[align=center]- تعودنا مع نهاية كل سنة دراسية على أن نسجل ملاحظاتنا كأساتذة ومعلمين,وكذا اقتراحاتنا من أجل تحسين مستوى التربية والتعليم لتلاميذنا وفي بلادنا,لكن الملاحظ للأسف الشديد–لسبب أو آخر-أن ملاحظاتنا واقتراحاتنا لا يكاد يُنفَّد منها شيء وكأنها تُرمى بعد قراءتها أو حتى بدون قراءتها في سلة المهملات أو المحذوفات.وهذه البعض مما يمكن أن يلاحظ أو يقترح على مديرية التربية أو الوزارة أو الحكومة:
ا- توفير المؤسسات التعليمية الكافية لأن عدد التلاميذ يزيد وعدد المؤسسات يكاد يكون ثابتا.
ب- توفير جميع الإمكانات المادية في المدرسة والمتوسطة والثانوية.
ج- تقليص عدد الطلاب في القسم الواحد،ليسهل على المعلم المتابعة والتوجيه.
د- التقليل من المناهج الدراسية وكذا من الكم الهائل من المعلومات التي نُدرِّسها للتلميذ بدون أن يستفيد منها والتقليل من الحجم الساعي للتلميذ وللمعلم على حد سواء وزيادة سنة رابعة للتعليم المتوسط عوض 3 سنوات فقط.
هـ- توفير الإمكانات المادية والمعنوية المساعدة للمعلم من أجل أن يعيش موفور الكرامة ومن أجل أن يؤدي دوره في التربية والتعليم على أكمل وجه.
و- التعاون الوثيق جدا والاتصال المستمر والدائم بين البيت والأسرة من جهة وبين المؤسسة التعليمية والإدارة والتلاميذ من جهة أخرى.
ي- استبعاد الرشوة والغش والتزوير والبيروقراطية والمحسوبية وغيرها من كل ساحة التربية والتعليم.
84- يجب أن ينتبه المعلم إلى أهمية التنويع في طرح الأسئلة خاصة في مواد معينة مثل دراسة الوسط والتكنولوجيا والعلوم الفيزيائية,وخاصة في الفروض إذا لم يكن ذلك ممكنا أثناء الاختبارات.
ومن الأمثلة على الأسئلة التي يمكن أن تطرح:
ا- صحيح أم خطأ مع التعليل إن أمكن.
ب-الخيارات المتعددة.
ج-املأ الفراغ.
د- الإجابات القصيرة.
هـ-علل ما يلي.
و-عرف ما يلي.
ي- الأسئلة المقالية خاصة في الفلسفة.
* أسئلة الصحيح والخطأ والخيارات المتعددة عادة ما تكون هي الأسهل,لذا على التلميذ أن يقوم بحل هذه الأجزاء من الاختبار أولا إن أمكنه ذلك,وربما ساعدته هذه الأسئلة على تذكّر إجابات"املأ الفراغ".
* إجابة تخمينية جيدة أفضل من ترك الورقة بيضاء.وقد يحصل التلميذ منها على بعض النقاط.
* مطلوب كتابة الإجابات القصيرة في جمل بسيطة وواضحة.وتضمن ورقة الاختبار على الإجابة والمعلومة الصحيحة أهم من الرونق الأدبي.
* الأسئلة المقالية تمتحنُ قدرةَ الطالب على التفكير والربط بين الأفكار في الموضوع الواحد. والمعلومات الصحيحة مهمة ولكن تقديمها في إطار منظم ومترابط مهم أيضا.وعلى التلميذ أن يركز على النقاط الرئيسية في إجابته وأن يستخدم النقاط الرئيسية ليـبدأ الجملة وأن لا يُضمّن أكثر من نقطة في الجملة الواحدة وأن يستخدم أدوات الربط أو الترقيم لتنسيق أفكاره وعليه أن ينهي إجاباته الكتابية بخاتمة متينة كما يمكنه إعادة كتابة فكرته الرئيسية وشرح سبب أهميتها.وعليه في النهاية أن يراجع ورقته لتصحيح الأخطاء الإملائية وليتأكد من أنها سهلة القراءة.
85- على المعلم أن ينصح التلميذ بأن يلقي نظرة سريعة على الامتحان كاملا قبل بدء الإجابة,وليُفهمه بأن ذلك سيساعده على تحديد الوقت,وعلى معرفة من أين يبدأ في الإجابة وأين ينتهي؟وأين هو السهل وأين هو الصعب؟وأين هو السؤال الإجباري وأين هو الاختياري؟وهكذا ...وعلى التلميذ أن يتجاوز أي سؤال تواجهه به مشاكل,ويمكنه الرجوع إليه لاحقا,بل ربما تساعده الأسئلة التالية على تذكّر الإجابة على سؤال سابق.
86- يجب على المعلم أن يحرص على أن يصحح ورقة التلميذ لا سلوكه.يمكن أن يحب تلميذا معينا لسبب أو آخر,ولكن لا يجوز له أن يُدخل هذه المحبة في تنقيط الفرض أو الاختبار"اللهم هذا قسمي فيما أملك, فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك" أو كما قال رسول الله-ص-.
87-على المعلم أن ينتبه وينبه التلاميذ كذلك إلى أن لكل علم أدلته وقد لا تصلح أدلة علم لعلم آخر.مثلا الدليل على العلوم الفيزيائية والطب والبيولوجيا والعلوم الطبيعية و.. هو التجربة,والدليل في الرياضيات وغيرها من العلوم التجريدية هو البرهان العقلي والمنطقي,والدليل في القضاء والمحاماة و..هو المواد القانونية,والدليل على علم الغيب مثل الجنة والنار والملائكة والشياطين والميزان والصراط و..هو الوحي (كتابا وسنة),وهكذا..
88- كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لأكثر من ساعة في اليوم معرضون لأن يكونوا عنيفين في المستقبل.وقد وجدت الدراسة علاقة قوية بين العدوانية ومشاهدة التلفزيون بين الذكور في مرحلة المراهقة وبين الإناث في المراحل الأولى للبلوغ.ومنه فإن على المعلم (وإن كان الأمر بيد الأسرة أولا لا بيد المؤسسة التعليمية)أن ينصح تلاميذه بالتقليل من التفرج على التلفزيون خاصة أفلام العنف والرياضات العنيفة وأخبار الحروب والقتال وسفك الدماء و..وأن يمتنعوا نهائيا عن التفرج على ما لا يجوز التفرج عليه شرعا من عورات النساء ومناظر الجنس الحرام.
89- في الحقيقة ليس هدف العلم والمعرفة هو الغرض الرئيسي من كل أسئلة التلاميذ.ربما يكون في الكثير من الأحيان أحدَ الأسباب ولكن يجب على المعلم أن ينتبه إلى أنه يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى ربما تكون أهم:
ا- منها لفت الانتباه،فالتلميذ يريد في بعض الأحيان أن يقول لمعلمه ولمن يسأله منهم:"أنا هنا،أرجوك أن تهتم بي".والطفل هنا لا تهمه الإجابة في حد ذاتها بقدر ما يهمه إحساسه بأن معنى الإجابة أن معلمه الذي يجيـبه قد اهتم به وبسؤاله,لذا فإن إظهار الاهتمام بالطفل هو جزء من الإجابة على أي سؤال يسأله،وقد يغنيه حتى عن سماع الإجابة.
ب- ومنها رغبة التلميذ في إظهار قدراته اللغوية أو العلمية أو غيرها، إنه يريد أن يجرب نفسه في القدرة على طرح السؤال وعلى إجادة هذه العملية وإتقانها وعلى استعراض قدرته في فعل ذلك،لذا فربما يكون السؤال غير مقصود في ذاته والمقصود هو إعلام المعلم أن التلميذ يستطيع أن يسأل ويستطيع أن يطوّع اللغة، أو أن لديه معلومات تمكنه من السؤال بهذه الطريقة المعينة.لذا فإن الثناء على السؤال أو السائل أو تعليم التلميذ كيف يسأل أو تغيير المعلِّم لطريقة السؤال قد يكون كل ذلك هو الجواب المناسب على السؤال وليس السؤال نفسه .
وقد تكون الرغبة في المعرفة هي الغرض من السؤال,والمفروض أن يكون هذا هو الغالب.والتلميذ هنا يريد معلومة جديدة,متفقة مع السؤال,صادقة,تحترم عقله ولا تستهين به,قد تُقدَّم مختصرة وقد تقدَّم مفصلة.وإذا لم يكن المعلم قادرا على الجواب في الحين أجَّل الجوابَ إلى وقت لاحق,ولا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يقمع التلميذ أو يتحايل في الإجابة تحايلا مفضوحا أو يُقدِّم–عمدا-للتلميذ جوابا خاطئا أو معلومة بعيدة عن الصواب.
90- إن رسالة التدريس تحتاج إلى أن يكون الذي يختارها على قدر من الذكاء والحلم وسرعة البديهة والقدرة على تحمل المشاق والمثابرة التي تتطلبها,وأن يكون اختياره لها عن رغبة وإيمان بأنها من أنبل وأشرف المهن كما قلت من قبل,وأن يكون عنده اعتقاد وإيمان بأنه مثاب عليها من الله سبحانه وتعالى وأن أي مكافأة يأخذها-مهما بلغت قيمتها-لا تعادل لا من قريب ولا من بعيد ما يقدمه من عطاء وما يكابده من متاعب إذا أخلص في عمله.إن مهمة التدريس تحتاج إلى الضمير الحي والإنسان الذي عنده روح التضحية والبذل والعطاء دون توقف أو فتور,وإلا فقد يقل أداء المدرس عما يجب حتى يصبح تعليمه مع الوقت مهنة كسائر المهن الأخرى. [/align]