الأخت / تفاصيل
هكذا هي الحياة بفرحها وحزنها ،،، بصدقها وكذبها ،،، دائماً تجارب وإختبارات ،،، والذكي من يستفيد من هذه التجارب ويُحاول أن يكتسب منها ما يقوي به عزائمه ..
علمتني الحياة أنه مهما قاسينا من غدر الأحباب ،،، لا بد أن يكون هناك في مكان ما إخلاص من بعض الاصدقاء ..
الفرح يقابله حزن دائماً ،،، والدمعة تغسل قلوبنا من الحقد ،،، وتبقى التجارب هي الدرس الأهم بهذه الحياة لا بد أن نستوعبها جيداً ونسفيد منها ومن أخطائنا ..
عذراً لتأخري فقد كنت أسترجع مقالة قديمة قرأتها للكاتب أنيس منصور ،،، وأحببت أن أنقلها لكِ ،،، لعلها تُكسبنا مَفهوماً جديداً للحياة ..
في حياة الإنسان خسائر كثيرة لكن خسارة الحب لا تعوض ،،، إنك قد تستبدل البيت ببيت آخر ،،، والسيارة بسيارة أخرى ،،، وحتى العمر تستطيع أن تعيشه بصورة أخرى ،،، ولكن الحبيب غير قابل للاستبدال لأنه شخص واحد لن يتكرر ،،، ولهذا فإن خسارة الحب لا تُعّوض ...
هناك فرق كبير بين شخص يشتري الحب وآخر يبيعه ،،، إن من أشترى الحب ينام مرتاح الضمير ،،، هادئ النفس والفؤاد ،،، لقد أشترى وغيره باع ،،، أنه يَشعر دائماً أنه كان الأوفى والأصدق والأكثر عطاءً وإخلاصاً ،،، ولهذا فهو غير نادم على شيء ...
يكفي انه حينما يمضي أمامه شريط الأيام والذكريات يرى فيه مواقف كثيرة يذكرها ،،، أنه غني بذكرياته الطويلة والباقية مع من أحب ،،، إنه يشعر أن خسارته كانت في إنسان تخلى وباع ،،، بينما كان ربحه في ذكريات عمر جميل لن تفارقه ...
أما الذي باع فيبقى بكل الأحوال مطارداً من أشباح الوحشة والخوف وهي تدق أبوابه كل ليلة ...
إن الذي أشترى سوف يجد أشياء كثيرة تؤنس وحدته ،،، سوف يجد أياماً حافلة بالعطاء والذكريات ،،، ومواقف مليئة بالصدق ،،، وسنوات عمر جميل يقف أمامه في كل لحظه ...
لن يشعر أبداً أنه وحيد ،،، وفي الجانب الآخر يقف الذي باع وهو يشاهد أمامه مجموعة أطلال وخرائب ،،، وهو لا يُصّدق أن هذا فقط ما تبقى له من الرحلة ،،، ويُحاول أن يَستجمع الزمن ،،، ويأبى الزمن بأن يعود ويُحاول أن يُصلح ما فَسِد أو يمد جسوراً تكسرت ،،، ويكتشف أن ذلك كله أصبح في دائرة المستحيل ...
ولهذا أفضل دائماً أن أشتري لآخر لحظه حتى لو باع غيري ،،، ولا أعتقد أن في ذلك تنازلاً أو إساءة للكرامة ،،، ولكن الإنسان يجب أن يكون حريصاً على الأشياء الثمينة في حياته ولا يُفرط فيها بسهولة ...
وهناك بعض الناس يبيعون أشياء ثمينة للغاية بأسعار زهيدة ،،، لأنهم لا يدركون قيمتها ،،، أو أنهم اعتادوا على بيع كل شيء ..!!
ابتداءً بساعاتهم الذهبية ...
ومروراً بأهلهم وأصدقائهم ...
وانتهاء بمشاعر الحب التي سكنتهم يوماً ...
ويكتشف هؤلاء عادةً بعد فوات الآوان أنهم خسروا كل شيء وأن البائع خسران
(مهما كانت مكاسبه) ..
وفي الحب أُفضّل أن أنام مظلوماً ولا أنام ظالماً ،،، وأن أشتري وأترك البيع لغيري ،،، وفي كل الحالات كنت أشعر أنهم خسروا وأنني ربحت ،،، وأنني أنام مرتاحاً حتى لو كنت مظلوماً لأن المظلوم في الحب أفضل ألف مره من الظالم ...
فأشكري فضائل الله عليك ،،، أن جَعلك مَظلومة لا ظالمه ...
تحياتي