العودة   منتدى بريدة > المنتديات العامة > إستراحة المنتدى

الملاحظات

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-11-24, 07:49 am   رقم المشاركة : 1
رضا البطاوى
عضو ذهبي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : رضا البطاوى غير متواجد حالياً
قراءة فى تفسير سورة القارعة


قراءة فى تفسير سورة القارعة
المفسر هو عبد الكريم بن عبد الله الخضير وقد استهل بالآية الأولى وهى تفسير معنى القارعة فقال :
"{القارعة} [(1) سورة القارعة] القارعة: اسم من أسماء القيامة، كالواقعة والحاقة والطامة والصاخة، اسم من أسماء القيامة؛ سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها وأفزاعها، أمر عظيم مهول مخوف، فعلينا أن نستعد لهذا اليوم، تقرع القلوب بأهوالها وأفزاعها، شيء لا يخطر على البال، يعني أعظم هول تتصوره هو فوقه، لكن كما قال الله -جل وعلا- عن أوليائه: {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة} [(103) سورة الأنبياء] فاحرص أن تكون من هؤلاء.
القيامة لها أسماء منها القارعة، وكما قال أهل العلم: إن السبب في تسميتها القارعة أنها تقرع القلوب بأهوالها"
هنا تحدث عن المعنى وهو أنها تقرع القلوب بأهوالها وهو معنى بعيد عن كون الخلق يكونون آمنين يوم القيامة وهم المسلمون كما قال تعالى " وهم من فزع يومئذ آمنون"
ويبدو أن المعنى مأخوذ من النفخ فى الصور كما قال تعالى " يوم ينفخ فى الصور فتأتون أفواجا" وهو ما فسره بأنه النقر فى الناقور فى قوله "فإذا نقر فى الناقور"وبالتالى هو القرع فى القاعور والمقصود النداء كما فسره بقوله" يوم ينادى المنادى "
فالقارعة إذا هى نداء البعث الذى يجعل الخلق يقومون من موتهم وتذكر الكاتب كلاما لا علاقة له بالتفسير عما يحدث حاليا فقال :
"ونحن في هذه الأيام نعيش ظروفا وفتنا تتقاذفنا أمواجها من يمين وشمال، نخشى أن تصيبنا قارعة، لماذا؟ لأن نعم الله علينا تزيد وتترى وتتابع، ولا تعد ولا تحصى، ومع ذلك هل أدينا شكر هذه النعم؟ {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [(7) سورة إبراهيم] فما مصير الأقوام من المتقدمين من الأمم السابقة، ومن اللاحقين، ومن المعاصرين الذين كفروا النعم، تبلون أخبارهم، وكانت الأخبار منقطعة لا يسمع أحد عن أحد، ثم صارت تسمع الأخبار، ثم صارت في الأخير تشاهد، كأنك بينهم، وأطفال المسلمين الآن ما صار يخفى عليهم شيء، كأنهم بين هذه الأحداث، وهذه الأحداث المروعة لا تحرك فينا ساكنا، وإذا أراد الله شيئا يسر أسبابه، فنحن نخشى أن تصيبنا قارعة، ونسأل الله -جل وعلا- أن يلطف بنا، فالقارعة هي الأمر الشديد الذي يقرع القلب، ويعتصر القلب من الألم، فعلينا أن نسعى لدفع هذه القارعة التي حلت قريبا من دارنا، هي ما حلت بنا، لكن حلت قريبا من دارنا {فهل من مدكر} [(15)
سورة القمر]."
وكعادة المفسرين يدخلون النحو فى التفسير وهو أمر سوء فلا علاقة للنحو بالتفسير الذى بيان المعنى فقال :
"{القارعة * ما القارعة} [(1، 2) سورة القارعة] القارعة في اللفظ الأول مبتدأ، و (ما القارعة) هذه الجملة خبر المبتدأ، ما مبتدأ، والقارعة الثانية خبر، والجملة من المبتدأ والخبر خبر القارعة الأولى، وهذا استفهام يراد به التهويل من شأنها، والتعظيم من أمرها."
وقال مفسرا الآيات بانها أسلوب تهويل فقال :
"ثم بعد ذلك يقول الله -جل وعلا-: {وما أدراك ما القارعة} [(3) سورة القارعة] ما أدراك، ما أعلمك ما القارعة، نعم الرسول -عليه الصلاة والسلام- وغيره لا يعلمون عما غاب عنهم إلا ما أعلمهم الله -جل وعلا- إياه، {وما أدراك ما القارعة} [(3) سورة القارعة] وهذا أيضا أسلوب تهويل وتعظيم لشأن هذه القارعة، ولا شك أن ما يحدث في الآخرة، وما يحدث في الدنيا من الأمور المهولة المفزعة لا نسبة بينها، كرب الدنيا من أولها إلى آخرها كلا شيء بالنسبة لكرب الآخرة، ولذا جاء في الحديث: ((من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة)) ما قال من كرب الدنيا والآخرة؛ لأن كرب الدنيا لا شيء بالنسبة لكرب الآخرة."
قطعا لا علاقة لقوله وما أدراك ما القارعة بالتهويل وإنما بالبيان فالله هو الذى أدرى أى أعلم النبى(ص) بالقارعة وهى نداء البعث وكان البيان أن القارعة وهى نداء البعث يكون يوم يكون الناس منتشرين كالفراش الكثير
قال الكاتب :
{وما أدراك ما القارعة} [(3) سورة القارعة] تكون القارعة، أو تحل القارعة متى؟ {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} [(4) سورة القارعة] الناس حين يبعثون من قبورهم إلى يوم الحساب يوم الجزاء يكونون كالفراش المبثوث، الفراش هذه الحشرات التي تتطاير لا إلى غاية، ولا إلى هدف، تجد سيرها وطيرانها لا على صراط مستقيم، يعني لا تمشي إلى هذا، تجدها تتحرك يمينا وشمالا، {يوم يكون الناس كالفراش} [(4) سورة القارعة] متى يكونون كالفراش؟ ولماذا يكونون كالفراش؟ يكونون كالفراش في القيامة، إذا بعثوا من قبورهم، يموج بعضهم في بعض، يكونون كالفراش الذي لا يدري أين يذهب؟ وتجده في النهاية أعني الفراش يقع في النار؛ لأنه ليست له غاية ولا هدف، {كالفراش المبثوث} [(4) سورة القارعة] المتفرق في الجو الذي لا يدري إلى أين يذهب؟ إلا أنه في النهاية يقع على النور، ويقع في النار."
قطعا إذا فسرنا القرآن بالقرآن فالفراش ليس ما نسميه الفراشات وإنما الجراد كما قال تعالى " يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم جراد منتشر"
والجراد عندما يأتى بالملايين يكون سحابة تغطى السماء تنزل على الأرض فتنتشر فى كل بقعة وهكذا الموتى وهو مليارات المليارات من الناس الذين عاشوا وماتوا
وأتى الكاتب برواية تتحدث عن شىء دنيوى ليفسر بها الأخروى فقال :
"والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((مثلي ومثلكم كمثل من استوقد نارا فجعل الفراش يقعن فيها، وأنا أذودكم، وأخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقحمون فيها)) فالنبي -عليه الصلاة والسلام- يذودنا عن النار، لكن يأبى كثير من الناس إلا أن يقع فيها كالفراش، وواقع كثير من المسلمين يصدق، تجده ينهى عن المحرمات ويقع فيها، يؤمر بالواجبات ولا يمتثل، هذا مثل الفراش."
قطعا النبى(ص) لم يقل تلك الرواية فهو لا يقدر على منع أحد من دخول النار بدليل أنه لم يمنع أحبابه من الكفر فدخلوا النار كما قال تعالى :
"إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وقال مذكرا إياه بانه لا يقدر على ان وبدلا من تفسير القرآن بالقرآن قاذ أحد:
"أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من النار"
وبدلا من تفسير القرآن بالقرآن اعتبر الفراش غير الجراد فقال :
وجاء الوصف الآخر: {يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر} [(7) سورة القمر] تصور الجراد إذا انتشر في الجو إلا أن الجراد ما هو مثل الفراش، الفراش يموج لا إلى غاية، والجراد غايته واحدة، فهم في أول الأمر يموجون ثم يتجهون، يعني من هول الموقف تجدهم يموجون مثل الفراش، ثم بعد ذلك إذا استقرت أحوالهم صاروا كالجراد، وهم في الأصل يموج بعضهم في بعض، ويقول العلماء: كغوغاء الجراد، والغوغاء: الأمور المجتمعة المختلطة، {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} [(4) سورة القارعة] يعني المتفرق المنتشر في الجو."
وبين الآية التالية عن الجبال يوم القيامة فقال :
"{وتكون الجبال كالعهن المنفوش} [(5) سورة القارعة] هذه الجبال التي أرسى الله -جل وعلا- بها الأرض؛ لئلا تميد ولا تتحرك، تكون الجبال في يوم القيامة كالعهن كالصوف المنفوش، يعني المندوف المفرق بعضه عن بعض، يعني تصور الجبال، هذه الجبال الرواسي التي أرسى الله بها الأرض تكون كالصوف، الصوف إذا نفش وندف أدنى نسمة هواء، أو أدنى ريح تفرقه في الجو، يكون لا شيء.
ومنهم من يقول: إن المراد بالعهن الصوف المصبوغ الذي له ألوان، والجبال لها ألوان، لها ألوان وإلا بدون ألوان؟ {جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود} [(27) سورة فاطر] ألوان، فهي مناسبة لتمثيلها بالصوف، بالعهن المنفوش الذي ندف، معلوم أن الصوف إذا رص بعضه على بعض يكون له وزن، وكانت الفرش إلى وقت قريب إنما حشوها الصوف، والوسائد حشوها صوف، فإذا كانت ملبدة، هذه الوسائد ملبدة بالصوف له وزن، لكن إذا استخرجت هذا الصوف وندفته ونفشته، وفرقت بعض أجزائه عن بعض، صار لا وزن له، يطير في الهواء كالهباء، وبهذا يتصور عظمة الخالق -جل وعلا-، هذه الجبال التي أرسى بها دعائم الأرض تكون مثل الصوف مثل الهباء الذي يتفرق يمينا وشمالا، كالعهن المنفوش."
ومعنى الآية أن الجبال الجامدة الصلبة القاسية تتحول إلى تراب هش متفرق منتشر فعندما يتم نسف شىء يتحول من حالته الصلبة المجتمعة إلى أجزاء متناثرة ولذا قال الله مفسرا ""ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا" وهو نفسه البس أى النشر فى قوله " وبست الجبال بسا" وهو نفسه تسيير الجبال سيرا حتى تصبح سرابا كما قال تعالى " وسيرت الجبال سيرا "
ثم فسر الآيات ألخيرة فقال :
"ثم بعد ذلك بين الله -جل وعلا- حال الفريقين، حال السعداء، وحال الأشقياء، وهما فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، يقول الله -جل وعلا-: {فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازينه * فأمه هاوية} [(6 - 9) سورة القارعة]، {فأما من ثقلت موازينه} [(6) سورة القارعة] يعني كثرت أعماله الصالحة، فرجحت كفتها بكفة الأعمال السيئة، يعني زادت حسناته على سيئاته، وقد خاب من رجحت آحاده على عشراته، يقول أهل العلم: خاب وخسر من رجحت آحاده على عشراته، يعني الحسنة بعشر أمثالها والسيئة واحدة، ومع ذلك ترجح السيئات على الحسنات؟! هذا دليل الخيبة والحرمان والخسران، خاب وخسر من رجحت آحاده وزادت على عشراته، ففضل الله -جل وعلا- وكرمه وجوده يجعل الحسنة بعشر أمثالها، هذا أقل تقدير، وإلا فالله -جل وعلا- يضاعف إلى سبعمائة ضعف، وفتح لنا أبواب وآفاق توصلنا إلى جناته ومرضاته، وضاعف لنا الأجور على أعمال يسيرة.
يعني لو أن الإنسان يكثر من الاستغفار، بحضور قلب لا مع الغفلة واللهو، لكان له شأن غير شأنه الذي يعيشه، ولو كان يكثر من التسبيح والتحميد والتهليل وكل تسبيحة صدقة، وكل تسبيحة أو تحميدة أو تهليلة شجرة في الجنة، والجنة قيعان، وغراسها التسبيح والتحميد والتهليل، يعني ما يكلف شيء، الإنسان إذا أراد أن يغرس نخلة يحتاج إلى أن يشتري الفسيلة، ثم يغرسها، ويتعب على نخلها وغرسها وسقيها، وانتظار ثمرتها السنين، فضلا عن كونه يغرس نواة، انتظار طويل، لكن إذا قال: سبحان الله غرست له هذه النخلة، الحمد لله غرست له نخلة، إيش يكلف شيء يا الإخوان هذا؟ هذا ما يكلف شيء، سبحان الله وبحمده مائة مرة في دقيقة ونصف تقال، حطت عنه خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر، ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)) عشر مرات، بدقيقة تقال يا الإخوان العشر، ((كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل)) عتق، عتق رقبة، وهذه عشر رقاب بدقيقة تقال، ((حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)) بدقيقة ونصف، وبهذا ترجح كفة الحسنات، بشيء لا يكلفك شيء، ما أمرت بأخذ مسحات على كتفك، وتذهب إلى البراري والقفار من
أجل أن تغرس شجرة؛ ليغرس لك بدلها شجرة في الجنة، وأنت في فراشك، وأنت في طريقك، وأنت جالس في مجلس يكثر فيه اللغط، والكلام في أمور الدنيا بإمكانك أن تقول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))، ((سبق المفردون: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات)) فالذكر الذكر يا الإخوان، هذا لا يكلف شيء، وبه ترجح كفة الحسنات.
{فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية} [(6 - 7) سورة القارعة]، فهو في عيشة: يعني في عيش رغيد، راضي يعني مرضي، اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول، (عيشة راضية) يعني مرضية، كما أنه يأتي اسم المفعول ويراد به اسم الفاعل {حجابا مستورا} [(45) سورة الإسراء] يعني ساترا، فهذا يأتي بمعنى هذا، وهذا يأتي بمعنى هذا، {فهو في عيشة راضية} [(7) سورة القارعة].

ومنهم من يقول من المفسرين: إن راضية على بابها اسم فاعل، فالعيشة راضية، كيف تكون راضية؟ تكون راضية إذا أتت بطوعها واختيارها من غير عناء ولا تعب، تصور أن الثمرة في الشجرة، والطير على غصن الشجرة يشتهيه من أكرمه الله -جل وعلا- بدخول الجنة تتدلى ............. ، والطائر يتم طبخه وشيه بمجرد الأمنية، والأخاديد أو الأنهار تمشي من غير أخدود، تمشي على وجه أرض الجنة، التي ترابها المسك الأذفر، تراب الجنة.
أنهارها من غير أخدود جرت ... سبحان ممسكها عن الفيضان
جما تسيح لا يمين ولا يسار ومن غير سواقي ولا أخدود، فنحتاج إلى عمل، نحتاج إلى بذل سبب، وهذا السبب لا يكلفنا شيء، فالدين يسر، ولله الحمد.
{فهو في عيشة راضية} [(21) سورة الحاقة] إما أن تكون مرضية، وهذا قول الأكثر، يعني أن من يعيش هذه العيشة يرضى هذه العيشة، أو أن العيشة نفسها راضية، بمعنى أنها تأتي إلى من أكرمه الله -جل وعلا- بدخول الجنان من غير تعب ولا نصب، كمن يأتيه راغب فيه، راض بما يصنع به، وفي هذا إثبات الموازين.

والميزان له لسان، وله كفتان، في قول أهل السنة والجماعة، وأنكره المعتزلة، أنكر المعتزلة الميزان، وقالوا: ما في شيء اسمه ميزان، وإنما هو كناية عن العدل الإلهي، وإلا فالأعمال الصالحة معاني كيف توزن؟ الأعمال الصالحة معاني، أنت صليت كيف توزن هذه الصلاة؟ الله -جل وعلا- قادر على تحويل هذه المعاني إلى أجسام، وكما توزن الأعمال الصالحة والسيئة، يؤتى بالرجل السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة، هذا إذا كان من أهل النار، نسأل الله السلامة والعافية، فالقول المحقق عند أهل العلم هو قول سلف هذه الأمة وأئمتها وخيارها، وهو المعتمد عند أهل السنة والجماعة: إن الميزان حقيقي، له لسان، وله كفتان، توضع في كفة الحسنات، وتوضع في كفة السيئات، فمن رجحت حسناته على سيئاته فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه بأن رجحت كفة سيئاته على كفة حسناته فأمه هاوية، ولا شك أن هذا هو الشقي، الذي يعمل من السيئات أضعاف مضاعفة مما يعمله من الحسنات، يعني لا يقال: هذا زادت حسناته على سيئاته، عمل ألف حسنة وألف سيئة وواحدة، لا، الحسنات هذه الألف الأصل فيها مائة، لكن الله ضاعف هذه الحسنات، وجعلها عشرات، الحسنة بعشر
أمثالها، هذا على أقل تقدير.
فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه، خفت موازين حسناته، ورجحت موازين سيئاته عليها فهذا أمه هاوية، {فأمه هاوية} [(9) سورة القارعة] والهاوية: اسم من أسماء النار، نعوذ بالله منها، الهاوية هذه أمه؛ لأنه يأوي إليها، ويصير إليها كما يصير الطفل إلى أمه، يأوي إليها، وتحتويه، وتحتضنه النار كما تحويه وتحتضنه أمه، فهذا أمه النار؛ لأنه يلازمها ويأوي إليها، كما يأوي الطفل إلى أمه.
ومنهم من قال: إن معنى قوله -جل وعلا-: {فأمه هاوية} [(9) سورة القارعة] يعني أنه يهوي على أم رأسه في النار، نسأل الله السلامة والعافية، يهوي في النار على أم رأسه منكسا، نسأل الله العافية.

{فأمه هاوية * وما أدراك ما هيه} [(9، 10) سورة القارعة] أيضا هذا أسلوب تهويل لهذه النار، {وما أدراك ما هيه} [(10) سورة القارعة] الأصل (ما هي) وما أدراك ما هي، يعني النار، والهاء هذه هي هاء السكت، كما في قوله -جل وعلا-: {ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه} [(28، 29) سورة الحاقة] يعني ما أغنى عني مالي، وهلك عني سلطاني، لكن هذه الهاء تسمى عند أهل العلم هاء السكت، وهي ثابتة في الوقف والوصل، ومنهم من يحذفها في الوصل، لكن القراءة إنما ثبتت بإثباتها، فسواء قرئت وقفا أو أصلا فهي ثابتة."
وكعادة المفسرين الذين يتمسكون بالروايات جعل الكاتب وجود ميزان حقيقة كميزان البيع والشراء وكأن الله تعالى عن ذلك تاجر يبيع ويشترى وهو كلام يعارض كتاب الله فقد بين الله ان المقصود بالوزن هو الحق فقال :
"والوزن يومئذ الحق"
والمقصود كما فسره الله أن الحكم هو الحكم العادل كما قال :
"ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا "
ومن ثم ثقل الموازين يعنى صلاحية الأعمال وخفة الموازين تعنى سوء الأعمال كما قال تعالى
"ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون "
وقال أيضا :
"ليجزى الذين أساءوا بما عملوا "
ولو كان هناك ميزان كميزان البيع والشراء فى القيامة فلماذا يعطى الله الكتب فى اليمين والشمال فالكتاب المعطى فى اليمين هو حكم المسلمين بالجنة والكتاب المعطى فى الشمال هو حكم الكفار بالنار







رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 03:46 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة