اخي بعد النفس الاماره بالسوء لا ارى عدوا (داخليا) للأنسان مثل عيونه
فبرغم صمتها وهدؤها النسبي الا انها جبلت على ( الخيانه) لصاحبها فحتى
(اللسان) ذلك المخلوق المشحون بالحركه والنشاط وكثرة العمل الا انه (قليلا)
مايخون صاحبه بل انه يطاوعه حتى بالخبث والكذب والزور والبهتان ولا يتردد في
فعل اي شي يطلبه منه صاحبه ......... الا العيون ...........فليس لصاحبها عليها
من امر مطلقا .......... وتأملي معي الحقائق التاليه :
1- لاتنام العين الا بارادتها ولا تطبق جفونها الا بمزاجها وكم من انسان غضب
من عينه التي ابت ان يغمض لها جفن رغم حاجة صاحبها لذلك النوم*
2- كم عينا ابت وقف ( هل الدموع ) رغم خجل صاحبها واحراجه او حتى رغبته
في وقف البكاء ولكنها .......... العيون ...... التي ابت الا ان تبين عاطفته وضعفه
وابت الا ان تفضحه*
3- كم عينا ( فتحت مصاريعها على اقصاها ) انبهارا قبل ان يفطن صاحبها انه
ماكان عليه ان يظهر انبهاره ولكنها......... العيون...... التي أبت الا أن تفضحه *
4- كم عينا اظهرت الوله والشوق والفرح ( بأجلى ) واوضح معانيه برغم استماتة
صاحبها باظهار عدم الاهتمام بهذا اللقاء ولكنها العيون التي تفضحه *
5- كم عينا اظهرت الكره والحقد ( بأجلى) واوضح معانيه برغم استماتة صاحبها
وحرصه على توزيع الابتسامات (الصفراء) ولكنها ........ العيون ......... ابت الا ان
تفضحه*
6- كم عينا ( عنونت ) تعب وارهاق صاحبها رغم استماتته بعدم اظهار ذلك
ولكنها ......... العيون .............. ابت الا ان تفضحه *
لغة العيون وترجماتها
العيون تكاد تكون المخلوق الوحيد الذي لا يحتاج الى شهود على مايقول
ومايفصح عنه ولولا ان القاعده الشرعيه تقول (ان القاضي لا يقضي بعلمه ولا
بفراسته) لكان يمكن للقاضي ان يصدر احكامه وفق ما تقوله له عيون المتهم
وياخذ بشهادة (عيون ) الشاهد لا بمايقوله لسانه *
وبلغة التعبير عن العيون تفوق بلاغة اساطين الادب وحتى فطاحلة قواعد الانشاء
والتعبير وهي لا تستخدم اي حرف الا بمكانه ومعناه المظبوط على سنتمترية
الحدث بجزئيه المعلن والمخفي فلله درها من مخلوق *
ولولا خشيتي الملل من الاعضاء لما توقفت عن الحديث عن عجائب العيون ولله
في خلقه شئون *
وتقبلوا تحياتي