[align=center]الحلقة الثانية
((أحداث على الطريق ))[/align]
[align=center]
وفي ذات يوم بينما القافلة تسير وقد أعياها التعب وأنهكها المسير
إذ بمجموعة من اللصوص يعترضون طريق القافلة
ويجبرونها على التوقف
فماهي إلا معركة يسيرة رجحت بها كفّة اللصوص وانهزم أصحابُ القافلة لايلوون على شيء والناجي منهم هو من نجا بنفسه ..
فهام إبراهيم على وجهه في الصحراء كما هام بقيةُ أصحابه
فأحس بأن حُلمُه الذي كان ملء سمعه وبصره قد طار وتلاشى
فدب إليه اليأس وأيقن أن لا أمل في تحقيق شيء من أُمنيته التي ظن في بادي الأمر أنها قاب قوسين أو أدنى من التحقق قبل ذلك أما الآن فالمصيرُ مجهول والأماني أصبحت سراباً الوجود لها .
فآوى إلى غار ليستريح فيه بعد يوم حافلٍ بالألم والمشاق وقدماه لاتكادُ تحملانه ممّا به من همٍ ونصب فماهي
إلا أن وضع رأسه فراح في سباتٍ عميق
فلمّا استيقظ من نومه حاول إيهام نفسه أن مايراه الآن هو مجرّد حلم مزعج وأنه لايزال في نومه
ولكن هيهات فإن مايراه الآن هي الحقيقة ماثلة أمام عينيه
فبدأ عبثاً يتحسّس الغار لتسلية نفسه فقد تساوت لديه كفّتي الحياة والموت
بل أن مايراه الآن هو الموت البطيء فأخذ عبثاً يتنقلُ في الغار ويسبر أغواره
ويدخلُ في متاهاته في ظلام دامس غير آبه بما قد يفاجئه نظراً لما أصابه من إحباط
فليس طعم الموتِ داخل الغار بأشد من طعمه خارجه وليس في الإمكان أكثرُ ممّاكان فالمصيبة التي حلّت به الآن لا يعدلها في نظره أيُ مصيبة وقد يرى أن الموت الآن قد يضع حدّاً لمعاناته ولكنه إبراهيم الرجلُ المؤمنُ بالله لايمكن أن يقدم على جلب الموت لنفسه ..
إلى اللقاء في الحلقة القادمة ..........[/align]