أخي العزيز ابو خالد
كلنا إن شاءالله نقدر دور المعلم ورسالته العظيمة في بناء الأمة وفي تحقيق أملها وتطلعاتها بقيادة الأمم الأخرى بإذن الله .. وإن كان هناك من لايقدر هذا الدور فهو ليس أهلا للأخذ برأيه ..
ولا أختلف معك بأن هناك من الناس من كان همّه النظر لما في جيب المعلم قبل أن ينظر ماعلى ظهرة من حمل كبير وما بين يدية من مسئولية عظيمة .. وقد تكون تلك النظرات أحد الأسباب التي أدت إلى تشويه صورة المعلم في عيون أبنائنا ..
ومع ذلك فأنا أختلف معك حول عمل المعلم بصمت ! فبكل أسف أغلب المعلمين إنساقوا خلف تلك النظرة وتشبعوا بها حتى جعلوها واقعهم الذي يعيشونه .. فأعتبروا المسألة ليست أكثر من وضع وظيفي يجلب المنفعة الدنيوية ولا أكثر .. وهنا يجب الوقوف عند مثل أولئك المعلمين ومحاولة تقييمهم ثم تقويمهم لتعود للمعلم مكانته وهيبتة المسلوبة والمفرط فيها ..
والطالب أخي العزيز يجب أن لاننسى أبدا بأنه تلك العجينة المطلوب من المعلم تشكيلها بما يتناسب مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا وأهداف أمتنا .. فهو وإن كان يعيش بين والدين مؤهلين أو غير مؤهلين لتربيته فدور المعلم يجب أن يتعدى تلك الإشكالية في التعامل مع تلك العجينة الطرية .. وإن حدث خلل في تشكيلها ووجدت في المراحل المتقدمة أشكالا منها تسئ إلى سمعة الطالب فتأكد بأن معلمي المراحل الأولى تقع على عاتقهم المسئولية الكبرى في ذلك الخلل ...
فلا زلنا نرى أخي العزيز ردة الفعل الطيبة من أسواء الطلبة تجاه بعض المعلمين الأكفاء والمؤهلين للتعامل بشكل نموذجي مع طلابهم ... إذا المعلم والمربي الفاضل متى ماأجاد دوره فسيكون له تأثيرا كبيرا على أولئك الطلبة المتأخرين تربويا وأخلاقيا وهذا هو الدور الأكبر للمعلم وهو مانفتقده كثيرا ...
......
أخي العزيز العملية التعليمية والتربوية يجب أن لاتنفصل عن بعضهما البعض حتى ولو بإسم التربية والإدارة الحديثة .. وما حدث من إيجاد موجه تربوي ومرشد طلابي وإجتماعي في المدارس أسهم بشكل كبير في تخلي المعلم عن دوره الأساسي وهو التقرب من الطالب والإسهام في حل مشاكلة .. وأعلم بأن الوضع الحالي بوجود الطلبة بأعداد كبيرة يحتاج لمثل هذا التنظيم إلا أن كل ذلك يمكن تجاوزه بترتيبات معينة تحفظ للمعلم حق التوجيه والإرشاد لأنه هو الأقرب للطالب والأولى بذلك .. وإن كان التفاوت الكبير بين مستوى المعلمين في تلك الخاصية قد يكون سببا لمحاولة إيجاد مستوى واحد من التعامل مع الطلبة بإيجاد الموجه التربوي ..
والإدارة تضل جزءا من ذلك النظام السيئ المفروض على المعلم والذي أسهم كثيرا في هز مكانته ليصبح مفعولا به بدل من كونه فاعلا في العملية التعليمية وليصبح همّه الأول تتبع هفوات ذلك النظام إما للرفع من قيمته أو لكسب المزيد من راحته ..
وفي الأخير ..
أعلم أخي بأن المعلم مهما ضحى وتعب وكافح من أجل القيام بمهمته كاملة فلن يستطيع الرقي بالعملية التعليمية والتربوية منفردا لكونها أكبر من إمكاناته وإحتياجها الكبير إلى الدعم المادي والمعنوي من ولاة الأمر وقد يكون معلم أبناء هارون الرشيد نموذجا حيا لما يجب عليه المعلم !!
فلو أن هارون الرشيد لم يمنح ذلك المعلم الصلاحيات التي تسمح له بإكمال عمله لما كانت له تلك المكانة العظيمة في نفوس أبناء خليفة المسلمين .. وهذه من الأمور التي تنقص معلم اليوم
ونحن هنا لانتنصل من مسئوليتنا تجاه نظرتنا للمعلم وإن كان له دور في ذلك ولكن نبحث عن أسهل الطرق لسد تلك الفجوات في مسيرته وتحسين الهفوات في صورته لنضع أبنائنا بين يديه مطمئنين
شكرا لإضافتك الرائعة
ولك تحياتي وتقديري ,,,
العرض المتطور
