حزام الامان
اسمي
ام المقداد
إليك ياابني تفسير الآيه
لدى كبار المفسرين...
يقول ابن كثير: "بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض" أَيْ لِأَنَّ الرِّجَال أَفْضَل مِنْ النِّسَاء وَالرَّجُل خَيْر مِنْ الْمَرْأَة وَلِهَذَا كَانَتْ النُّبُوَّة مُخْتَصَّة بِالرِّجَالِ.
و يقول الطبري: "بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض" يَعْنِي بِمَا فَضَّلَ اللَّه بِهِ الرِّجَال عَلَى أَزْوَاجهمْ مِنْ سَوْقهمْ إِلَيْهِنَّ مُهُورهنَّ , وَإِنْفَاقهمْ عَلَيْهِنَّ أَمْوَالهمْ , وَكِفَايَتهمْ إِيَّاهُنَّ مُؤَنهنَّ. وَذَلِكَ تَفْضِيل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِيَّاهُم عَلَيْهِنَّ.
و يقول القرطبي: اِبْتِدَاء وَخَبَر , أَيْ يَقُومُونَ بِالنَّفَقَةِ عَلَيْهِنَّ وَالذَّبّ عَنْهُنَّ ; وَأَيْضًا فَإِنَّ فِيهِمْ الْحُكَّامَ وَالْأُمَرَاءَ وَمَنْ يَغْزُو , وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي النِّسَاء. ثم ساق مواضع عديدة لنزول الآية.
و في الجلاللين: "الرِّجَال قَوَّامُونَ" مُسَلَّطُونَ "عَلَى النِّسَاء" يُؤَدِّبُونَهُنَّ وَيَأْخُذُونَ عَلَى أَيْدِيهنَّ "بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض" أَيْ بِتَفْضِيلِهِ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ بِالْعِلْمِ وَالْعَقْل وَالْوِلَايَة وَغَيْر ذَلِكَ.
[glow1=993366]ثم نأتي للشرح البلاغي واللغوي
لنصل لفهم المعنى.[/glow1]
إن استعمال القرآن تعبير "بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ" هو استعمال بلاغي معجز يتماشى مع اعجاز القرآن و دقته البالغة في جميع تعبيراته. فلو قال الله عز وجل بما فضل الله الرجال على النساء، و جعله تفضيلاً مطلقاً لجاز لأستاذة الجامعة ذات العقل و الكمال أن تحتج بأنك لن تعدم أن تجد رجلاً أمياً جاهلاً سئ الخلق قليل الدين، فكيف تجعله فاضلاً لها أو لغيرها من كثير من النساء الخيرات العاقلات. هذا الصنف من الرجال ليس فاضلاً لهن لا بالمقاييس الدينية و لا الدنيوية. و أياً كان مقياس التفضيل الذي تختاره سواءً كان عقلياً أو نفسياً أو حتى جسدياً فهناك مئات الأمثلة التي ستنقض قضية التفضيل المطلق. ربما سيقول البعض هو الإستثناء الذي يثبت القاعدة و لكل قاعدة شواذ. و لكن هذا الدفع لا يستقيم إذ أنك لو اخترت أي إمرأة من الغالبية الساحقة من النساء فأستطيع أن أجد لك رجالاً كثر أقل منهن في الدرجة، و لو أخذت أي رجل من الغالبية الساحقة من الرجال لوجدت لك نساءً أكثر منهن موهبة و علماً و فضلاً. و لنعد إلى التعبير القرآني.
إن تعبير القرآن المعجز في هذه الآية إنما يدل على أن تفضيل الرجال على النساء ليس تفضيل كل على كل و إنما هو تفضيل أبعاض على أبعاض. فكل رجل أو جماعة من الرجال يقابله من النساء من هن مفضولات بهم. و كل إمرأة أو جماعة من النساء يقابلهن من الرجال من يفضلونهن. كل رجل تقابله إمرأة يفضلها، و كل امرأة يقابلها رجل هي مفضولة به. و ليس كل رجل فاضل لكل امرأة و لا كل امرأة مفضولة بكل رجل. الأمر أشبه بسلمين متجاورين أحدهما أعلى من الآخر. في أول كل سلم و آخره تستطيع أن ترى أيهما الأعلى. أما إن نظرت إلى الوسط فلن تستطيع أن تجد الفرق. تستطيع أن تصل خطاً من كل درجة في السلم الأعلى إلى درجة مقابلةفي السلم الآخر بحيث ترتبط كل درجة بدرجة أقل منها. لكن الفارق هو أنك في حياة البشر لن تجد هذه الخطوط الواصلة، و بالتالي فباستثناء طرفي كل سلم من الإثنين فإنك لا تستطيع أن تميز الفاضل و المفضول.
الكاتب:ابن الشيخ
ارجو ان يكون الشرح
واضحا يابني..