العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 27-06-03, 02:41 pm   رقم المشاركة : 2
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

تصدع قلاع التربية القمعية ( 2 - 4 ) :
تشكلات الثقافة المقموعة : الحداثي والتراثي
ما يحدث في المشهد السياسي العربي ،ليس ظواهر منعزلة منفردة، لأنه الوجه البارز من أضلاع مثلث الفساد: السياسة والثقافة(التصورات) والأعراف والتقاليد الاجتماعية(التصرفات) ، فقد تبادل السياسي والاجتماعي والثقافي التأثر والتأثير،وانخنق الإنسان، جوف هذا المثلث .

ولذلك نماذج من الأنماط الشائعة: ذلك المثقف الذي قرأ أكثر من ألف بحث وكتاب،ليس فيها ما ينبهه على أهمية المناداة بقيم السمو المدني كالشورى/الدمقراطية وحقوق الإنسان، فضلا عن ذالك المثقف لايدرك أهمية المناداة بالدستور، فضلا عن ذلك الذي كره أن يكون داعية أومناضلا، وذلك المثقف الذي اعتكف في كهوف التراث، يطوف بالأضرحة باحثا عن عيون وكنوز التراث، وذاك الأكاديمي الذي شغلته أبحاث ترقيته عن ترقي المجتمع.
وذاك الشاعر الضليل الذي صف الكلمات المتقاطعة، شعرا غامضا زعمه حرا،من شعر مابعد الحداثة، ونسي أن حرية الشعر مضمون قبل أن تكون لفظا، وأن مجتمعاتنا جوعى إلى الحداثة السياسية، ولم تصل بها التخمة إلى البحث عن مابعد الحداثة الأدبية.وذو البرج العاجي الذي فضل الانعزال، كي لا يلوث (الرعاع) ذهنه، ويقطعوا عليه سلاسل(أغلال) إلهامه وأفكاره. وذالك الأديب الذي قطِِع علائق الإبداع بالمجتمع، واعتبر الرسالة الاجتماعية في الفن والأدب وعظا حقيرا.
من تجليات الذهن المقهور؛ رواج أدب الرمز والغموض، فكان أفضل إبداعنا قصصا وروايات،وصارت كليلة ودمنة؛ نموذجنا في البلاغة والبلاغ، حتى امتطاها من لم يتمرسوا بفنها، كي يريحوا ضمائرهم، من دون دفع ثمن الوضوح.
كيف تتقدم مجتمعات يمشي مثقفوها لواذا، ويهمسون عبر كواليس الرمز والغموض؟، وكل منهم يأخذ فتوى الشاعر الرصافي على محمل الجد، ويردد في سريرته :
يا قوم لا تتكلموا إن الكلام محرم
موج السياسة فاتركوا أبدا وإن لا تندموا
لا يستحق كرامة إلا الأصم الأبكم
إن قيل إن بلادكم يا قوم سوف تقسم
فتحمدوا وتشكروا وترنحوا وترنموا
هذا نمط من المثقفين

2-التراثيون القابعون:
وثمة نمط آخر من تجليات الذهن المقموع، إنهم التراثيون القابعون، الذين اجتروا التراث الماضي، دون أن يشعروا بآفاته، وأغفلوا أن الفكرالديني الشائع-في صيغته العباسية-(الإسلام العباسي) يهمش القيم المدنية،وأن هذا التهميش عاهة خَلْقية، منذ حملت به أمه الأموية وولَدته قابلته العباسية، إذ لم يتح له جو الحرية،لكي يوَصِِف الإسلام كما تنزل، فوصََفه كما تأول وتشكل، فلما أخطأ في التوصيف والتعريف أخطأ التفريع، رغم أن رموزه الذين كتبوه من سلفنا العباسي الصالح-رحمنا الله وإياهم-، لكنهم عاشوا في مناخ كسروي صحراوي كاتم غير صالح،فوصََفوا الدين توصيفا مختلا،-وهم لايشعرون.
وعندما جاء العصر الحديث وظهرت المطابع؛استفاد التراثيون المقموعون؛ من المطابع والوسائل الحديثة، وأمعنوا في إعادة إنتاج الصياغة العباسية(الإسلام العباسي)، وزادهم احتماءا بها الخوف على الملة من الضغط الحضاري الهائل، وهو خوف مشروع، لكنه دفعهم إلى تصرفات غير مشروعة، فأقاموا بنيان سد الذرائع، وهو سد ألجأ الأمة بعد سقوطه إلى نفق الضرائر.
وارتاحت السلطة العربية؛ إلى هذا التدين الأليف، الذي علمه كسرى مالم يعلم: وهو أنه لاسياسة في الدين،ولا دين في السياسة، فشجعته-عندما قمعت حركات الإسلام السياسي كالإخوان المسلمين-، لأنه لا يصدع استبدادها وفسادها؛ بنقد أو احتجاج ذي بال، فلا يركز على فرائض الإسلام في العدالة الاجتماعية، ولا في حفظ المال العام،ولا في الإدارة، فضلا عن الحرية والكرامة.
مكتفيا عن الجهاد المدني وقول كلمة الحق أمام السلطان الجائر بالدعاء له،-كما صرحت بعض كتب العقيدة المعتبرة من أمهات كتب السلف العباسي الصالح -،أو بالدعاء عليه في القنوت بسلاح الأسحار، حيث يخبئ القانت ظلام الليل عن عيون النهار، ويكفي أن يقال: (ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا)، وبذلك ينسدل الستار، وكلام الليل يحيق به عمل النهار.
وكدأب أي عقل مقموع، لم تثمن التيارات السلفية المترهبنة القيم المدنية، فلم تستطع أن تبني على أفكار شيخ الإسلام الإمام ابن خلدون الذي قدم أفكارا مبتكرة، في أسباب شيخوخة الحضارة الإسلامية،مشخصا المرض الصحراوي، ولا شيخ الإسلام الإمام المجدد الشاطبي، الذي قدم أساسا صالحا لبناء القيم المدنية.
وبدلا من أن يبني السلفيون مرجعية إسلامية، لمنظومة المجتمع المدني، كالشورى/الدمقراطية،وحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني، حاربوا فكرة الدستور، وفكرة الدمقراطية، وفكرة الفصل بين السلطات، وفكرة سلطة الأمة، وفكرة المواطنة. لأنهم حكموا على أشياء لم يعرفوا كنهها، لم يعرفوا الموضوعات والعلوم والوقائع، التي يطبقون نصوص الشريعة عليها،لكي يحسنوا الحكم عليها قبولا ورفضا، فكان الموقف الخاطيء من عديد من المستجدات؛ نتيجة خلل في تطبيق قاعدة "تحقيق المناط"،حسب مصطلح أصول الفقه.

2- العقل المقموع يقدم مظاهر الحضارة على المضمون: :
حداثتنا كمحافظتنا-إذن- كلتاهما دلفين أليف، من تجليات الذهن القموع، في جوف المثلث السياسي الثقافي الاجتماعي،والعقل المقهور يحسن الامتصاص والنقل، ويجيد النسخ والتقليد والتجميع كالنمل، ولكنه لايحسن الفرز والاختيار والتركيب كالنحل. وجهان اثنان لروح واحدة مقموعة:وجه يقلد الغرب وآخر يقلد التراث،محافظة انكماش، مقابل حداثة انبهار.
ولذلك لم يستطع العقل العربي عندما وقف أمام الحضارة الغربية، أن يفرز مافيها من مناسب وغير منسب، ولاما فيها من جوهري وثانوي، فأنتجنا سلما تربويا مختلا ممسوخا، يتم ترويجه حسب عقلية الوسط الاجتماعي، فهو في بلدان روح الوطنية، وفي أخرى روح القومية، وفي ثالثة روح الإسلام، وهو في الحقيقة روح كسروية وصحراوية، مذرور عليها مقبلات من شذرات علمانبة أو إسلامية.
سبقنا الصين واليابان والروس في الاحتكاك بالحضارة الغربية، ولكننا أخفقنا في ما نجحت فيه، لأن تلك الأمم آثرت ترجمة العلوم التقنية التطبيقية وأسسها البحتة، وطوعتها لتربتها الخاصة.
أما نحن فأردنا أن نصبح قطعة من أوربا، بخيرها وشرها، كما دعا طه حسين، وكما فعل أتاتورك والخديوي إسماعيل. فكانت أغلب مترجماتنا في الأدب والقصص والمسرحيات، فقدمنا الملاعب والملاهي، على المصانع والمخترعات، واهتممنا بأنواع الأطعمة والمشروبات، والمركبات والسيارات، والرياش والملبوسات، وأنواع الترف والترفيه،ونشرنا في مجتمعاتنا الفواحش والمنكرات.



يتبع.......







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا

 
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:09 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة