[align=center]سطور مضيئة ..من أعماق أسرة العضيب في بريدة
كل من لاقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن
يئن المرء ويحن في هذه الدنيا مثقلاً بآلامه وجروحه التي قد يشعر بها من حوله وقد لا يشعر بها سواه ، فعندما يفقد الإنسان حبيباً له أو يصاب بمرض عضوي أو نفسي أو نقص في متاع الدنيا فإنه يفقد بذلك معايشة الناس والاستمتاع بالحياة ويتنازل عن طموحاته التي تشغل باله محاولاً تحقيقها من خلال سعيه لكسب ثقة الناس واحترامهم له ليتبوأ مقعد صدق في المجتمع وليكون عضواً بارزاً فيه ، كلمته مسموعة وشفاعته مطوعة فإذا شع نوره في الأفق وبدأ تحقيق طموحاته وقطف ثمرات سعيه وبدأ الناس يهتدون بضوئه ويستنيرون بأفكاره ثم فجأة تنطفئ الشمعة وتتهاوى الطموحات ويخيم الإحباط في محيط الأسرة عند ذلك يشعر الإنسان بأن هذه الدنيا لا أمان لها ولا استمتاع فيها ولا وصول لغاية من غاياتها وليست لأحد دون أحد وقد قال الشاعر :
هي الأيام كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
إنني هنا أحيي أسرة العضيب تلك الشجرة الخضراء التي غرسها الشيخ عبدالله بن موسى العضيب عام 1301من الهجرة واستمر يسقيها حتى تألقت وعانقت أغصانها أضواء الشمس وتصدرت مقاماً عالياً في المجتمع وسرعان ماغاب ورحل هذا الرجل المحبوب ولكن هذه الأسرة ..
إذا غاب منها سيد قام سيد ..
فقد حمل الراية من بعده ابنه البار الشيخ موسى بن عبدالله العضيب - رحمه الله- هذا الإنسان الذي سرعان ما اشتهر بالرجولة والشهامة وكسب ثقة الناس وإعجابهم من خلال سيرته الحسنة وإحسانه إلى الناس ، وكان مواطناً صالحاً مخلصاً أرضعته أمه عشق الوطن ، تولى مناصب عديدة حتى أصبح من وجهاء المجتمع وعضواً بارزاً فيه واستحق بذلك قول الشاعر :
أحسن إلى تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
بكى لموته آلاف الناس وسجلت بمحاسنه أشرطة الكاسيت ونشرت فيه مقالات عديدة وسجلت باسمه معالم وقاعات في بريدة ولاتزال ذكراه العطرة على كل لسان .
وبعدما التأمت الجراح بدأ النزف من جديد والتهبت نار الأحزان مرة أخرى بفقد ابنه الشاب أحمد بن موسى العضيب الذي لحق بأبيه في شهر شوال المنصرم ، وهكذا الدنيا لاتدوم لأحد ولا يهنأ فيها أحد ، نهار يتلوه ليل وليل يعقبه نهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وزبدة موضوعنا هنا أن هذه الأسرة أباً عن جد كانوا قادة مخلصين في التربية الحسنة صنعوا رجالاً صالحين يشار إليهم بالبنان حملوا راية الأسرة خفاقة في سماء المجتمع وصنعوا تاريخاً خاصاً بهم كله أمجاد وقيم وأخلاق نبيلة تعرفهم عند الحاجة إليهم ، لايبخلون بشيء مما أوتوا ، هؤلاء الرجال هم أبناء المرحوم موسى العضيب ..علي ومحمد وخالد وعبدالسلام وعبدالمحسن وعبدالله وعبدالمجيد هؤلاء هم الذين حملوا الراية بعد أبيهم وأقسموا على أنفسهم أن ينهجوا نهجه ، وأن تبقى راية هذه الأسرة مرفوعة ومقامها عالياً في المجتمع لايضرهم من خذلهم ولا من عاداهم إلى يوم يلقون ربهم .
فحيوا معي هؤلاء الشباب وكل من حذى حذوهم .
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
د. ص.ع.ت أبو سلمان[/align]