[align=center]
[align=center]
لا بد أن يعبر من هنا ,,
شأنه شأن الفرسان الذين يقضمون خبزهم قبل بدء المعركة ,,
شأنه شأن العشاق الذين يقبلون آخر الحروف قبل بدء المعركة ,,
شأنه شأن الخونة الذين يحسبون أرباحهم قبل بدء المعركة ,,
هو الآخر يقضم الطير خبزه ,,يقبِّل العاشق حرفه ,,يحسب الخائن ربحه ,,
وهو يرحل من هنا ,,من فوق رؤوسكم المدججة بالخديعة ,,
ولأنه راحل ,,
لا بد أن يعود ,,
عبر ذات مساء هنا وهو يتجاوز الوطن فقال لي بصوته المبحوح أعجبني ذاك المقال ,,
حينها لم تكن قوافل المارين على سطوري مدحا تساوي بسمة رضا من عينيه ,,
ولم يكن هو إلا آخر زجاجات العطر الفارغة التي احتفظ بها وقت رحيله ,,
يجوب المدن وفي فمه آخر سيجارة ينفث فيها حزنه ,, ثم يصلي ركعتين يغسل فيها خيانته ,,
ولأنه مريض بالرحيل ,,
لا بد أن يعود ,,
قال لي ذات حزن يعجبني لون البنفسج ,, واحتبس بدمعته ,,
ومنذ ذلك الحين والألوان في عيني كلها بنفسج ,,,
حتى الذين يعبرون هنا هم بلون الفراشات ,,
وكل خيانة بعده هي بلون البنفسج ,,,
ولأنه هو ,, هو ,, ولأجل عينيه يجتمع العشق والخيانة في البنفسج,,
يعبر فجرا على أجسادكم المتضخمة ,, عسى أن يدرك الطيف ,,
ولأنه عابر ,,
لا بد أن يعود ,,
[/align]
[/align]