أنت مخلوق عظيم، أختارك الباري جل جلاله ، وكرمك دون سائر خلقه ، وخصك بمزايا وخصائص ، فريدة عزيزة مميزة لك وحدك ..
أنزل لك كتاب عظيم وخصك بتشريع بديع دقيق وثيق، أكرمك بالإسلام ورفع مكانتك وعز وجاهتك؛ لم يجعلك تعبد حجراً ! ولم يجعلك تتبع بقرة! أو تشرك مع الله أحدا ! _تعالى الله وتقدس_، خاطبك الله في كتابة؛ وأخبر عن مكانتك الحقيقة، بأنه استخلفك في الأرض وكرمك وحملك الأمانة وسخر لك مخلوقاته… فأي تكريم وأي مكانة تلك؟ وأي شرف وعزة تكون؟
فلماذا الحــــزن ؟؟
لماذا هذه النظرة السوداوية للحياة !!!
وما كان هذا إلا لمكانة الإنسان العظيمة في هذه الحياة ، التي جهلها كثير من الناس اليوم. فراح الواحد منا يتيه في هذه الدنيا ، ويتخبط في دهاليز الحياة، يبخس حق نفسه ويهين نفسه التي كرمها الله ورفع شأنها. يظن أنه أقل من أن يعيش ، أنه محبط ، أنه لا يقدر على شيء مما كسب ، دائم التحسر والندم ، نفسه ضعيفة و روحه هزيلة وهمته عليلة ، لأنه قد تخطفتهه الهموم ، وأستحكمت منه الأحزان ..
ألا :
و تأملوا في ذواتكم ، وأبحثوا عن مكنون خصالكم ، في دواخلكم الجمال !! ..
-في داخل كل منا روح رائعة ، تفكروا ملياً فيها ، أقرؤها ، تعايشوا مع أحاسيسها ..
أبتسموا ، تحدثوا بحلو الكلام ، تخلقوا بالخلق الحسن ، مدوا أيدكم لمن يحتاجها ، وطهروا قلوبكم من الحسد والغل والنفاق ..
جددوا مكامن الإيمان في دواخلكم ، وعودوا إلى خالقكم كل حين ؛ أقبل إليه بذاتك وروحك ونفسك ، ألتمس العفو ، وأطلب العون على هذه الحياة ، كن كما أنت في جمال روحك ، ونقاء ذاتك ..
أبتعد عن المخذلين والمتاخذلين ، أصحاب النفوس المريضة ، وكن مع أولائك الرائعين ، المنتجين الإيجابيين ، الذين يبثون في النفس الأمل ، أبحث عنهم حولك ستجدهم حتماً ...
ستمر بنا المعضلات العظام ، والصعوبات الجسام ، فلماذا الانهزام ، والركون مع الأقزام ، وهل هناك نجاح بلا تحدي وإقدام؟ فلا للتخاذل والتراجع ما دمنا أصاحب مبدأ ورسالة ، وغاية ومراد ..
لا تلتفوا للصغائر ولا تثنيكم التفاهات ، فهمتكم أكبر وغايتكم أسمى ، وأعلموا أن الكبار لا يعيقهم شيء ما داموا أصحاب عزيمة وإصرار ، وأنتم كذلك ولا مجال هنا للحوار!
فكروا بما ينفع الناس ويُرقيهم في ميادين الحياة ، لتقدموا لمجتمعكم وأهليكم وبلدكم النماء والعطاء ، وابحثوا عن ما تستحق نفوسكم إياه وأحبوه ،ولا تعملوا إلا ما حبب إلى قلوبكم ، وليترك كل إنسان أثر يعرف به… فالأمة تحتاج لمن هم كذلك !! .
وأعلموا أن حياتنا في هذه الدنيا كلوحة رسام ، كلٌ منا سيرسم لوحته ، وفي نهاية المطاف :
سينظرُ كلٌ منا إلى تلك الرسمة !! ... فما بين فرحٍ ومسرورٍ لجمالها .. وما بين عابس وباكٍ لقبحها !!
.
.
كانت هذه هي الحياة ! فهل عرفت الحياة ؟؟
|