السلام عليكم ورحمة الله ...
بعيدا عن شخص الوزير - وفقه الله - أرى أن الشباب السعودي يريد من يعطيه مرتبا عاليا يواجه به مصاعب الحياة الحالية غي ظل سيطرة النظرة المادية على المجتمع وليس بحاجة لمن يقنعه بأن يتقبل هذه المهنة أو تلك.
هذه نقطة، أما النقطة الأخرى فهي أن وزارة العمل أخطأت بالسعي إلى سعودة الوظائف لأن المصطلح - من وجهة نظري الشخصية - خاطئ من أساسه.
نحن ياسادة بحاجة لتوظيف السعوديين لا سعودة الوظائف ... بحاجة لتوفير دخول لعدد من الشباب العاطلين لا منع استقدام العمالة من الدول الأخرى مهما كانت المبررات.
لو سعى المسؤولون إلى توظيف السعوديين لربما نجحوا في ذلك فيما هم فشلوا فشلا ذريعا في سعودة الوظائف.
أما لماذا الفشل؟ فلأسباب يطول تعدادها لكن منها التخبط في اختيار المهن المستهدفة؛ فليس من المعقول أن نبدأ بمهنة الحلاقة ونحتفل بدعم السعوديين للعمل بها وهي المهنة التي ماتقبلها المجتمع قبل الطفرة ونترك مهنة كالتدريس والمحاسبة وغيرها ولكم أن تتصوروا أنني قد قابلت قبل ثلاث سنوات مسؤولا عن إحدى المدارس الأهلية يقابل معلمين للغة العربية في إحدى الدول العربية ليستقدم أصلحهم للعمل في المنطقة الوسطى ، وأبناؤنا من سنوات لم يتم توظيفهم في هذا التخصص.
الأمر الآخر هو عدم الجدية في تطبيق الأنظمة والتراجع عنها سريعا وللتمثيل انظر لمسألة سعودة مهنة بائع ذهب ، وسائق أجره بل حتى بائع الخضار والتي نجحت إلى حد كبير بدأنا نرى بعض التساهل في تطبيقها.
ولنعرج على عدم وجود حد أدنى للمرتبات وهذا من وجهة نظري أعظم العوائق، فكيف لشاب سعودي مطالب بفتح بيت والدخول في معمعة ( أختي معها جوال جديد ، وبنت عمي بتعرس ، وخوالي راحوا للطايف ) كيف لهذا المسكين أن ينافس من يقتات الخبز والزبادي وبعضا من مبيعات المطاعم المملكوة لزملائه من الباطن؟!!
بل كيف لمن يحتاج ليعمل عمره كاملا ليتحصل على قيمة منزل يستظل تحت سقفه في مقابل من قيمة البيت في بلده لايتعدى خمسين ألف ريال سعودي؟!
ثم تعال معي لساعات الدوام .. ترى العجب والعقدة التي لاحل لها ؛ شاب سعودي بمقتبل العمر لديه عائلة وأصحاب في مقابل مغترب ليس لديه من الهم في هذه الفترة من حياته سوى هذا المحل أو السيارة ( فيما لوكان سائق ) حتى إن بعضهم يعيش داخل المحل لايغادره إلا قليلا!!!
أخيرا أقول للمسؤولين لاتقبلوا رؤوسنا .. أدوا ماعليكم من أمانة .. وعاملونا كإخوانكم .. ودعوا الباقي لنا.
وفروا لنا وظائف بمرتبات تتناسب مع مصروفاتنا ولاتغفلوا العقد الاجتماعية التي لسنا مسؤولين عنها وسنحتاج لعقود متتالية لحلها ..
افعلوا ذلك، ولكم من يقبل رؤوسكم حتى لوضاعفتم عدد العمالة الوافدة فاللهم ارزقني وارزق مني.
هذه وجهة نظري .. كتبتها كما لو كنت نطقتها .. دون مراعاة للتنميق والتمحيص .. فعذرا على عدم الترتيب .. والإطالة.
وتقبلوا خالص تحياتي .. ودعواتي للجميع بالتوفيق