اليس من الصعب الحكم على النوايا يا أمير المومنين ؟
( ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه ).
لقد اختلط عندنا الحق بالباطل فكيف نميز بينهما ؟
( الباطل أن تقول سمعت والحق أن تقول رأيت (...و) الراضي بفعل قوام كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به وإثم الرضى به. (...و) من صارع الحق صرعه).
الكلام عن الظلم كثير يا أمير المؤمنين، أين يبدأ وأين ينتهي ؟
( أُذكر عن الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك ).
لقد أصبح الظلم من معالم أمتنا يا أمير المؤمنين ؟ فكيف المنتهى ؟
( الظلم ثلاثة: ظلم لا يُغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب. (...و) يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. (...و) يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم ).
الفوضى كبيرة يا أمير المومنين، فالحر يُذل والأوغاد يرفع شأنهم وينالون الحظوة فأين العدل ؟
( العدل أفضل من الشجاعة، لأن الناس لو استعملوا العدل - عموما - في جميعهم، لاستغنوا عن الشجاعة. (...و) عاملوا الأحرار بالكرامة، والأوساط من الناس بالرغبة والرهبة، والسفلة بالهوان ).
يعيش العالم المتحضر يا أمير المؤمنين في عصر العلم، بينما نحن نعيش في عصر السحر والشعوذة المتستر بالدين فماذا تقول ؟
( تعلموا العلم صغارا، تودوا به كبارا، تعلموا العلم ولو لغير الله، فإنه سيصير لله. (...و) تعلموا العلم، وإن لم تنالوا به حظا، فلئن يُذم الزمان لكم... أحسن من أن يُذم بكم. (... و) العالمُ مصباح الله في الأرض، فمن أراد الله به خيرا اقتبس منه).
ما الفرق بين العالم والجاهل؟
(أول رأي العاقل، آخر رأي الجاهل. (...و) الجاهل صغير وإن كان شيخا، والعالم كبير وإن كان حدثا. (...لكن ) العالم من عرف أن ما يُعلم في جنب ما لا يعلم قليل، فعد نفسه بذلك جاهلا، بما عرف من ذلك في طلب العلم اجتهادا. والجاهل من عد نفسه بما جهل في معرفة العلم عالماً، وكان برأيه مكتفيا).
أيهما يفضل على الآخر العلم أما المال ؟
( العلم خير من المال. والعلم يحرسك وأنت تحرس المال. المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق.
العلم حاكم والمال محكوم عليه. (... ) إن المال من غير علم كالسائر على غير طريق ).
ليس كل ما يحدث من ظواهر دينية في العالم العربي، ينطلق من الدين حقا، فهل تشاركني الرأي ؟
( أن أخوف الأشياء على هذه الأمة من الدجالون، أئمة مضلون، وهم رؤساء أهل البدع. (...و) إن كلام الحُكماء إذا كان صوابا كان دواء، وإذا كان خطأ كأن داء. (...) إحذر التلون في الدين ).