[align=right]هنا رجل فاقد بوصلته
!
الأمر يا عزيزي ... أن الرجل والمرأة كل منهم يميل للآخر وهذه جبلة مطبوعة فينا , ينجذب فيها الكبير قبل الصغير والشيخ قبل الزاحف ومن قال غير ذاك فشك في أمره !
أما الصنف الذي ذكرته من الفتيات .. فوالله لو جاءتني بينيلوبي كروز بكل غنجها وروعة محياها لما نظرت إليها نظرة واحدة ! , ولأمرت باستبدالها بأحد الكارينوق الآخرين , ولنصحتها بأن تضع على هامتها لوحة مكتوب فيها : للتقبيل حتى تفهم !
يا صاحبي .. أشقى الناس من تعرف على إمراة لم يقرع الغرور قلبها , ولم يخامر عقلها ولم تحدثها نفسها بأنها تسكن القمر لوحدها , فما أتعسى المرأة عندما تكون كالبقرة الحلوب تسمع وتطيع وتصغي وتنفذ وتبيكي وتستجدي في كل وقت ومع كل شخص .. ولو قرأت عن النساء اللاتي أذهبّن عقول عشاقهن لوجدتهم يتصرمون من الوله ويشتكون من تجبرها وغرورها وعدم اشفاقها عليه ..
وهاهو المجنون جميل يجيب أصحابه عندما فضحوا حبيبته بثينة .. فقال :
أتوني فقالوا يا جميل تبدلت ... بثينة أبدالاً فقلت : لعلها !
فمن حر ما به تمنى أن تستبدل غيره حتى لا يظمأ مما فيه , فقد انتهى عزمه وكل جهده , وهو مصير كل من لا يعرف الطريق ولا يستشرد أهل الرشد , فمكرهن أعظم من كيدهن .
ويؤسفني أن أقول لك .. كل من لا يقوى على مثل تلك الطيور الغوانج تجده يلتفت للهزيلات ممن لا تحلم أن يمر بجانبها ظلُ رجلٍ قائم , فتجدها تبيع نفسها للأخضر واليابس وكأنها تخطب في سوق جمعة عن آية " وإذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها !! "
وأحسن من كل ما كتبت لك .. قول ابن حزم رضي الله عنه عندما قال : كل النساء لهن أضداد ومعاول .. فاسحنوا بنيانكم !
وقصده واضح بيّن .. بأن المشكلة ليست في جوهر البنت وحلتها وإنما في ضدها الذي لم يفهم أسس البنيان وعوده .. فالنساء بمشارق الأرض ومغاربه هن متشابهات كثيراً وإن بدا لك غير ذلك , فربانها قلبها وعقلها أذنها .. وأنت إذا تدرجت في حسابك وتعلمك كما يتعلم التلاميذ في المدارس ستجد أن من رأيتها في ديار ( بزاف ) ليست إلا كومة من حنظةٍ وشعير تشكلت على رسم بشر .
وحديثي معك , ليس عن الحلال والحرام ولا المباح والمحظور وإنما عن أطيب ريح تحمله أندر أنثى .. فأعذب ما تكون المرأة في غرورها , وعندما تنظر إليها في مشيتها والأعين تتسمر في كل جزء منها أعجاباً وأنبهارا , وإن بدا من شقائقها الغيرة النسوية المشهورة لأنهن لم يملك ما تملك . وأعلم يا أيها المسهام أن لكل شيء ضريبته .. فكل من قيل أنها مغرورة بين النساء فأعلم أنها أجملهن وكل من تمسكنت بالتواضع فهي أذممهن خلقه , وهذا معروف في قواميس النابهين من الرجال ..
إلا أن تلك الجميلة المغرورة دائماً ما تواجهها مشكلة لا تجد من يفهمها , ويفتح بابها , بكل سهولة ورقة .. والأكيد أن حامل المفتاح لن يكون من أصناف الرجال الذين يخرون على أعناقهم بمجرد رنة هاتف ! وإنما لها رجالها الذين يتفنون في جذبها ويحسنون عسفها فيزيدون جمالها جمالاً وغرورها أنوثة .. ومع أنني أرحم حال المستهام بالضعيفات المتدحرجات إلا أن جميل المصلوب سابقاً - اعني جميل بثينة - سبقكم بالتعذر لأولئك الجميلات فقال بعد بيته السابق :
أتوني فقالوا يا جميل تبدلت ** بثينة أبدالاً فقلت : لعلها
وعل حبالاً كنت أحكمُ عقدها ** أتيح لها واش فهيمٌ فحلها !
وصدقني يوم أن تتدرب في فنون الجمال الحقيقي .. ستعلم أنك عشت وقتاً من عمرك عالبطال !
تحيتي المتجمدة !
[/align]