هذه القصة التي ذكرتها حادثة عين لا تعمم على المجتمع كله ، وليست كل البنات بهذه الحالة .
واعتقد أن زمن إجبار البنت على زوج معين قد ولى بل الواقع بخلاف ذلك، فتجد البنت والأم يطبخون الموضوع مع أهل العريس ويحددون موعداً للخطبة والأب لايدري عن شيئ إلا بعد أن تخبرة الأم بأن هناك من سياتي لخطبة فلانه .
أقول هذا السيناريو هو الواقع الآن ــ ولا أقول كل الزواجات بهذه الحالة ــ .
00 أما بالنسبة لاختيار الزوج فهو بين الأب والبنت ، فالأب ليس ملزماً أن يعرض على بنته كل من يتقدم لها ، فقد يتقدم السكير والمدمن والعاطل عن العمل والبخيل وسيئ الأخلاق .
لكن اذا تقدم رجل كفؤ ، يستطيع أن يوفر الحياة الكريمة لابنته عرضه عليها ، وأخبره بكل أحواله وظروفه ، فإن ناسبها وإلا اعتذر له .
ولا يحق للبنت أن تختار رجلا عن طريق صديقاتها وتفرضه على أبيها ، فإن لم يوافق اقامت الدنيا ولم تقعدها ، فربما يكون لدى هذا الرجل من الصفات ــ التي يعرفها الأب عند السؤال ــ مالا يناسب ، فالأب حريص على مصلحة ابنته لأنها قطعة منه ، ولن يتهور بتزويجها غير الكفؤ لأنه أخو صديقتها أو عن طريق جارتها ، لكن أحياناً يكون عند البنت قصور في ادراكها فتعتقد أن أباها ضد مصلحتها ، فترفض كل زوج يتقدم عن طريق الأب ، فتضر نفسها من من حيث لاتعلم .
وهذا ليس تزكية للآباء ، فمنهم ـــ وإن كان قليل ـ من يتساهل باختيار الزوج ويكون همه المركز الاجتماعي أو الثروة التي يملكها الزوج ، أو رغبة في مصاهرة هذه الأسرة ، دون النظر لكفاءته ، وهذا بلا شك خطر عظيم وظلم للبنت .
00 الحاصل من هذا كله أن المسألة دائرة بين البنت وأبيها ، فإن كان الأب عاقلاً عارفاً بعواقب الأمور حريص على أهل بيته ، فالواجب أن تثق البنت بحكمته وعقله واختياره ، ثم بعد ذلك تستخير وتقرر .
وإن كان الأب غير ذلك فتستشير من تثق برأيه وحكمته من أخ أو عم فيسأل عن الرجل ، لأن البنت ـ بحكم سنها وعدم اختلاطها بالرجال ـ لاتستطيع أن تسأل هي .