لماذا لست ناقدا يا عزيزي فالنقد قبل أن يكون علما هو موهبة وذوقا فبمجرد تذوقك للشعر أنت تنقده الآن .فالبردوني يعجبك شعره ونازك لا يعجبك شعرها إذن أنت الآن نقدت .
عزيزي أنا حين رددت عليك آنفا لست أنكر في ردي وجود الصورة الشعرية الحسية عند العميان كلا ولكني أقول أنهم يهربون منها إلى الصورة السمعية ، وإلا فبشار عنده صورة حسية أجاد فيها كثيرا على قول الكثير من النقاد القدامى من مثل قوله :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا .. وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
وصف لا يمكن للمبصر حتى أن يأتي بمثله فضلا عن أفضل منه ، ومن ناحية أفضل منه من المبصرين قول العسكري أن بيت امرئ القيس الذي يقول فيه :
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا .. لدى وكرها العناب والحشف البالي
أفضل من بيت بشار الآنف الذكر ( كأن مثار النقع ) والكثير من نقا عصره عارضوه .
كذلك قول أبي العلاء في رسمه لصورة بديعة لم يسبق إليها :
فكأني ما قلت والبدر طفـل وشباب الظلماء في العنفوان
ليلتي هذه عروس من الزنج عليهـــــا قلائد من جمــــــان
الذي أعنيه يا أستاذي ماجد هل تتوقع برأيك أن الشعراء العميان يهربون من الصورة الحسية إلى السمعية لتجنب الفشل ؟ أم أن الشعراء الثلاثة العمي ناجحون حتى لو اتجهوا إلى السمعية ؟
أعتقد أن التهمة بهروبهم إلى السمعية تهمة ناقد يعتمد على المنهج النفسي ذلك أنه يرى من خلال دراسته لنفسية الشاعر أن الشاعر بفرط حساسيته المعهوده يحاول أن يبهج الناس بالصور ــ السمعية ــ الرائعة ويحاول أن يتجنب التوغل في مهاترات ومصادمات مع النقاد ــ من خلال الصور الحسية ــ لكي لا يفقد بريقه فبذلك يحاول الإجاده عبر السمعية .. هذا ما أعتقده من إجراء الناقد تهمة الاتجاه إلى السمعية عند العميان .مارأيك ؟ .
حتى أنا دخلت مجال النقد .. ربي أسألك العفو فسامحني .. اللهم لا تسقط هذه الوريقات بيدي حسن الهويمل أو عبدالله الغذامي أو جابر عصفور .. أو أي أحد قديم وحديث فإني مللت من الضحك على ما أقول .
لم أقرأ الكتاب وسأحاول الحصول عليه .
تقبل تحياتي
التوقيع
كن عطوفا .. فكل من تقابلهم في هذه الحياة يخوضون معركة صعبة ..
العرض الشجري