أخي خالد
أشهد الله أن لك في ضميري محبة فيه أسأله أن تكون خالصة لوجهه الكريم ، وأن يجعل لنا بها ظلاً يوم لاظل إلا ظله
من منطلق هذه المحبة ، ومن إدراك لغيرتك على دين الله وأمة محمد
أخي لازلت أتذكر أحد طلاب الشيخ محمد بن عثيمين " رحمه الله " حينما ثار على الشيخ مطالباً إياه بحث الشباب على الجهاد ، متسائلاً لماذا يمنعون من الخروج للجهاد
الرجل كان منفعل بشكل كبير ، لكن الشيخ رد عليه بكلام عن كبح جماح العاطفة ، وأن نتمحور حول الدليل
طيب
أنا أسألك يا أخ خالد
دعك مما يدار من تحت رقعة الشطرنج
دعك من امبراطوريات المال التي تدير العالم ، باسم البنك الدولي
دعك من الأسماء التي تصنع قبل الانتخابات بسنين ، وتلمع في جميع وسائل الاعلام ، وتدعم بمئات الملايين في حملاتها الانتخابية ، لتحقق بعض القرارات السياسية التي تحقق أهداف تلك الامبراطوريات
دعك من التلبيس الحاصل للناس ، والغسيل الفكري للمجتمعات الغربية عبر وسائل الاعلام
دعك ودعك ،،،،،،، ولا نريد ما تحت الطاوله
فقط لنتوقف حول احصائية الـ 60 بالمئة التي دار عليها حديثك
الاحصائيات يا أستاذي مسألة ليست قطعية ، ولايمكن أن تعتبر دليل واضح قاطع ، يمكن أن نقيم بموجبه حجة شرعية نسفك فيها دماء حرم علينا سفكها ، أو سبي مال ليس لنا فيه حق
ولو بحثت عن احصائيات أخرى لوجدت ما يخالف ، بل إن شعبية بوش الآن أظن 29% فقط ، بسبب حربه على العراق ، قد تقول بسبب ما جناه على دولته وليس حباً فينا ، ولكن اقول لك أيضاً أن هناك من هو ضد الحرب كمبدأ إنساني
لكن
لنبق في دائرة إحصائيتك
60% ، هؤلاء أعداء محاربين يريدون قتالنا ، ويتمنون زوال أمتنا من هذا الوجود
طيب قلنا بجواز قتلهم عن بكرة أبيهم ، وسبي نسائهم وأموالهم وأطفالهم
طيب والـ 40% ، ........ ماذنبهم ؟
بأي عذر نواجه الله تعالى باستباحة دمائهم ؟
أظن أبا عبد الله كان تأصيله هنا أعمق من تأصيلك بناء على الاحصائيات ، الشيخ رأى بما أنهم جميعاً " دافعي ضرائب " وتلك الضرائب يحارب بها المسلمين ، فبناء على هذا كلهم محاربين ويجوز قتلهم !
ولا شك في شذوذ هذه الفتوى ، وهي غاية في الغرابة والنكران ، ولم يقل بها احد من علمائنا المتقدمين ولا المتأخرين ، غفر الله للشيخ ودله على الحق
الواقع الذي حللته أخي خالد وخرج به هؤلاء الـ 40% ، ماذا سيكون حكمهم ؟
هل سنضيفهم لمسألة الترس أو التترس !
أم سنقيم ما حفظ الله به لهم حقوقهم ؟
أن أنصفهم بالعدل الذي أمرنا به الله عز وجل فأتهم بالمخذل والمداهن ، أو المتزلف ، أو حتى " المخنث فكرياً ! " ، أحب إلي من أن أنساق وراء عاطفة المطبلين ، فألقى الله وفي عنقي حرمات وأموال ودماء معصومة
يا أخي خالد ، يقول الشيخ محمد الحسن الددو ،وهو عندي من العلماء المعتبرين الذين يصح اجتهاد مثلهم ، بل وفي أقواله من التمسك بالدليل ما يجعلك تستند إلى قول مثله ، يقول " حفظه الله " :
التعايش والتفاهم والتعاون بين الأمم المختلفة أمر تحتاجه الانسانية حاجة ماسة ، وقد شرع الاسلام التسامح وأمر بالعدل والرحمة والبر بين البشرية ، قال تعالى : " لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم "
أتمنى ألا أكون قد أثقلت في مثل هذا الحديث ، ولكني لم أجد أنسب من مثل هذا المقام لمثل هذا المقال ، لكن تبقى إشكالية عدم رغبتك في تقرير ما تعتقد من أحكام شرعية مترتبة على كلامك ، ولعلك معذور في هذا ، وإن كان اللبيب بالاشارة يفهم 
عموماً
حفظك الله وحرسك بعينه التي لا تنام عن كل ماتكره
أسأل الله أن يرينا وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، ولا يجعله ملتبساً علينا فنضل
دمت بخير