أخت الأسود:
قد ما يكون طرقتهِ صحيحاً، وأتفق معك فيه حرفيا، ولكن مزيداً من الإنصاف، فالأهل هم الذين قضوا على ابنتهم بتلك الهمجية حين رفضوا أن يجعلوا الزوج يشاهد أبنتهم على حجة أنه ربما ( هون ) ولم يفكروا بأنه ربما يتزوج ابنتهم ويكون قوي شخصية ويجامل ابنتهم أسبوع واحد، ومن ثم يرمي يمين الطلاق، وربما يكون صارح المسكينة وقال والله يا بنت الناس ما أدري وش أقول لكن :" لازم أطلقكِ " تقول وبكل بساطة تقولها. فيقول دعيني أقص عليك وش قلت لمحمد صاحبي :
خالد : محمد. ممكن تشتري لي سيارة بيضاء.
محمد : حاضر إن شاء الله . ولا يصير خاطرك إلا طيب.
خالد : معليش أبزعجك معي شوي، لكن تحملني.
محمد : لا يا خالد أنت تأمر على رقبتي .
خالد : مشكور وما قصرت.
يذهب محمد للمعارض يبحث عن سيارة حمراء، لاحظوا حمراء، ويجدها ويدفع ثمنها للبائع، ومن ثم ينصرف.
محمد: خالد لقد اشتريت لك سيارة جميلة ورائعة وحلوة وفخمة.
خالد : ما لونها ؟
محمد : حمراء؟
خالد : لا أريدها ؟
محمد : كيف لا تريدها وأنت تعرف أنني جلست أسبوعاُ ويوم واحد أبحث لك عنها ، وقد دفعت قيمتها، والآن أنت لا تريدها ؟
خالد : محمد أنت لا تفهم ؟
محمد : ما بك أجننت حين تنعتني بعدم الفهم .
خالد : محمد قلت لك اشتر سيارة بيضاء . وإذا بك تحضر لي حمراء.
محمد : وما الفارق كلها سيارات سواء حمراء أم بيضاء ، وكلها سوف تركب.
خالد : أين المبدأ ، فاختياري يرتبط بدرجة كبيرة بذوقي وأنت لم تعر ذوقي أي اعتبار .
محمد : أي ذوق أي كلام فارغ. لم افهم ما ترمي أليه.
خالد : لا غربة أنك لم تفهم ؟
محمد : وهل باستطاعتك أن تفهمني يا فلتة زمانك ؟
خالد : السيارة التي طلبتها بيضاء، طلبتها رغبة فيها ، وعشقاً بها، وتكحيلاً لعيوني بلونها ؟
محمد : هكذا إذن ؟
خالد : نعم .
خالد : محمد هذه السيارة الحمراء لا تناسبني وليس رغبة بها . فشأنك وإياها .
خالد : مع السلامة.
وتذرف هذه البنت المسكينة دمعة، وهي تتجه إلى بيت أهلها. والجاني الحقيقي لها بطلاقها أهلها .
أما في قولك :
دور الأهل ..
حينما يرون زوجة أبنهم الذي إقتنع فيها مسبقاً ..
فيثرثرون حول قصر قامتها ..
أو صِغر عينيها ..
نعم أهل الزوجة حين يحجبون ابنتهم عن من خطبها ولا يمكنوه من رؤيتها، ولا يقتدون بهدي النبي. مع أنهم بيت محافظ وملتزم ولكن مع الأسف يأتون عند هذه النقطة ويرفضون إتاحة الفرصة للخاطب برؤيتها. وقد رسم لها صوره جيده في مخيلته.
أما أهل الزوج في نظري يرضون ما رضي أبنهم ويقتنعون بما اقتنع به ابنهم فإن رضي العيش مع البدينة أو القصيرة أو الدميمة فهو شأنه وحياته الخاصة، وفي الغالب لا ينقنقون.