعلني أراه تجاوزا لحمى الطيبين من الناس الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر!
أنا متأكد لاحاجة بي لدليل أنك ناصحة جادة , تريدين الحق مجتهدة في تحصيله وبلاغه .
متأكد أنك تقبلين الحوار البنّاء تحاورين بالحجة متواضعة للحق .
ليس هذا مجاملة لشخصك فأنا لا أقول هذا لمن أراه يتكلم بهوى يلبسه مسوح الحق , سواء من كتاب المنتدى الكريم أو غيره .
ولا يعني علمي أنك تريدين الحق أن أكون معك في كل طريق ولا في كل حكم , فما نكتب من قناعات وأحكام لا تعدوا كونها اجتهادات , وكفى مثلك أنه لا يريد إلا الإصلاح .
أما عن الموضوع الكريم فأقول :
أولا :
كان كلامك عاما من قرأه من قليلي الحكمة وقر في نفسه الشك في كل من قابله ممن أكرموا لحاهم , وارتسم في نفسه صورة مشوهة عنهم . كلما رأى واحدا منهم راتسمت صورة أنه ما هو إلا سوط سليط على من يعول وعلى من يطال من الناس بينما هو أبعد ما يكون عن تطبيق أحكام الشرع وخلق الإسلام في خلواته, بل هو منساق خلف شهواته ما كان مستترا , يظهر التنسك مادام بين الناس !
لم تقصدي هذا , لكنه الأسلوب !
أظن الداعي له أنك لم تكتبي ناصحة لهم محبة لهم التقى والعفاف عن الحرام
بل الذي أراه سياق يناسب التشفي ! فأنت هنا كتبت متشفية منهم مريدة فضح حالهم
أعني الفئة التي أردتِ بحديثك
وهذا صدّك عن الثناء على الطيبين عموما , ثم استثناء هذه الفئة منهم
فإن قلت إن هذا الصنف كثير بين الملتحين استدعى التعميم !
فما نسبته الكبيرة إذن حتى يقبل التعميم ؟ هل هم غالبية الملتزمين ؟ أم نصفهم أم ثلثهم ؟
ثانيا :
ألمحت - لامزة هؤلاء - إلى خبثهم في الماسنجر والرسائل الخاصة ونحوها !
صدّقيني أنني مع ظني بنفسي أني لست متهورا أو متعجلا في الأحكام أو سريع الأخذ من كل أحد , فإنني مع هذا عجزت أن أزيل من ذهني بعد مقالك صور كل الزملاء الكرام في هذا المنتدى , والذين يقفون دائما في وجه دعوات خروج المرأة ومشاركتها في المحافل العامة , والمؤتمرات المختلطة , وقيادتها السيارة , وكشف وجهها . ونحو هذا
أقول : لم أستطع إزالة ما دار في ذهني من ارتياب , وأيهم ذو تعامل سيء القصد مع عضوات المنتدى في الخفاء!
أرأيت ما وقع في نفسي ؟!
أما عن نفسي فلكي لا يبقى في أنفس إخوتي الكرام وأخواتي الفاضلات من شك , فإني أقسم على أي عضو أو عضوة وجد في تعاملاتي العلنية أوالسرية ما يخالف الشرع أو يثير الريبة , سواء كان قريبا أو بعيد الزمن , فليخبر عنه القراء هنا , ولينشر ذلك أمامهم , وإني إذ أطلب هذا أسأل الله ألا يبيح أحدا وجد شيئا من هذا عني , سواء كان تجاهه أو تجاه غيره ولم ينشره .
ثالثا :
الملتحون مهما أخطؤوا هم عمد الخير في المجتمع شاء من شاء وأبى من أبي
هم علماء الشريعة خير العلوم
هم الدعاة
هم الأئمة
هم خطباء الخير
هم أهل الحسبة الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر
هم أهل العمل التطوعي الخيري في بلاد المسلمين
هم المجاهدون الذين فدوا مجتمعاتهم بأرواحهم
هم أبعد الناس عن الحرام والشبهات
هم من يتعبون كل يوم ليخلصوا المجتمع وشبابه وفتياته من كثير من الفساق والسحرة والمروجين .
هم من نالوا شرف التشبه برسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والصحب الكرام بإكرام اللحى , ورفع الثياب
وهم , وهم من فضل من الله به عليهم , و " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"
ابحثي لي عن غيرهم في هذه الميادين !
لكن !
هل لانقبل من مكرم لحيته إلا أن يكون ملَكا ؟!
أليس الملتحي كغيره يقع بالذنب ؟!
وهل وقوعه في الذنب يسلبه أجر الاحتساب بإكرام اللحية وكف الثياب ؟!
ثم بعد هذا : تعالوا بنا إلى القول الفصل والبيان الأمثل لحال الملتحين , والشاهد الكبير الذي يدمغ كل مفتر عليهم :
هل وجدتم الملتحين أكثر أو نصف أو (( معشار )) من يقبض عليهم سرّاقا أو زناة أو مختلين بنساء أو مغتصبين لهن أو متحرشين بهن , أو متعاطي خمور ومخدرات أو مروجين لها , أو غير هذا من صنوف الفساد ؟!
الجواب الذي لا تنتطح عليه عنزان أن وجود ( مطوّع ) ملتح مقصر تيابه بينهم أمر يكون حديث الساعة وأحد غرائب الزمن ! لماذا ؟ لكون الناس لم تعتد من الملتحين مقارفة تلك المحرمات جهرة أو سرا ؟!
علام يشهد هذا ؟
يشهد على طهارة ثياب عمومهم مما يلمزون به وتؤكل لحومهم عليه من أنهم يظهرون النسك ويجلدون الغير عليه فإذا خلوا بانت شياطينهم !
إذ معلوم أن السارق والمغتصب وبائع الخمر وشاربه . . . الخ يحرصون على التخفي الشديد عن الناس وعن السلطة , ومع هذا يقبض على الكثيرين منهم , فلو كان الملتحون مقصرو الثياب , أئمة المساجد يظهرون الصلاح ويبطنون المعاصي - لكان منهم عددا كبيرا مع المقبوض عليهم .
رابعا :
لا أتهم الأفاضل الذين يحلقون لحاهم بالسوء فحلق اللحية معصية لا يلزم منها كون الحالق سيئا صاحب معاص , فكم من حالق فاق ملتح بالخير .
والمحصلة أن الملتحي تارك الإسبال مأجور بذلك ولا يزكّيه هذا مطلقا عن الوقوع في المعاصي , حتى كبائر الذنوب
وأن حالق اللحية آثم بذلك لكن هذا لا يعني أنه صاحب معاص , بل الأصل فيه الخيرية والصلاح
وعن موضوع مؤتمر السوء الذي أقيم عن البيئة فلي معك عنه وقفة أخرى بمشيئته تعالى
أما عن رميك من خالفك بأنه إنما يحكّم العادات والتقاليد ويزعم أنه الشرع فله وقفة أخرى إن شاء الله تعالى
العرض الشجري