مع ماتتميز به مملكتنا وشعبها من خصوصيه اجتماعيه ودينيه .. وبقدر مايتمتع شعبها بالسمعه الجيده التي يثنون بها على انفسهم ويتفاخرون بها امام الآخرين كونهم الاشد التزاما بأمور الدين والاكثر تحفظا وحفاظا على عقيدتهم وقيمهم الدينيه والاجتماعيه .. فانه من البديهي بناءا على ذلك أن يكون الناس فيها متطبعين مسألة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بينهم .. ومن البديهي أن يكون ذلك سمه من سماتهم وطابعهم الشخصي .. والذي لن تتحقق الا مع شيئا من التفقه أو نور البصيره يتمتع به كل فرد منهم .. ليكون ذلك متوافقا مع كل هذه السمعه .. وأن افتقدوا هذا الطبع أو هذه السمه فيما بينهم .. أو قصروا فيها .. وهم على هذا الحال وهذه المكانه والسمعه .. فأنه من غير المعقول ان يكونو هم من يحتاج الى جهاز قوي وفعال ليأمرهم هم بالمعروف وينهاهم هم عن المنكر ..
فاما سمعه وخصوصيه شعبيه مبنيه على ادعاء زائف ..
واما جهاز حكومي يعمل في غير وقته وغير ظرفه .. وهو هيئة الامر بالمعروف والنهي عن النكر .....
حاليا .. لاهذه ولا تلك .. واضح ان منسوبي ذلك الجهاز يجتهدون لأبراز نشاطهم أو اثبات وجودهم الاداري بمحاولة تحقيق انجازات ترتقي لمستوى طموحاتهم هم اداريا ومهنيا .. قد لاتتحقق على ذلك النحو من خلال نطاق وطبيعة واسلوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وقد لاتتحقق ايضا في ضل وجود مجتمع طابعه الفضيله والالتزام ... مما جعلهم كما يبدو وبدافع تطلعاتهم وطموحاتهم تلك يركزون جهودهم على الكم اكثر من الكيف .. بالتقصي عن الحالات وتثبيتها اكثر من معالجتها وتفاديها قبل وقوعها .. بشكل واسلوب يتنافى مع روح وطابع مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
وجعلهم يحاولون فتح مجالات وآفاق اوسع ترضي تطلعاتهم .. بما يبدو من حرصهم على اداء بعض المهام التي تختص بها اجهزه حكوميه اخرى .. حتى ان مصطلحات القضايا والمحاضر والاقرارات والجريمة وما الى ذلك طغت على عبارات الوعظ والارشاد في ذلك الجهاز .. وفي مخاطباته .. وأخذت من اهتمام وحرص مسئوليه ..
بل وصل الامر على مايبدو وفي ضل هذا النشاط وهذا الاهتمام وتلك الدوافع .. ومع عدم وجود منكرات حقيقيه ظاهره أن ينظر لبعض الامور المباحه على انها منكرات .. أو القيام بتبني بعض العادات التي قد لاتخالف الدين .. ولكنها ليست منه والعمل على حراستها .. مما سبب واثار مقت الكثيرين للعاملين في ذلك الجهاز وطريقة ادائهم .. مما جعل هذه النعمه نقمه بعد أن اتكلنا عليها كليا في حراسة الفضيله .. بتركنا ماينبغي أن نرسخه ونطبعه في انفسنا من الامور التي وضحتها اخي الكريم عبدالله السلوم .. والتي معها قد لانحتاج ابدا الى جهاز حكومي وموظفين يقومون بذلك عنا بحسب تقديرهم ونظرتهم الخاصه للأمور .... الا اذا كرست امكانات ذلك الجهاز الفريد من نوعه في العالم وطموحات العاملين فيه مع مايمكن تحقيقه من خلالهم .. لقبول كل المتسجدات الحضاريه وبكل شجاعه والعمل على تهذيبها وتطبيعها وغرس وحراسة الفضيله فيها .. بدلا من هدر كل ذلك الجهد وتلك الامكانات في مراقبة الابرياء أو مزاحمة الاجهزة الاخرى في مهامها ..
اشكرك اخي عبدالله السلوم على طرحك الرائع والهادف ..
وتقبل مني اجمل تحيه ..