اخي العزيز هذا الموضوع فعلا قتل مناقشه وبحث واصبح لدينا يعتبر
مرضا مزمنا متوطنا مثله مثل مرض التراخوما بالاحساء ومرض حمى
الضنك بالجنوبيه والغربيه .
اخي موضوع التعليم ومخرجاته بالمملكه يدور بحلقه مفرغه ولو جأت
ليس شركات ماليزيا بل لو جأت شركات العالم كل العالم المتخصصه
بالتعليم لما استطاعت اخراج مريضنا من غرفة العنايه المركزه التي
دخلها بالسنه الثالثه لانشاء معاهد المعلمين المتوسطه والتي كانت
ورم سرطاني نشاء بفضل عبقرية ديناصور وزارة المعارف العتيد الذي
لم (يخطر) على باله مايمكن ان تؤدي اليه تلك المعاهد
البائسه .والتي قللت من احترام المعلم وقللت من قيمته .وكانت هذه
المعاهد ومخرجاتها اولى خطوات الانحدار بمستوى التعليم وطبعا هذا
الوضع كرس سياسة الكم وليس الكيف بالتعليم والتي بدورها اي
سياسة الكم لا الكيف حولت العلم والتعليم والدرجه العلميه الى
مجرد ورقة (شهاده ) عفوا اقصد جواز سفر للوظيفه العامه الذي
تلقفها طيب الذكر حينها المدعو (ديوان الخدمه العامه) الذي وضع
لوائح توظيف اقسم بالله لو ان (حمورابي ) قبل عشرة الاف سنه
اطلع عليها لاستلقى على ظهره من الضحك حيث ان الثانويه
الصناعيه تعادل الثانويه الزراعيه وبكالريوس الاداره العامه هو نفسه
بكالريوس الهندسه وكله عند الديوان المحترم على ثمانيه المهم ان
البكالريوس اي بكالريوس يوظف حاملها على المرتبه الفلانيه باي
اداره حكوميه تكون لديها وظيفه بالدرجه المعنيه بغض النظر عن
التخصص والعلم الذي يحمله الخريج ولو قمت بمسح الان بوزارات
الدوله لوجدت موظف بوزارة الحج والاوقاف مثلا له خمسه وعشرون
سنه بهذه الوزاره وهو يحمل بكالريوس في الميكانيكاء ...... وبالتالي
لم يعد لمخرجات التعليم اي اهميه واصبح العلم والتعليم لدينا فقط
يخرج (كاتب) سيء الخط والاملاء والقواعد ( مثلي) واصبح الفرق فقط
هو في ترتيب الشهادات اي (عدد سنوات الدراسه) وليس نوعها فا
حامل البكالريوس اي بكالريوس اعلى مرتبه وظيفيه من حامل
الثانويه اي ثانويه / وبعد ان وقع الفأس بالرأس نتيجة هذه السياسات
الخرقاء طفق المسؤلين لترقيع مايمكن ترقيعه ولكن هيهات ان
يستطيع احد مهما كان بارعا بالهندسه ان يحول مبنى متحف مثلا الى
مبنى (اوبراء ) او مبنى مسرح .
وخصخصة التعليم او تركه للقطاع العام لم تعد مسأله مهمه لأن
الوقت اصبح متأخرا جدا للاصلاح. وانا اعتقد ان العالم الان تحول الى
التعليم المباشر والعالمي (التعليم الالكتروني) وسوف يتم استبدال
الكتاب والفصل الدراسي بجهاز اللاب توب وسوف يكتسح التعليم
المفتوح والتعليم العالمي كافة ارجاء المعموره وماتزال وزارة التربيه
والتعليم لدينا تعقد اللجان تلو اللجان لمناقشة افضل السبل لتصميم
وهندسة واخراج دفتر (مفتش) التعليم العتيد وعدد صفحاته ولجان
اخرى تناقش هل يحتسب لحصص الرسم علامات بالامتحان النهائي
ام لا . وياقلبي لاتحزن
والمصيبة إنه من بقايا وزارة المعارف المصريه . وسع صدرك
العرض المتطور
